--------سورة الزمر---------------
وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ
-----------التفسير المصاحب---------
وينجي الله من جهنم وعذابها الذين اتقوا ربهم بأداء فرائضه واجتناب نواهيه بفوزهم وتحقق أمنيتهم, وهي الظَّفَر بالجنة, لا يمسهم من عذاب جهنم شيء, ولا هم يحزنون على ما فاتهم من حظوظ الدنيا.
--------تفسير الجلالين-------------
(وينجي الله) من جهنم (الذين اتقوا) الشرك(بمفازتهم)اي بمكان فوزهم من الجنة بأن يجعلوا فيه(لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)
رابط :
http://tanzil.info/----------------------------------
وينجي الله الذين -إتقوا- الشرك وهذا تفسير مختلف وطبعا المفسرين بشر وليسوا ملائكة وقد يكون من الصعب
ان يجمع المفسرون على امر واحد الا ماندر ولم يكن يقبل التأويل وهذه سنة الله في خلقه جعل عمارة الأرض
في الإختلاف والتنافس ولكن ماهي الحقيقة بين التفسيرين فكلمة شرك لم ترد في التفسير المصاحب لكنها
موجودة في تفسير آخر وهناك فرق شاسع بين التفسيرين وتفسير الجلالين تفسير قديم وهناك تفاسير كثيرة
وحديثة ولكن من الواضح أن التفاسير الحديثة اكثر حرصا على الدقة في إختيار المعنى القريب من الآية ولكل
مجتهد نصيب فلو كان من لم يشرك فقط وبغض النظر عن ما عليه من واجبات وما يرتكب من إثم ومعاصي
سيدخل الجنة دون ان يمسه شيء من العذاب ففي هذه الحالة يتساوا المجتهدون وغير المجتهدين وهذا هو
الفرق بين التفسيرين ورحمته وسعت كل شيء لكن علينا ان نجتهد في العبادة وليس مجرد نبذ الشرك سينجينا
مما كسبت ايدينا من معاصي ونقول لسنا مشركين وكفى وطبعا المفسر الأول اعتمد في تفسيره على قوة
ايمانه ومعرفته في معنى الآية ولم يرى حاجة لزيادة في الدقة لإنه يقيس على مبلغ علمه وربما علم من كانوا
في زمانه لكننا في هذا الزمن اكثر قرأة واقل معرفة وادراك الا اصحاب الإختصاص ومن يهتمون بمجال
معين وبعض المجتهدين , وطبعا التفسير الحديث معه الحق في عدم ذكر كلمة الشرك لإنها لم ترد في هذه
الآية والمؤمن يبحث عما يكون اقرب الى المعنى , ونحن لانعترض على اي من التفسيرين ونقبل بهما لكننا
نميل الى مانعتقد انه هو الأصوب . ثم ذكر الله (بمفازتهم) وتلاحظون الفرق بين التفسيرين ففي التفسير
الحديث وصف المفازة على انها حال والتفسير القديم وصف المفازة على انها ظرف مكان في الجنة فقال مكان
فوزهم من الجنة وهذا السياق قد لايكون متشابه بين التفسيرين وكلمة مفازة تحتمل كلا المعنيين فهي مكان
يتبادر الى الذهن للوهلة الأولى الى انه مكان في الصحراء يحتمل ان يكون له مسمى في معظم الأحيان وقد
لايكون له اسم وهذا مجرد تقدير وقد لايكون كذلك ولكن التفسير الحديث اورد كلمة مفازة على انها حال
لصفة معينة وهي الإستحقاق لإجر على عمل ولم يذكر انها مكان في الجنة لمن نجى من العذاب ونحن هنا
بصدد التفسير الشرعي وليس اللغوي وكل من يفسر سيجتهد بقدر المستطاع ولكن يختلف المجتهدون في
القدرة والتبصر ولا يلام من اجتهد فكل سينال نصيبه من اجتهادة فرحم الله من اجتهد وابلغه الجنة على اجتهاده
وابلغنا الله واياكم جنته ونعيمه .........