________________________________________
أصل السكان
كانت منطقة سوف قديما عامرة بالسكان من البربر الأمازيغ الذين يتخذون من الخيام مساكن ويعتمدون في معيشتهم على اصطياد الحيوانات الأهلية، وكانت الأرض مخضرة بالأشجار الكثيفة والتي أحرقتها الكاهنة سنة 670م، مما جعل المنطقة تتحول إلى صحراء.
وآخر قبائل البربر التي وجدت في سوف هي قبيلة زناتة التي بنت عدة أماكن، منها الجردانية والبليدة القديمة (قرب الرقيبة) وتكسبت القديمة بمكان ضواي روحه الآن وحزوة قرب الطالب العربي (في الحدود الجزائرية التونسية). وبعد الفتح الاسلامي بدأت القبائل العربية تهاجر إلى المنطقة في حدود عام 88 هـ(708م). ونزل بعض منهم بنواحي سندروس قبلة اعميش، ووقعت بينهم وبين البدو الرحل مناوشات خفيفة، وكان استقرارهم مؤقتا. وكانت قبائل هلال وسليم وعدوان تعيش في نواحي الكاف والقيروان التونسية، ثم انتقلوا إلى الجردانية بشمال سوف في القرن السابع الهجري حيث وقع صراع في حدود 600 هـ (1204م) بينهم وبين البربر انتهى بانتصار عدوان. أما قبيلة طرود فقد كانت تعيش في طرابلس، ثم في بلاد تونس واستقروا في نواحي عقلة الطرودي وبودخان والميتة في أواخر القرن السابع الهجري (690هـ - 1592م)، أما استقرارهم بمدينة الوادي فكان في حدود 800هـ (1398) حين استقرت قبيلة أولاد أحمد بقرب سيدي مستور الذي هاجر قبلهم من المغرب ونزل قرب تكسبت القديمة في مكان الحي الآن.
________________________________________
ماقيل عن واد سوف
قال الرحالة المغربي العياشي سنة 1663م: "...سوف هي خط من النخيل مستعرض في وسط الرمل قد غلب على اكثره، وفيه بلاد عديدة وماؤها طيب غزير قريب من وجه الأرض. أخبرني أهل البلد أنهم إذا أرادوا غرس النخل بحثوا في الأرض قليلا حتى يصلون إلى الماء، فيغرسونها بحيث تكون أصولها في الماء ثم يردون عليها الرمل فلا تحتاج إلى السقي أبدا... وكثيرا ما يقتنون الكلاب للصيد... وجل معيشتهم منه (أي الصيد)ومن التمر، وتمرهم من أطيب ثمار تلك البلاد." رحلة العياشي المعروفة باسم "ماء الموائد".
قال الشيخ العدواني على لسان الراوي صفوان: "...إذا احتجت إلى المنع فعليك بسوف، فقلت له: شكوا أهلها من قلة معاشها، فقال لي: لا تجمع الحرمة وتمام النعمة..." وقال في وموضع آخر "سوف مانعة الهارب" الشيخ محمد بن محمد بن عمر العدواني السوفي في تاريخه.
قال الرحالة ابن الدين الأغواطي في رحلته سنة 1826 م: "... ولا يخضع سكان وادي سوف إلى حاكم... وهم يتكلمون العربية، وأهل سوف يتمتعون باستقلال كامل، ولم يطيعوا أبدا أي سلطان ومعظم تجارتهم مع غدامس ففيها يبيعون العبيد..."
قال الشيخ إبراهيم العوامر في كتابه الصروف سنة 1916 م: " في أواخر عام 1285هـ/سنة 1869م، وقع قحط كبير وغلاء مفرط قلّت فيه الحبوب واللحوم والألبان... فتضرر أصحاب المواشي والمزارع ضررا فادحا، ولكن أهل سوف كانوا أصحاب تمر لم يقع لهم ضرر كبير... وانهالت النمامشة عندئذ على أرض سوف فعمت جميع القرى لما حل بهم من الجوع، فرقّ أهل سوف لحالتهم وبسطوا لهم أيدي العطاء والإعانة، بل وبعضهم التزم بإطعام بعض العائلات تماما وصيّرها من جملة عياله، وبعضهم يخرج التمر يفرقها فيهم كما يفرق عليهم النقود والثياب والخضر والفواكه" إبراهيم العوامر - الصروف في تاريخ الصحراء وسوف ص 251.
قال الشيخ محمد الساسي معامير الزقيمي السوفي سنة 1927: "... وهاكم ما انتجته "صحراؤنا" الموات في زعمكهم من فحول الرجال: هذا الشيخ خليفة بن حسن من قمار، ناظم جواهر الإكليل في متن خليل، ونشأ بين أخريات المائة 12 وأوائل 13هـ، حتى أن الأمة المصرية النبيلة والتي تعرف قيمة الرجال وما كتبوه أوفدت فيما سلف إلى قمار - على ما بلغنا - أديب منهم للبحث عن جواهره السالف لنشره حتى يكون طرفة لنا ولكم .." محمد الساسي معامير - التقويم الهجري ص 345 - 346.
قال الشيخ حمزة بوكوشة في رحلته عن مدينة الوادي سنة 1932: "... ومنها تسورنا البروج المشيدة من بلدة الوادي
بلد صحبت به الشبيبة والصبا ولبست ثوب العيش وهو جديد
فإذا تمثل في الضميـر رأيــتـه وعليـــه أغصـان الشبــاب تميـد
وبلدة الوادي هي أم بلدان سوف لوجود مركز الحكومة بها، وأنها حديثة العمارة بالنسبة للقرى التي حولها، وهي شديدة التمسك بالحجاب." حمزة بوكوشة -جولة من التلال إلى الرمال- في جريدة الوزير التونسية 1932.
قال الشيخ أحمد بن الطاهر منصوري في دره المرصوف سنة 2000 : "لأهل الزقم قديما عادات جد حسنة في التضامن والتعارف والتكافل الاجتماعي... ومن عاداتهم في المواسم والأعياد أنهم يوزعون الطعام على بعضهم، ليذوق كل منهم من عشاء الآخر... ويا لها من عادات وتقاليد عربية إسلامية رائعة حقا، ليت الأجيال حافظت ولو على بعضها. وهذا وأن العادات والتقاليد في قرى سوف متشابهة في أغلب الأحوال" أحمد منصوري - الدر المرصوف في تاريخ سوف ص 90-91.
وقال مفدي زكرياء عن وادي سوف في إلياذة الجزائر :
و يا وادي سوف العرين الأمين و معقـــل أبطالنـــــــا الثائريـن
و مأوى المـناجيـد من أرضنــا و أرض عشيرتنـــــــا الأقربيـن
و ربض المحاميد أحرار غومــا و من حطموا الظلم و الظالمين
و درب الســلاح لأوراســـــــنا و قد ضاقت سبــل بالسالكين
أينسى إبـن شهـرة أحرارنـــا تلقــف رايـتــــــه باليـمـيـــــــن
أننسى ثلاثة أيــــام نحــــس و سوستال يندب في النائحين
و أخضر يحصد حمر الحواصــل فيها و يقطـع منـــها الوتيــــــن
و ضرغامها الهاشمي الشريف يذيق "بواز" العـــذاب المهيــــن
و كم كان سوف لضم الصفوف و جمع الشتات الحريص الضمين
وقال الشاعر سعيد المثردي في إلياذة الوادي:
سأكتب تاريخ واديــــك شــــــعرا و إن صيغ ذكره يا ســـــوف نثـــرا
و أروي عن السمر أمجاد قومي فينطق واديك بالشعــــــر دهــــــرا
سلوا أخضر الجند عن سر قومي سلوا جنة الوادي يعـــــرف خيـــرا
سلوا في المداشر غيطان نخلي سلوا الأرض في سوف شبرا فشبرا
تحدث أيا وادي ســــــوف النظال بما حقق السمر في الحــــــرب كرا
فمن أم في البيد فــــــوج رمــال نواة تنظم في الشعب ســـــــــــرا
و من سرب الفجر نحو الشمـال سلاحا لأوراس ينظـــــــــر ثــــــــأرا
و من فجر النور عنــــد الكثـــيب و عانق في غرة الشهـــــــر قـــدرا
فداء الجزائــــــر روح الشهيــــــد إلى جانب الرســــل يلقاه أجـــــرا
قال الأستاذ أبو بكر مراد بعنوان سوف العمالقة:
هذي التي أهـواهـا وتــهوانــــــي قصائد عشقها تنمو بوجداني
أزجي لــها الأشــــعار مــعتـــــرفا صبــــابة حب متيــــــم ولهان
هي الضـــاد سل عـنها مـواطنـها تجد لها سوف خير أوطـــــــان
إمارة الشعر بعض من معالمها هنا يكللها نخلي وكثبـــــــــــاني
سوف ياسوف والشعر فيك رسالة وحبذا الشعر تبيـــانا لتبياني
قال الشاعر السوري أحمد هويس:
مدينة الوادي ضمي صفوة النجب من رادة الفكـــر والابـــداع والأدب
وعانقي النخوة العربـــاء في طرب باسم الأصالة والاسلام والنسب
وقال في قصيدة أخرى:
غزال الوادي في عينيك سري فأطفئي لوعة النفس الأبية
أتيت أعانق النجوى وأهــــفو إلى ربـــــع هلالي الهــــوية
قال الشاعر السوري أحمد دوغان:
يا صفوة الوادي أتيت وقصتي بين الجموع كما رأيت تراني
ما كنت أبغي البوح إلا أنني في كل يوم أشتري كتماني
ورأيت في طبع النخيل أصالة عربية...أفتكذب العينــــــــان؟
قال الشيخ حمزة بوكوشة يناجي الوادي من بعيد:
سقاك الغيث يا وادي الرمال وصانتـــــك الأسنة والعـــــوالي
وما زالــــت بك الحصباء درا حصاهــا فائق أسنى اللئـــالي
تذكرني مــــرائي البحر ليلا بنور البـــدر من فوق الرمـــــــال
فتبعث في الفؤاد هوى دفينا فيلهي النفس عن مرأى الجمال
قال أحمد بن الطاهر المنصوري في كتابه "أبطال نوفمبر يتكلمون" تحت عنوان إلى السمراء بالوادي:
يا سوف قد غنيت بعد حـــــــداد وطربت لما أن سمعت الشادي
يا سوف قد غنيت باسمك بعدما ولّى الشباب وبحّ صوت الحادي
يا سوف ها قد جئت بعد غياب ضمآن أرشــــــف قطرة من واد
لك في الدماء وفي العيون توَهج والعشق يملأ أضلعي وفــــؤادي
________________________________________
أشهر المعالم الأثرية
قيل أن أول ما تقرى من قرى سوف ما سوى الوادي تغزوت ثم الزقم وبعدهما كوينين ومنها قمار ثم البهيمة، ثم امتد العمران إلى عميش وما يليه، وبعده عمرت الدبيلة ثم قرية سيدي عون وبعد ذلك تسلسلت بقية الفروع وأغلبها من أهالي الوادي.
رحبة القمح: وهي بسوق الوادي، وقد شيّدها الفرنسيون عام 1886م .(ص)
جامع سيدي المسعود بسوق الوادي وقد شُيد عام 1600م.(ص)
جامع سيدي حميدة الحسيني ويسمى جامع سي موسى.(ص)
زاوية سيدي سالم: وبها أقدم صومعة بسوف وقد شيّدت عام 1896م.(ص)
الزاوية القادرية بسوق الوادي.(ص)
الزاوية التيجانية بالوادي(ص)
فندق ترانزيت أتلنتك وبه صومعة.(ص)
حي لعشاش.(ص)
بعض الفيلات الفرنسية التي شيّدها الفرنسيون خلال الاستعمار الفرنسي في المنطقة.(ص)
ضريح سيدي أحمد الغرايسة وهو مجاور لدار الثقافة محمد الأمين العمودي.(ص)
أُسست في أواخر القرن 16م، وقد قيل أنها سميت بذلك لعثورهم على كانون صغير، وكوينين تصغير لكلمة كانون، وكانت عبارة عن قرية صغيرة تدعى"الهنشير الشرقي" أو قرية غنام بن مبارك بن فارح الطرودي، وجزء آخر يدعى "الهنشير الغربي" أما كوينين الحالية فأسّسها أحمد بن وادة بأمر من مسعود الشابي، وقد عُمّرت من طرف أهل الوادي من بني سليم وأولاد جامع ولعشاش.
أشهر معالمها العمرانية: مسجد الثلمود(ص) - مسجد الاخوان العزوزية(ص) - الأحياء العتيقة (ص)- مدرسة كوينين(1893)(ص)
كلمة بربرية تعني المكان المرتفع الملتف الأشجار، ويُعتقد أن سكان تغزوت الأصليين هاجروا إليها قديما من بلاد ششار.
أشهر معالمها العمرانية: مسجد تغزوت العتيق(ص) - الزاوية التيجانية(ص) - ضريح مسلم(ص)
سُميت بذلك لأن رجلا من تغزوت كان يعلّم الطرقات ويضع عليها الاشارات "القماير" فسُمي قمّارا، فسكن بموضع قمار الحالي وسُمّي أبناؤه بأولاد قمار، وتتميّز عن باقي قرى سوف بهندستها المعمارية، وشوارعها المغطاة، ومنازلها ذات الطوابق وواجهاتها المزخرفة.
أشهر معالمها العمرانية: المدرسة العصرية التابعة لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين(ص) -الزاوية التيجانية(ص) - الزاوية الهبرية(ص)- الباب الغربي (ص)- السوق(ص) - المقبرة (ص)
وسميت بورماس نسبة إلى رجل مشهور مات هناك يسمى ورماس من بربر زناتة.
أشهر معالمها العمرانية: مسجد ورماس المُشيّد سنة 1850(ص)
وسُمّيت بذلك لموت رجل من طرود يقال له الرقيبة أو بورقبة لطول رقبته ودقتها.
أشهر معالمها العمرانية:العرص(ص) - البليدة(ص) - المسجد العتيق - مدرسة جمعية العلماء.
وتقع شمال الرقيبة، وهي واقعة في عمق شط ملغيغ وهي مشهورة بشطوطها الملحية.
أشهر معالمها العمرانية:أبراج وقماير.
إحدى قرى عميش، وتقع جنوب مدينة الوادي بنحو 5 كلم وقيل سميت بهذا الاسم لأن زرايب أهلها أصبح جريدها أبيض (أشهب) من أثر الشمس، وقيل نسبة إلى الزباسة البيضاء، فكان النساء يحرقن الترشة لصنعها "الزباسة" واستعمالها في صباغة النسيج.
أشهر معالمها العمرانية:الزاوية القادرية (ص) - الزاوية التيجانية (ص) - ضريح الهاشمي شريف (ص)
إحدى قرى عميش، تقع جنوب عميش وتبعد عن الوادي بنحو 10 كلم. وسميت بذلك لأن أول من سكنها يُدعى رباح بن سعيد بن رباح.
أشهر معالمها العمرانية:الزاوة القادرية (ص) - ضريح سيدي لمام(ص)
تقع جنوب الرباح، وكانت قديما مكانا لعقل "ربط" الابل عند التجار والفلاحين وتأسست في عهد قريب، في أواخر القرن 19 من طرف سكان الرباح. ومن قراها العقيلة وسندروس.
المعالم الأثرية: المسجد العتيق - آثار رومانية قديمة بمنطقة سندروس.
تقع شرق مدينة الوادي. قيل تنسب إلى قوم رحلوا إليها من بني يزقن(من بني ميزاب) وحرف الاسم. وقيل نسبة إلى أكلة اعتادها بنو عدوان وهي خلط التمر بالزبدة وتسمى الزّقم.
أشهر معالمها العمرانية: مسجد العدواني (ص)
تقع شرق مدينة الوادي، أسسها سيدي علي بوخزان، ويميت على اسم ابنته التي كانت تدب، وقيل على اسم شجر سام يدعى الدبيلة.
أشهر معالمها العمرانية:الثكنة القديمة، مسجد سيدي علي بو خزان وضريحه (ص)
نسبة إلى مؤسسها سيدي عون بن أحمد البليلي، الذي أسسها في القرن 18، وتوفي في حدود 1780م ويوجد ضريحه في المسجد العتيق.
أشهر معالمها العمرانية:ضريح سيدي عون (ص) - قصر علي بن عبد الله (ص)
وهي موضع قديم يقع في شرق سوف، يبعد عن الوادي بنحو 30 كلم، ونسبت إلى خليفة الزناتي الذي حفر بها بئر يدعى حاسي عند مروره بها.
أشهر معالمها العمرانية: قصر " برج " (ص)
إحدى بلدان وادي ريغ، وهي بلدية تابعة لدائرة جامعة.
أشهر معالمها العمرانية: معلم بري نوبة(ص) - تمرنة القديمة (ص)
تقع شرق الوادي، وتبعد عنه بنحو 22 كلم، وكانت قديما مصبا لوادي الجبل ووادي النازية القديمين، مما أدى إلى نمو شجر الطرفاء، فسميت به. ثم صارت عمرانا في حدود 1850.
تقع جنوب غرب مدينة الوادي، وتبعد عنه بنحو 20 كلم. وأسست في أواخر القرن 19 من طرف الرحالة "أحمد محده" وسميت بذلك لانخفاضها ونمو شجر العلندة بكثرة.
موضع قديم يقع جنوب غرب مدينة الوادي بنحو 27 كلم وينتمي إلى بلدية اميه ونسة، وسمي بهذا الإسم لموت رجل من بني سليم وجد مقتولا، وقيل من بني شباط الذين كانوا في منطقة الكتف لسد الثغور.
________________________________________
البيت السوفي القديم
وهي مساكن داخل الغيطان أو بقربه، يأوي إليها البدو والحضر ويستعملونها بصفة مؤقتة في أغلب الأحيان في أوقات جني التمور.
كانت قرى ومدن وادي سوف تتكون من مساكن ذات أبواب صغيرة، تبرز من فوق أسقفها بعض أغصان النخيل، وتتجمع هذه المساكن حول المسجد وعلى أطرافه تنتشر وتتوسع البلدة "النزلة" مع وجود البئر في وسط الرحبة التي تتصل بالشوارع الحلزونية التي تغطيها الرمال. ولم يمنع هذا التجمع العمراني من وجود زرايب أو خيام تسكن بها العائلات الفقيرة في ضواحي مدينة الوادي عاصمة سوف.
ومنذ القدم راعى مشيدو المساكن عدة أمور منها الظروف المناخية، والدين والعادات والأعراف والحشمة والحياء لصيانة المرأة من الأنظار، إضافة إلى الجوانب الصحية المناسبة. والمنزل السوفي يُدعى "الحوش" نسبة إلى الفضاء الواسع في وسط المنزل، وفي هذا الصحن تفتح كل المرافق التي كانت أرضها رملية، ولا يمكن للسوفي أن يعيش في منزل بدون حوش،لأن أغلب أيام السنة حارة، وتحتاج إلى الهواء الطلق، وبعض الناس يقيم "السدة" في وسطه وهي بمثابة السرير، ويمكن تحديد مرافق البيت السوفي كما يلي (مخطط للبيت السوفي من كتاب نجاح):
السقيفة: وهي مدخل البيت، وتكون مستورة بحائط، كما شيدت بجانبها حجرة سُميت "دار السقيفة" وهي عبارة عن غرفة استقبال للضيوف في الحالات الرسمية.
دار الخزين: وهي حجرة لتخزين المؤونة من مواد غذائية وخاصة التمر الذي غالبا ما يخصص له مكان يُدعى الخابية وفي أسفل الخابية قصبة يخرج منها عسل التمر المضغوط ثم يُجمع هذا العسل في قُلة أو زير، كما يشيد بالقرب من الخابية "الحد" وهو مربع الشكل ويوضع فيه تمر النهوش أو الحبوب من القمح والشعير، ويجمع أيضا في ركن من أركانها الصوف والوبر والخشب.
الكوزينة: وهي المطبخ وتكون في حجرة خاصة أو في وسط الساباط، وتكون بها مدخنة "الشميني".
دار النوم: وفي الحوش تُخصص للنوم حجرتان أو ثلاث أو أكثر حسب مستوى العائلة وكبرها وتعدد الأسر فيها، وفي بعض الأحيان تنجز المقصورة، وهي بيت صغير داخل الحجرة، تُشيد في جهة من قبة هذه الحجرة دكانة من الجبس وهي بمثابة السرير.
الكوري: وهو اسطبل للحيوانات كالحمير والبغال والماعز والدواجن كالدجاج والحمام...كما يكون فيه بيت للخلاء تقليدي"خربة" وهي عبارة عن حجرين بينهما ثقب كبير، وتجمع الفضلات لتُستعمل بعد ذلك في تسميد المزروعات كالنخيل وغيره. ويكون الكوري في الجهة الشرقية من الحوش لتعريضه إلى أشعة الشمس.
البئر: ويكون غالبا في بيوت الأغنياء، ويستعمل ماؤها للطهي والغسيل، ويجلب الماء العذب من آبار القرية الخارجية أو من الغيطان من طرف الفتيات الصغيرات بواسطة القِرب