التربية والتعليم بقلم محمد خريف ميلودي
عزيزي الزائر أنت غير مسجل في منتدى محمد خريف ميلودي ارجوا منك أن تزويدنا بما فيه الصالح العام من دروس وصور تعود علينا بالفائدة تفضل بالتسجيل
التربية والتعليم بقلم محمد خريف ميلودي
عزيزي الزائر أنت غير مسجل في منتدى محمد خريف ميلودي ارجوا منك أن تزويدنا بما فيه الصالح العام من دروس وصور تعود علينا بالفائدة تفضل بالتسجيل
التربية والتعليم بقلم محمد خريف ميلودي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

التربية والتعليم بقلم محمد خريف ميلودي

منتدى خاص بالعلم والمعرفة والبرامج والصور
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 فلسفة التاريخ في الفكر الغربي المعاصر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


المساهمات : 453
تاريخ التسجيل : 17/10/2009

فلسفة التاريخ في الفكر الغربي المعاصر Empty
مُساهمةموضوع: فلسفة التاريخ في الفكر الغربي المعاصر   فلسفة التاريخ في الفكر الغربي المعاصر I_icon_minitimeالإثنين ديسمبر 16, 2013 11:31 pm

الملخص:

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين وأصحابه الغر الميامين ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.

لأطروحة الموسومة بـ (فلسفة التاريخ في الفكر الغربي المعاصر، أرنولد توينبي موضوعاً) والتي تشرفت بإعدادها على يدي أستاذي القدير مدني صالح الهيتي، وهي دراسة نقدية إجمالية لأبرز اتجاهات فلسفة التاريخ المعاصر مع التركيز في البحث والتحليل على فلسفة التاريخ والحضارة عند أرنولد توينبي بعده أبرز فلاسفة التاريخ المعاصرين في سياق دراسة نقدية مقارنة مع أهم فلاسفة التاريخ في القرن العشرين.

تنطوي هذه الدراسة على أهمية مزدوجة، فهي من جهة تحاول أن تقدم صورة إجمالية عن المشهد الفلسفي التاريخي للقرن العشرين وتميط اللثام عن طبيعة تلك التحديات والمشكلات والأسئلة التي تصدى لها فلاسفة التاريخ الغربيون، وحاولوا تفسيرها من زوايا نظر منهجية مختلفة ومتصارعة، وهي من جهة أخرى محاولة لدراسة فلسفة التاريخ والحضارة عند أرنولد توينبي دراسة منهجية نقدية تفصيلية، إذ أنه على شهرته الواسعة لم يعط حقه من البحث والتقييم في الدراسات الفلسفية. فضلاً عن أنها تكسبنا الخبرة الأكاديمية النظرية والمنهجية في معالجة تاريخنا الخاص ودراسته دراسة فلسفية نقدية عقلانية، لاسيما ونحن ما نزال نعيش تحت العبء الثقيل للتاريخ الذي ينتصر علينا دوماً ولم نتمكن من فض بنيته وسبر كنهه واكتشاف حقائقه ودينامياته المتخفية، فما زال تاريخنا العربي الإسلامي أشبه بالوثن الكبير الذي ينيخ بكلكله على صدورنا ويكبلنا في سلاسله العتيدة. ويكسر رؤوسنا على صخرته الراسخة التي لا ترحم ولا يتكسر رأسه أبداً.

إن أهمية فلسفة التاريخ لا تكمن في ذاتها، فهي لا تقدم معرفة عن الماضي، بل أن قيمتها الحقيقية تتمثل فيما تقوم به من وظيفة في الحاضر، حاضر وعي من ينتمون إلى التاريخ الذي تفلسفه، وربما كان عدم تمكننا من فلسفة تاريخنا إلى اليوم، أعني كتابته كتابة تعطيه معنى بإزاء الحاضر، هي إحدى أسباب عجزنا عن فهم حاضرنا والتخطيط السليم لمستقبلنا.

وكل فلسفة للتاريخ لا يمكن لها أن تقوم إلا بالاستناد إلى أساس من الفهم الواضح والمتميز لمعنى ألإنسان ومكانته وقيمته في هذا العالم الإنساني تحت فلك القمر، فالإنسان هو المحور الجوهري والأساس المشترك الذي انطلقت منه كل فلسفات التاريخ الحديثة والمعاصرة، غير أن صراع فلسفات التاريخ في الفكر الغربي الحديث والمعاصر لم يكن في حقيقته أمره النقدية صراعاً ثقافياً أكاديمياً منهجياً فلسفياً في تفسير التاريخ ومعناه، بل كان صراعاً واقعياً وجودياً من أجل السيطرة على التاريخ وصنعه وتوجيه مساره والفوز بخيراته. وهذه هي طبيعة التاريخ من حيث هو صراع وتغالب وتنافس بين الناس. قال تعالى: "لولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين" (البقرة 25).

إنها حكمة الله في خلقه الذي أمر الإنسان بالسعي وتعمير الأرض وجعل الأيام دول بين الناس "تلك الأيام نداولها بين الناس" (آل عمران 104).

وعلى الرغم من اختلاف السياق الثقافي الغربي عن سياقنا الثقافي الشرقي وما ينجم عن ذلك من صعوبة الفهم للنصوص والمفاهيم ومقاصدها، بذلنا قصارى جهدنا في تتبع الأفكار في منابتها الأصلية وسياقاتها التاريخية الحية بما توافر لنا من مصادر عربية وأجنبية.

يعد العصر الحالي أكثر العصور نزوعاً إلى التفكير بصورة تاريخية، وذلك بسبب ما شهده مشروع الحداثة الغربية من أزمات خانقة وأحداث عاصفة ومتغيرات كثيرة في مجمل الخبرة التاريخية في الثقافة والحضارة والمدنية، وهذا ما أفضى إلى ازدهار فلسفات التاريخ المعاصرة على نحو لم يسبق له مثيل. إذ شغلت مشكلة التاريخ وقواه وحركته وتطوره، ومشكلة الحضارة الغربية ومصيرها عدداً واسعاً من الفلاسفة والمفكرين أمثال نيتشة وشبنجلر بليخانون وبوير وكروتشة ولوكانش وكولنجوود وكولن ويلسون واشفيتسر وليفي شتراوس وسارتر وفوكو وهيرمان وجارودي وتوفلر وهننجتون وفوكو ياما وغيرهم.

وفي وسط ذلك الاضطراب الشامل تقف فلسفة أرنولد توينبي الليبرالية الجديدة كمحاولة للتوفيق بين جميع الاتجاهات الفلسفية المتصارعة، إذ جمعت بين النظرة الدورية للحضارات والنظرة الخطية للعناية الإلهية، وذلك بتأكيد التعاقب الدوري للحضارات مع الحفاظ على دور الوثبة الحيوية في نظرة التحدي والاستجابة، وهي بذلك تعد أصدق تعبير عن مثل الليبرالية الجديدة، فهي تعد تعبيراً عن مميزاتها، عن فشلها وعن التشاؤم التاريخي الكامن خلفها.

وإذا كان توينبي قد كتب نقشاً على ضريح الحضارة الغربية فإن المتشائمين الثقافيين أمثال نيتشة وشبنجلر وفوكو يتجمعون للاحتفال والسهر حول الجثة قبل دفنها.

محتويات الاطروحة

اشتملت هذه الأطروحة بعد التمهيد على خمسة فصول وخاتمة. توقفنا في التمهيد عند أهم المفاهيم التي تتصل بهذه الدراسة: التاريخ والحضارة المدنية والثقافة وعقدنا الفصل الأول لتتبع المسار التاريخي لنشوء فلسفة التاريخ وتطورها في الأدب الأسطوري القديم وفي الفكر الفلسفي اليوناني، وفي اللاهوت اليهودي المسيحي الوسيط، وتفسير التاريخ عند ابن خلدون. ثم انتقلنا للبحث في البدايات الأولى لفلسفة التاريخ الحديثة في عصر النهضة الأوربية وفي عصر التنوير وفي القرن التاسع عشر، إذ لاحظنا أنه يصعب فهم فلسفة التاريخ عند آرنولد توينبي دون العودة إلى تاريخ فلسفة التاريخ كله، ذلك أن توينبي قد أنشأ فلسفته في التاريخ والحضارة بالاعتماد على كل التراث التاريخي الماضي.

وخصصنا الفصل الثاني للحديث عن فلسفة التاريخ والحضارة في القرن العشرين، محاولين بيان العلاقة بين الأحداث والمتغيرات الكبيرة التي شهدها القرن وتجلياتها على صعيد الفكر الفلسفي التاريخي، وفي عدد من الاتجاهات الفلسفية، الاتجاه المادي الماركسي، الاتجاه الحيوي النيتشوي، والاتجاه الوضعي التجريبي، والاتجاه البرجماتي الذرائعي، وعرضنا لموقف توينبي من كل هذه الاتجاهات.

وفي الفصل الثالث تناولنا الخطوط العامة لفلسفة التاريخ عند أرنولد توينبي، وتوقفنا في البدء عند حياة توينبي والإمبراطورية البريطانية، وتتبعنا المسارات التي اتخذتها حياة توينبي منذ الميلاد والنشأة والتربية والتعليم والانخراط بالعمل الجامعي، وتطوره الفكري ونشاطاته الأكاديمية والسياسية واهتمامه بالقضايا العامة، وذكرنا أهم أعماله. وتحدثنا عن موقف توينبي بين التاريخ والفلسفة، ثم بينا الاتجاهات العامة في فلسفة توينبي في التاريخ والحضارة.

وعقدنا الفصل الرابع للبحث في تفسير توينبي للتاريخ والحضارة بعنوان التحدي والاستجابة والتعاقب الدوري للحضارات أوضحنا فيه معنى التحدي والاستجابة الذي اشتهر به توينبي وكيف أن توينبي فسر نشوء ونمو الحضارات وازدهارها, وانهيارها, بالاعتماد على فكرة التحدي والاستجابة، وتتبعنا معالجة توينبي مشكلة نشوء الحضارة من المجتمع البدائي، ونقده نظريات العرق والبيئة في تفسير ظاهرة الحضارة، ثم عرضنا لرأي توينبي في تعاقب الحضارات على شكل دوري في ثلاثة أجيال وعوامل نمو الحضارات وأسباب انهيارها، وتوقفنا عند تفسير توينبي للحضارة الغربية ومستقبلها، ورأيه في الصدام الحضاري بين العالم والغرب، وموقف توينبي من أمريكا ودورها في العالم المعاصر، ورؤية توينبي الليبرالية لخلاص الحضارة الأوروأمريكية ودعوته لقيام الدولة العالمية التي تستوعب كل الشعوب والديانات.

أما الفصل الخامس والأخير، فقد خصصناه لبحث تفسير توينبي للحضارة العربية الإسلامية، وتناولنا في البدء علاقة توينبي بالاستشراق واعتماده على الدراسات الاستشراقية ومسوغات اهتمامه بالحضارات الشرقية والحضارة الإسلامية على وجه التحديد، ثم درسنا تفسير توينبي الاستشراقي للحضارة العربية الإسلامية وكشفنا عن جملة من الاضطرابات والتناقضات التي وقع فيها توينبي في دراسته الدين الإسلامي ومكانة الرسول محمد r في تبليغ الرسالة، ودور العنصر العربي في تأسيس الدولة الإسلامية، ثم تناولنا بالدرس والتحليل موقف توينبي من فلسطين وإسرائيل في ثلاثة مستويات، تاريخي فلسفي أيديولوجي، وأشرنا إلى ردود الأفعال التي أثارتها آراؤه النقدية في اليهود والتعصب الإسرائيلي واحتلال إسرائيل فلسطين، وأوضحنا موقف الفكر العربي من توينبي، وكيف أن هذا الموقف غلب عليه الجانب الانفعالي الاحتفالي وغاب عنه الأفق الأكاديمي النقدي.

و عرضنا في الختام أرث توينبي وأثره في الثقافة المعاصرة، مبينين أهم الأفكار التي خلفها توينبي في تاريخ الفكر الإنساني، وأبرز الدارسين الذين استلهموا توينبي في دراستهم التاريخ والحضارة واستخلصنا أهم النتائج التي توصلنا إليها.

وإذا كانت القيمة الحقيقية لأي عمل من أعمال البحث العلمي تتمثل في النتائج التي يتم استخلاصها في نهاية البحث وختام الطواف الفكري، فإنني قبل أن أضع القلم وألقي عصا الترحال لابد لي من أن أذكر أهم النتائج التي توصلت إليها، على وجه الإجمال لا التخصيص، فليس العبرة في أن يشار إلى كل شاردة أو واردة، فرب إشارة أغنت عن إشارات فحسبك من العقد ما أحاط بالعنق.

وربما كانت الفائدة الشخصية التي غنمتها من العمل في هذه الأطروحة تتمثل في منحي بعضاً من الخبرة والمعرفة والفهم في النظر إلى التاريخ وتفسير حركته وتطوره وقواه وغاياته وتحليل مشكلاته ودراسة قضاياه من زاوية نظر منهجية فلسفية أكاديمية نقدية.

نتائج الاطروحة

1. المفاهيم المستخدمة في حقل الدراسات التاريخية مفاهيم ملتبسة وغامضة، ومصدر للكثير من الإرباك والتشوش، وذلك بسبب تبدل الظاهرة التاريخية وتغيرها وتطورها وعدم ثباتها على حال واحداً، على عكس الظاهرة الطبيعية. كما أن جزءاً من غموض والتباس مفهوم التاريخ يعود إلى الخلط بين التاريخ وقواه التي هي الحضارة والمدنية والثقافة، وأن عدم الاكتراث بمناقشة الألفاظ يصاحبه في المعتاد تشوش في الأفكار حول الأشياء ومفاهيمها. وقد خلصنا إلى أن الفهرسة الصحيحة للتاريخ وقواه تقوم في أن التاريخ هو مجمل الخبرة الإنسانية في الحضارة والثقافة المدنية، وأن الحضارة سياسةً وأخلاقاً وتشريعاً هي القوة التنظيمية في التاريخ، وأن الثقافة علماً وأدباً وفناً هي قوة التاريخ الإبداعية، وأن المدنية زراعة وصناعة وعمارة هي القوة المادية السلعية في التاريخ.

2. إن ولع الإنسان بمعرفة ما حدث في الماضي قد ارتبط بالتطلع لا إلى ما حدث فحسب، وإنما لماذا حدث وكيف؟ وأن فكرة التاريخ عند أية جماعة إنسانية ليست في حقيقة أمرها النقدية سوى شكل من أشكال فهم هذه الجماعة لهويتها الذاتية. وأن تطور المعرفة التاريخية قد ظل متصلاً بتطور المعرفة البشرية عامةً والمعرفة العلمية خاصةً، وحينما كانت العلوم مدمجة بالسحر والأسطورة، كان تفسير التاريخ يدور في فلك الأساطير والآداب واللاهوت، ومن ثم فإن المرحلة الأولى لنشوء الفهم التأملي للتاريخ كانت هي المرحلة الأسطورية.

3. وجدنا أن الفلسفة اليونانية لم تجعل من التاريخ موضوعاً لتأملها كما اهتمت بطبيعة الكون وحركته، وأن النظرة اليونانية الرومانية للزمن والتاريخ، كانت على اقتناع راسخ بأن الأحداث لا تقع اعتباطاً وإنما طبقاً لدورة متكررة من الميلاد والحياة والاضمحلال، وأن هذه النظرة الدورية للكون كله هي النظرة الميتافيزيقية التي سيطرت على الروح اليونانية، وأن الشذرات والإضاءات البسيطة التي ظهرت في فضاء الفكر اليوناني والتي اهتمت بالإنسان والمجتمع والتاريخ عند السفسطائيين وسقراط وربما أفلاطون وأرسطو ظلت مغلوبة على أمرها في البنية الكلية للفلسفة الطبيعية اليونانية.

4. ارتبط التفسير اللاهوتي للتاريخ بازدهار الديانات التوحيدية الثلاثة، اليهودية والمسيحية والإسلام، وهو نمط من أنماط التفكير الواعي يدافع عن المعتقدات الدينية بتوسط العقل انطلاقاً من ترسيمات الدين بعدها ترسيمات بديهية، وخلاصة النظرة اللاهوتية للتاريخ عند أبرز ممثليها القديس أوغسطين تقوم على النظرة الخطية للتاريخ من آدم إلى يوم الدينونة، وأن العناية الإلهية هي التي تسير التاريخ إلى غايتها المنشودة، وهذه الصورة للتاريخ والإنسان ترى أن جميع الأعمال مقدرة سلفاً في الذات الإلهية والوحي المسيحي قد أعطانا فكرة عن تاريخ العالم كله منذ بدء الخليقة في الماضي إلى نهايته المقدرة في المستقبل.

5. كانت محاولة ابن خلدون في تفسير التاريخ تفسيراً واقعياً تاريخياً عقلانياً هي أبرز المحاولات الفلسفية في العصور الوسطى، التي حاولت النظر إلى التاريخ بمنظور تاريخي فلسفي عمراني.

6. أفضت الثورة المنهجية الكبرى منذ بداية عصر النهضة الأوربية إلى تغييرٍ جذريً في نظرة الإنسان إلى الكون والتاريخ والزمان، إذ غدا الإنسان محوراً لكل فكر وسلوك، منذ ذلك الحين، عادت الثقة بالإنسان وقدراته، وبدأت فلسفات التاريخ الحديثة تقيم المعرفة على أسس عقلانية تجريبية استقرائية وحلت محل النظرة اللاهوتية للتاريخ، نظرة طبيعية إنسانية عامة، وبذلك بدأ عصر الحداثة الأوربية.

7. منذ بداية القرن السابع عشر حتى نهاية القرن الثامن عشر شاعت فكرة التقدم التاريخي في كل الدوائر الثقافية الأوربية، وسادت نظرة تفاؤلية إلى التاريخ والحضارات عند فلاسفة عصر التنوير وما بعدهم، وأخذت تنمو إضافة إلى ذلك نظرة تشاؤمية إلى التاريخ منذ روسو والرومانسيين. وكان القرن التاسع عشر، قرن ازدهار فلسفات التاريخ الشمولية عند هيجل وماركس وكونت وسبنسر وغيرهم.

8. شهد القرن العشرون ازدهار عدد من الاتجاهات في فلسفة التاريخ المعاصرة، واحتدم الصراع بين الاتجاهات الشمولية العلمانية، من أجل السيطرة على التاريخ وتوجيهه مساره والفوز بخيراته وتحول الاهتمام من التاريخ إلى الحضارة.

9. أفضت الأحداث العاصفة التي شهدها القرن العشرين وأهمها نشوب الحربين العالميتين وقيام ثورة أكتوبر الاشتراكية وإلى ازدياد موجة النزعة التشاؤمية في تفسير التاريخ والحضارة وبروز اتجاهين أساسين هي التشاؤمية الثقافية التي مثلها نيتشة وشبنجلر والتشاؤمية التاريخية التي عبر عنها توينبي وآخرون.

10.حاول أرنولد توينبي التوفيق بين كل الاتجاهات الفلسفية التاريخية القديمة والحديثة والمعاصرة، وأنشأ فلسفة للتاريخ تجمع بين النظرية الدورية للحضارات والنظرة الخطية للعناية الإلهية.

11.حاول توينبي الجمع بين مناهج العلم والفلسفة واللاهوت مما أفقد فلسفته الاتساق المنطقي والوضوح المنهجي وإن هو خرج على المركزية الأوربية لدراسته واحد وعشرين حضارة.

12.فسر توينبي التاريخ والحضارة بقانون التحدي والاستجابة، وهو بذلك منح الإرادة مكانة خاصة في حركة التاريخ وتقدمه.

13.انتقد توينبي النظريات العرقية والبيئية في تفسير التاريخ والحضارة، وشدد على دور الدفعة الحيوية الإنسانية في نشوء الحضارات ونموها في تعاقب دوري مستمر من التحدي إلى الاستجابة، إلى تحدٍ جدد واستجابة جديدة، وتحدث عن تعاقب الحضارات في ثلاثة أجيال، جيل الأجداد والآباء والأحفاد.

14.عد توينبي الحضارة الوحدة الأساس في دراسة التاريخ وأحصى أكثر من وإحدى وعشرين حضارة ناجحة، وحضارات أخرى عقيمة ومتعطلة.

15.منح توينبي دوراً حيوياً للديانات العالمية في نمو الحضارات وازدهارها، وعد الدين سفينة النجاة الأخيرة للحضارة الغربية، ودعا إلى قيام دولة عالمية وديانة عالمية تشتمل على جميع الحضارات والأديان.

16.جاءت فلسفة التاريخ عند توينبي أصدق تعبير عن مثل الليبرالية الجديدة، فهي تعبر عن مميزاتها، عن فشلها وعن التشاؤم التاريخي الكامن خلفها.

17.اعتمد توينبي في دراسته الحضارة الإسلامية على التراث الاستشراقي، وجاءت أحكامه مضطربة ومتناقضة في كثير من المواضيع.

18.كان توينبي في دراسته للحضارة العربية الإسلامية مدفوعاً بحوافز إيديولوجية ودوافع سياسية استراتيجية في خدمة المشروع الاستعماري البريطاني أكثر منها دوافع معرفية أكاديمية.

19.كان موقف توينبي من اليهود والحركة الصهيونية والاستيطان الإسرائيلي في فلسطين موقفاً متردداً ومتناقضاً، فقد كان في البدء مؤيداً للحركة الصهيونية، ولكنه فيما بعد وقف ضد إسرائيل لصالح العرب.

20.جاء موقف المؤرخين العرب من توينبي متشحاً بالنزوع الإيديولوجي الاحتفالي، ولم يرقَ إلى مصاف النقد والتقويم الأكاديمي.

21.بدأ توينبي في قوله أن الوحدة العربية سوف تتحقق في سبعينات القرن العشرين كمن يحذر الغربيون من مخاطر تلك الوحدة، لذلك جوبه مشروع الوحدة العربي بأعنف الخطط لإفشاله.

وفي الختام يمكننا القول ان ما تقدمه الفلسفة لمنتسبيها ليس حقائق جاهزة ولا معارف مكتسبة إنما هي فكرة بحث حر وحوار دائم ونقاش مستمر للأفكار والآراء والنظريات والمناهج، في سبيل التوافر على فهم أوضح ومهارة عقلية مستنيرة وبصيرة مثقفة، إذ إن وظيفة الفلسفة هي تعلم التفكير النقدي على نحو مختلف. وحسبي أنني قد حاولت ذلك في هذه الأطروحة التي بذلت في أعدادها قصارى جهدي ومنتهى طاقتي، وكل ما أتمناه ان أكون قد وفقت في عمل شيء نافع ومفيد، وان لا يكون جهدي قد ذهب سدى، فان وفقت إلى الصواب فهو بفضل الله ومنه وكرمه، وان كانت الأخرى فحسبي أنني طالب علم يخطئ ويصيب، وليس الكمال الا لله وحده فأسأل الله ان يجعل عملي هذا خالصاً لوجهه تعالى.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته











 cheers 







..







الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://2000.canadaboard.net
 
فلسفة التاريخ في الفكر الغربي المعاصر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الفكر الفلسفي
» مشكيلات الانسان المعاصر
» فلسفة معاصرة
» فلسفة الانسان....
» قارن بين العناصر.فلسفة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
التربية والتعليم بقلم محمد خريف ميلودي :: الفلسفة وتوابعها-
انتقل الى: