الوقاية من اخطار الكيمياء
مقدمة
ندخل الصناعة الكيميائية في صميم النشاطات الصناعية، لكن المشاكل البيئية كانت دائماً على صلة وثيقة بهذه الصناعة، ما تطلب استخدام تكنولوجيات متطورة للتحكم في الملوثات الناشئة عنها، ووضع طرق للسيطرة عليها واتخاذ التدابير اللازمة للتخفيف من أضرارها البيئية كما تتعدد مصادر الخطر الكيماوي في حياتنا اليومية مثل المبيدات الكيميائية التي لا يظهر مفعولها للعيان .
المبيدات الكيميائية نموذج للخطر
كما تعتبر المبيدات الكيميائية الحشرية أحد نمادج ملوثات البيئة فهى تستخدم فى مكافحة الحشرات الزراعية بما فيها من أشجار القات، وكذلك حشرات المنازل الناقلة لأمراض الإنسان والحيوان. وبالرغم من فعالية هذه المبيدات الكيميائية وميزاتها الاقتصادية فقد ظهر ضررها على صحة الإنسان والحيوان، وظهر العديد من الأجناس المقاومة لها، بالإضافة إلى إبادة الحشرات النافعة، وعلى الأخص النحل .
وتكمن أهمية موضوع الدراسة على النطاق الوطنى نظراً لعشوائية استخدام العديد من المبيدات الحشرية دون أى رقابة، ودون أى دراسات بحثية جادة، وهذا ما تنبهت له بلادنا، وبعض دول العالم مؤخراً، واكتشف أن لهذه المبيدات أثراً ضاراً على المدى البعيد، وفى بلادنا تزداد الحاجة إلى استيراد مبيدات الحشرات بكميات كبيرة، وبنسبة تصل 70-80% من مجموع ما تستورده من المبيدات الأخرى
الوقاية منها
1- لا يجوز استخدام أى مبيد حشرى أو غيره فى الزراعة أو فى مكافحة الحشرات الطبية والبيطرية دون أن يكون مرخصاً قانوناً، ولا يجوز الترخيص إلا بعد خضوعه لعدد من الشروط التى تحدد أو تقرر خلو تلك المادة المرخصة من تأثيرات ضارة على الصحة.
2- تحديد الزمن الفاصل ما بين استخدام المبيد ووقت الجنى (القطاف) حيث يعد عاملاً هاماً من عوامل الوقاية .
3- ضرورة تواجد العناصر الغذائية فى التربة مثل النيتروجين والفوسفور والكبريت وتوافر الأحياء الدقيقة المكروبية من فطريات وبكتيريا لغرض سرعة تحلل، وهضم المبيدات المتراكمة فى التربة حيث أن التربة ذات المحتوى العالى من المواد العضوية (الدبالية) تكون أكثر كفاءة فى إنهاء فعالية المبيد الحشرى .
4- يجب تصريف سوائل الرش والمغطس المستخدمة لمكافحة الطفيليات على الحيوانات البيطرية بحيث يكون تصريفها بعيد عن المزروعات ومجارى المياه ومصادر المياه الجوفيه، وذلك لخطورة تسرب المبيدات الحشرية إلى الإنسان والحيوان والحياة المائية .
5- عند التفكير فى بناء مجمع لمخازن المبيدات الكيميائية الخاصة بالدولة أو القطاع الخاص يجب أن يكون طبقاً للمواصفات العالمية بحيث يكون بعيداً عن المناطق الآهلة بالسكان، وبعيداً عن الأودية ومساقط المياه .
6- عدم السماح بعقد أى اتفاقيات دولية أو إقليمية هدفها تواجد كمية أو نوعية من مختلف المبيدات الكيميائية لأى ظرف أو سبب، كما يمنع قبول أى كمية أو نوعية تدخل البلاد على شكل هبة أو مساعدة أو إعانة إلا بعد الرجوع إلى الجهات المختصة بالبلاد ممثلة بجهاز وقاية المزروعات وذلك لمعرفة الحاجة لها .
7- حتى لا تتسبب المبيدات المدفونة فى أرض مزرعة سردود الإنتاجية بمحافظة الحديدة إلى كارثة بيئية كبيرة حيث أصبحت من أهم المشاكل البيئية التى تواجهها البلاد، ولا تزال قائمة، وقد عجزت وزارة الزراعة عن إخراج المواد المدفونة من باطن الأرض نظراً لكبر حجم المواد وحاجتها إلى خبرات فنية عالية، وعليه يجب على الدولة قبول المقترح المقدم من منظمة الأغذية والزراعة لحل المشكلة، وذلك لتنفيذ المشروع بتكلفة وقدرها 700.440 ألف دولار أمريكى، وتخليص البلاد من مخاطر الكارثة المحتملة .
8- تضافر الرقابة الجادة على استيراد المبيدات بمختلف أنواعها بين جهات الاختصاص والجهات المعنية على أن تكون هناك جهة مسئولة عن تحديد مواصفات المبيدات، وتكون هى المعنية بإعطاء الموافقة الرسمية باستيراد المبيدات.
9- ضرورة وجود معامل لتحاليل عينات المبيدات الزراعية وغيرها سواء كانت المستوردة أو المصنعة محلياً، وذلك لمعرفة كفاءتها ومطابقتها للمواصفات المرغوبة ومعرفة أثرها السام على البيئة، ويجب تواجد مثل هذه المعامل فى جميع المحافظات .
10- عدم استخدام المبيدات الجهازية لمكافحة آفات القات نظراً لابقائه فترة طويلة بين عصارة الأوراق وصعوبة التخلص منه إلا بعد انتهاء فعالية المبيد، وكما أن التقليل من عدد الرشات المستخدمة للمكافحة وسيلة للحد من مخاطر التلوث .
11- إتباع طريقة الرش الجزئى للمساحة المطلوب رشها، وذلك برش صف من الأشجار الشديدة الإصابة، وترك صف أو عدة صفوف بدون رش وانتقاء بعض الأشجار على مسافات محددة ورشها، وذلك ضماناً لبقاء العدد الاحتياطى من الأعداء الحيوية على الأجزاء الغير مرشوشة بالإضافة إلى أنه يساعد على خفض التلوث بالمبيدات .
12- امكانية استخدام بدائل المبيدات الحشرية، وذلك باستخدام المكافحة المتكاملة، مثل:
أ- استخدام المفترسات والطفيليات والطيور والأسماك فى مكافحة الحشرات .
ب- استخدام المواد المسببة لعقم الحشرات .
ج- استخدام المكافحة الميكروبية، وذلك بإنتاج مستحضرات فى عدة أشكال " مساحيق قابلة للبل - قابلة للذوبان " .
د- استخدام المواد الجاذبة والطاردة. إذ يمكن استخدام هذه المواد فى المصائد الخاصة بذلك، ومن أهم نتائجها أنها تفيد فى دراسة التاريخ الموسمى للحشرة، وفى عملية التنبئ، وتقدير الحد الحرج للإصابة المستخدمة فى تطبيقات المكافحة المتكاملة .
13- يجب على المزارعين وغيرهم من مستخدمى المبيدات إشعار النحالين بإغلاق مناحلهم مسبقاً قبل إجراء عمليات الرش بالمواد الكيميائية .
14- توعية المزارعين وخاصة مزارعى القات بمخاطر المبيدات التى يستخدمونها، كما يجب اللجوء إلى الجهة الإرشادية الزراعية أو الجهاز الفنى المختص بوقاية المزروعات، وذلك للمساعدة فى تحديد الإصابة واختيار المبيد المناسب والموصى به وتحديد عدد مرات الاستخدام والزمن الفاصل بين كل رشة وأخرى، وكذلك معرفة الاحتياطات اللازم اتخاذها أثناء استخدام وتداول المبيد الموصى به، حيث أن عامل توعية المزارع أو المستهلك لتلك السموم وتثقيفية يعد من الأمور الضرورية لحماية البيئة من التلوث .
المقـترحات :
إنشاء مركز للسموم لمراقبة الاستخدام الصحيح للمواد الكيميائية على الآفات الزراعية الحشرية والمرضية التى تسببت فى فقدان كميات من المحاصيل الزراعية، وعلى حشرات مسببات الأمراض للإنسان والحيوان بالإضافة إلى دورة فى فحص ومكافحة المخدرات التى من أسبابها حدوث حالات التسمم بين أوساط المواطنين سواء كانت عمداً أو نتيجة استخدام المبيدات بالإضافة إلى أهميته كقاعدة مرجعية وانتشارية لحل الكثير من مشكلات التسمم بالمبيدات وغيرها