أبيات في مدح الرسول صلّى الله عليه وسلم للأخت الشاعرة إلهام من عُمان
(عرضتها خلال برنامج النبأ العظيم للدكتور أحمد الكبيسي على قناة دبي الفضائية)
يا طالباً للحُبّ هِم بمحمد
ذاك هو النبع الزُلال الصافي
حُباً يورّثك الجنان فسيحة
يُنجيك من كرب بلا مقداف
إعرف فضائل مصطفاك فريضة
وأسكنها بالقلب الكليم الجافي
إن كنت ترضى في الحبيب تواضعاً
فمحمدٌ نهر التواضع صافي
أو كنت ترضى في الحبيب تعطّفاً
فبعطفه أمسى الصقيع دافي
إن كان يُعجبك التسامح شيمة
سل أهل مكة ساعة الإنصافِ
ولئن يروقك أن تهيم بماجدٍ
فالمجد صنعته بلا إسفاف
--------------------------------------------------------------------------------
عائِدونَ
وَدِّعْ طُلولَكَ في حَيفـا ، وَفي يافـا وَقَبِّلِ الـبَحرَ..أَسـماكاً وَأَصدافـا
هذي البِلادُ التي كانَتْ... لَنـا وَطَناً هـانَحنُ،نَنْزِلُ فيهـا الآنَ أَضيافـا
طَبِّبْ جِراحَكَ ، لا تَيْأَسْ وَإِن كَثُرَتْ وَازْرعْ مَكانَ جُروحِ القَلبِ صَفْصافا
وَاحْمِلْ سِلاحَكَ ، إِنَّـا عائِدونَ لَها وَزِدْ جُهـودَكَ، أَضعافـاً وَأَضعافـا
أَيْقِظْ ضَميرَ بِـلادِ العُرْبِ… قاطِبَةً إِنَّ الـضَّميرَ.. إِذا أَيْقظْتَهُ... وافـى
أَنتَ الشُّجاعُ ، وَنَحنُ الصَّابرونَ هُنا مـا هانَ قَلبُكَ في الدُّنيا، وَلا خافـا
سَنُرجِعُ الأَرضَ كُلَّ الأَرضِ يا عَرَبٌ سَـهلاً وَمـاءً، وَأَجبالاً وَأَريـافـا
وَتَرجِعُ القُدسُ… وَالأَحبابُ يا وَطَني لَـو يُرهِفونَ سُيوفَ الثَّـأْرِ ، إِرهافا
لا تَجبُنوا أَبَـداً.. وَابْقوا عَلـى أَمَلٍ لا يُصبِحُ الـشَّعبُ ، وَالثُّوارُ أَطيافـا
لا قِمَّـةٌ عُقِدَتْ.. إِلا وَقَـدْ عُقِرَتْ فَالفِعلُ يُنْسى،وَيُضحي القَولُ سَفْسافا
دَعُوا الكَلامَ لَهُمْ ، وَامضوا بِعَودَتِكُمْ إِنَّـا سَـنَرجِعُ أَحفـادًا..وَأَسلافـا
دَعُوا الكَلامَ.. وَلا تَنْسَوا بَـنادِقَكُمْ هِيَ الطَّريقُ- وَإِنْ طالَتْ – إِلى يافـا
يا عائِدونَ إِلـى أَرضي، وَأَرضِ أَبي خُـذوا الفُؤادَ فَيكفيهِ الذي عـافـا
تَنْسابُ روحِيَ في وَجدٍ ، وَفي وَلَـهٍ وَالعَينُ سـاهِرَةٌ وَالـنَّومُ قَد جافـى
هذا خَيالُ فِلَسطيـنٍ ، وَأَعـرِفُـهُ يـا طولَ لَيْلِيَ بِالأَشواقِ إِن طافـا
سَأَجعلُ القَلبَ مِرسـاةً… وَبُوصَلَةً وَالرُّوحَ أَشْرعَةً… وَالنَّفسَ مِجدافـا
وَأَجعلُ الـفَجرَ… ميلادَاً لأُغْنِيَتـي وَأُشهِرُ الليلَ، فـي الأَعداءِ أَسيافـا
إِنَّـا سَنَرجِعُ إِن طالَ الرَّحيلُ ، وَإِنْ جارَ الزَّمانُ عَلى شَعبـي، وَإِنْ حافا
هذي البِلادُ لَنـا يا قُدْسُ ، فَاحْتَفِلي بِـالعائِدينَ فَلَنْ يَـأْتوكِ أَخيـافـا
********
لَنْ نَرحَلَ
- 1 -
سَأَظلُّ يا وَطني هُنا أَلعبْ
لي ذِكرَياتٌ هاهُنا..
فَالليلُ أُغنيةُ الهَوى..
وَقَصيدةٌ عَربيَّةٌ ،
وَالشَّمسُ لي مَلعبْ
لَن يَمحُوَ التَّاريخُ ذاكِرتي..
فَذاكِرتي تُنيرُ كَأَنَّها كَوْكبْ
سَأَظلُّ يا وَطَني هُنا أَكتبْ
قَلَمي عَدُوُّي حِينَ لا يَكتبْ..
قَلبي جَبانٌ حينَ لا يُحببْ
سَأَظلُّ حَتَّى تَرْحلَ الحَشَراتُ مِن دَمِنا..
فَلنْ أَتعبْ.
الصَّلبُ يَرجفُ حينَما أُصلَبْ
وَالموتُ يَخشاني ،
وَحينَ أَطُلُّ مِن جُرحِ الهَوى يَهربْ
سَأَظلُّ يا وَطني وَلنْ أَذهبْ.
- 2 -
سَأَظلُّ يا وَطَني وَلن أَرحلْ
أُعطيكَ أُغنِيَتي ، وَكُلَّ قَصائِدي ، وَمَشاعِري
أُعطيكَ يا وَطَني وَلا أَبخلْ
وَطَني ، هَواكَ هَوايَ ، أَنتَ العَينُ
أَنتَ القَلبُ أَنتَ الذِّكرياتُ جَميعُها..
أَنتَ الهَوى الأَوَّلْ
سَأظلُّ مَهما جاءَ مُحتَلٌّ..
وَجاءَ بُعيْدَهُ مُحتَلْ
سَرَقوا هُويَّتَنا ؟؟!!
هُويَّتُنا تُرابُ الحَقلِ وَالمِعوَلْ
وَالقمْحُ والمِنجَلْ
لا نَرتَضي بِالذُّلِّ جَنَّتَكمْ
وَكَأْسَ حياتِكم أَبَداً..
وَنَرضى لَو شَربنا بِالمَعزَّةِ أَلفَ بَحرٍ
مِن عَصيرِ المُرِّ وَالحَنظَلْ
سَنَظلُّ يا وَطَني فَأَنتَ رِباطُنا الأَزَليُّ ،
وَالأَبَديُّ ، أَنتَ حَبيبُنا الأَوَّلْ
أَنتَ النَّدى أنتَ الصَّدى ، أَنتَ الدَمُ العَرَبيُّ
في دَمِنا ، وَأنتَ الرُّوحُ في أرواحِنا..
وَالدفءُ والمَنزلْ
سَنَظلُّ في هذي السَّماءِ طُيورَها..
سَنَظلُّ في هذي الحُقولِ تُرابَها..
زَيتونَها أو تينَها...
سَنَظلُّ يا وَطَني وَلن نَرحلْ
******
معروف الرصافي - الأرملة المرضعة
لقيتها ليتني ما كنت ألقاها تمشي وقد أثقل الاملاق ممشاها
أثوابها رثة والرجل حافية والدمع تذرفها في الخد عيناها
بكت من الفقر فاحمرت مدامعها واصفر كالورس من جوع محياها
مات الذي كان يحميها ويسعدها فالدهر من بعده بالفقر أشقاها
الموت أفجعها والفقر اوجعها والهم انحلها والغم اضناها
فمنظر الحزن مشهود بمنظرها والبؤس مرآه مقرون بمرآها
كر الجديدين قد ابلى عباءتها فانشق أسفلها وانشق أعلاها
ومزق الدهر؟،ويل الدهر مئزرها حتى بدا من شقوق الثوب جنباها
تمشي بأطمارها والبرد يلسعها كأنه عقرب شالت زباناها
حتى غدا جسمها بالبرود مرتجفا كالغصن في الريح واصطكت ثناياها
تمشي وتحمل باليسرى وليدتها حملاً على الصدر مدعوماً بيمناها
ما تصنع الام في تربيب طفلتها إن مسها الضر حتى جف ثدياها
ما بالها وهي طول الليل باكية والام ساهرة تبكي لمبكاها
تبكي لتشكوا من داء الم بها ولست افهم منها كنه شكواها
كانت مصيبتها بالفقر واحدةً وموت والدها باليتم ثناها
هذا الذي في طريقي كنت اسمعه منها فأثر في نفسي واشجاها
حتى دنوت اليها وهي ماشية وادمعي اوسعت في الخد مجراها
وقلت يا اخت مهلاً انني رجل اشارك الناس طراً في بلاياها
سمعت يا اخت شكوى تهمسين بها في قالة اوجعت قلبي بفحواها
هل تسمح الاخت ان اشاطرها ما في يدي الان استرضي به الله
ثم اجتذبت لها من جيبي ملحفتي دراهم كنت استبقي بقاياها
فارسلت نضرةً رعشاء راجفةً ترمي السهام وقلبي من رماياها
واجهشت ثم قالت وهي باكيةً واه لمثلك من ذي رقة واها
لو عم في الناس انصاف ومرحمة لم تشكي ارملة ضيقا بدنياها
اولى الانام يعطف الناس ارملة واشرف الناس من في المال واساها