تتميّز زراعة النخيل في المجتمع السوفي عن باقي المناطق الصحراوية بخصائص فريدة من نوعها، وخاصة دقلة نور
التي كان لها الأهمية البالغة، وتحتل المرتبة الأولى من حيث النوعية بين نخيل الجزائر بأسرها، كما كانت من أهم
الموارد الاقتصادية لسكان المنطقة منذ القديم. ويمكن تحقيق عملية زرع النخيل بالمراحل التالية :
عملية انجاز الغوط أو الهود:
وهو حفر حوض ذو امتدادات واسعة تبلغ مئات من الأمتار طولا وعرضا، وتصل أعماقه إلى 16م، ولا يستطيع
الفرد السوفي حفرها إلاّ عند تحليه بكثير من الصبر واستخدام الذكاء والفطنة رغم قلة الوسائل وبساطتها، مع اختيار
المكان المناسب من استواء الأرض وقربها من الماء.
رفع الرملة:
وهي العملية الأساسية عند الشروع في إنجاز غوط جديد أو أثناء توسيع غوط قديم، ويستمر المالك للغوط في هذه
العملية بنفسه أو استئجار عمال يُسمّون "الرّمّالة"، ويستعملون في عملهم القفة والزنبيل والعبانة والمكرة.
القفة الزنبيل
غراسة الغوط:
عند الانتهاء من حفر الغوط، يُشرع في غرس"الحشّان" (وهي غرسة فتية يتراوح عمرها ما بين 3 إلى 6 سنوات)
على مستوى يبعد عن الماء بحوالي مترين تقريبا، وبعد أيام من انتهاء العمل والإعداد والسقي تمتد جذور الحشانة في
الماء عشرات السنتيمترات وحينئذ تستقر، ويتركها الفلاح تحت رعاية الله إذ تشرب النخلة دون أن يبذل أي عناء في
سقيها.
والجدير بالذكر أن زراعة النخيل كانت في ازدياد مستمر عبر السنين، فقد بلغ العدد 60 ألف نخلة عام 1860م،
وارتفع العدد إلى 154 ألف نخلة عام 1883م، ووصل إلى 160 ألف نخلة عام 1887م، وبلغ آخر القرن التاسع عشر
إلى أزيد من 202 ألف نخلة عام 1900م ووصل سنة 1960م إلى حوالي 450 نخلة. ولكن يلاحظ نقص
في سنة 1982 حيث بلغ عدد النخيل إلى 151 ألف نخلة فقط.
--------------------------------------------------------------------------------
خدمات رعاية الغواطين بوادي سوف:
يتطلب النخيل المغروس أعمالا ضخمة ويومية لا تنقطع في أي وقت من السنة، وتتمثل هذه الخدمات في:
مكافحة الرمال:
وهي المعركة المستمرة بين الطبيعة والفلاح السوفي، وتقتضي الحكمة متابعة الرياح واتجاهاتها
لتساعد الفلاح على حمل الرمال عوض دفن الغوط، وما يستخدمه في ذلك المضمار هو "الزرب"(ص)(وهو سور
أو حاجز من جريد النخيل) أو الحواجز الحجرية.
علف النخيل:
وتسمى هذه العملية "العلْفان" وهي تزويد النخلة بالأسمدة اللازمة، والمواد العضوية الضرورية،
وتبدأ العملية ب"العزق" وهو تهيئة الأرض لجعلها ميسرة لسيران الجذور بسهولة وراحة، ويستعمل في هذه العملية
الأدوات الحديدية مثل العتلة والجهارة والمجرفة والمسحاة. وتتم عملية العلفان على ثلاث مراحل وتستمر سنوات عديدة.
تذكير النخيل:
وهي عملية تلقيح وتبدأ هذه العملية في شهر فيفري حين ينتج الطلع ويستطيع الفلاح أن يقوم اليوم
الواحد بتلقيح ما بين 30 إلى 40 نخلة أي ما يقارب 130 إلى 140 عرجون. والجدير بالذكر أن ثمار النخيل
تمر بعدة مراحل عند نضجها وهي البْزير ثم البلح ثم البسر وأخيرا يتحول إلى تمر ناضج.
جني التمور:
ويبدأ هذا الموسم عند السوافة في منتصف شهر سبتمبر عند نضوج التمر، فتُعلن حالة الاستنفار
القصوى في كل البيوت، ويكون شهر أكتوبر بأكمله شهر عمل وجد، تُقطع فيه العراجين بعد تسلق الشجرة، وتنزل
بواسطة حبل حتى لا يصيبها الضرر، ثم تُأخذ إلى البيوت فيُخزن التمر المعد للاستهلاك الذاتي، بينما يوضع المعد
للبيع في أكياس خاصة.
أنواع التمور:
تشتهر مدينة الوادي بالتمور الجيّدة وخاصة دقلة نور التي تعتبر مصدرا هاما للعملة الصعبة
في البلاد، وهو محبوب في جميع أنحاء العالم، ويأتي تمر الغرس في الدرجة الثانية والذي يدخل في صناعة
الحلوى. ومازال التمر إلى اليوم من أفضل المأكولات عند الفرد السوفي لاحتوائه على 48 مادة غذائية ومعدنية
ودوائية، فيحتوي على مادة قابضة للرحم تساعد على الولادة وتساعد أيضا على منع النزيف بعد الولادة وهذه
المادة تشبه مادة الأكسيتوسين ( OXYTOCINE )، ويمكن انتاج الكثير من الأدوية والمواد الكيماوية من
التمور كالبنسلين والأرومايسين والعديد من المضادات الحيوية وفيتامين B12 وحامض الستريك الصناعي وحامض
التارتريك وبعض الهرمونات، كما يحتوي التمر على حوالي 13 مادة معدنية، و6 انواع من الفيتامينات،
وحوالي 13 حمض فعال، و5 أنواع من السكاكر فضلا عن البروتينات والدهون، كما يعتبر التمر مصدرا
أساسيا لدواء جديد يدعى (ديوستوانس) لمعالجة الروماتيزم وأمراض العيون، وكل هذه المواد تتوفر في كل
أنواعه التي نذكر منها : دقلة نور، الغرس، فطيمي، دقلة بيضاء، تكرمست، حمراية، علي وراشت، تفرزايت،
تاشرويت، تمرزيت، مسوحي، بوفقوس، تاوراخت، أضفار القط، تانسليط، صفراية، عمارية، تنسين، تافزوين،
طانطابوشت، ورشتي، قطارة، الغدامسية، قصبي، اصباع عروس، فزاني، كبول فطيمي، ليتيّم، كسباية، تاسلويت،
الشواكة، عبدالعزاز، الجايحة، الشهباء، الهتيلة، العجرونة، صبري، لولو، أم الفطوشة، الكركوبية، البلوطية، المفتولة ...
بدأت زراعة التبغ في وادي سوف في القرن الثامن عشر في منطقة قمار، إذ كان لهم دور في جلب بذوره
من نواحي باجة التونسية، وقد تطورت زراعته وصار انتاجه يُصدّر نحو شمال الجزائر. وقد تركزت زراعته
عموما في المنطقة الشمالية لسوف وذلك لأن هذا النوع من الزرع لا يحتاج إلى أرض غنية بقدر ما يحتاج
إلى أرض ذات سطح قريب من الماء.
ويُزرع التبغ في مناطق تسمى "الرابعة" أو الغابة، وتمر زراعته بعدة مراحل أولها شتل
البذور في أحواض مستطيلة الشكل وعندما تصبح مهيأة للغرس تُنقل إلى "الميزاب" المُعد للغرس، وعندما
تصبح أوراقه صفراء قوية يبدأ حصاده في أوائل جويلية، وبعد الحصاد يُجفف في الظل وفوق الأرض،
ثم يوضع في الشمس لمدة أسبوع، وحينئذ يكون في متناول الصناعة والتجارة.
كان الفلاح السوفي يهتم بزراعة النخيل بالدرجة الأولى وبصفة أساسية، ولكن يضيف إليها بعض المنتوجات
الفلاحية التي يخصّصها للاستهلاك العائلي أو بيعها في الأسواق المحلية، وهي زراعة ثانوية ذات مردود
ضعيف من الناحية الاقتصادية، ولكنها هامة لغذائه اليومي. ولأن الظروف المناخية كانت شديدة القساوة بسبب
الجفاف والرياح الرملية وندرة الأمطار، فقد كانت هذه الزراعة تتطلب مجهودات كبيرة وسقي يومي ورعاية
مستمرة، ومع ذلك تمكّن الفلاح من تخطي هذه الصعوبات. وقد وفّر كل الظروف المناسبة لزراعتها في
الغواطين قرب النخيل في مكان يُدعى "الحرث" أو " الفلاحة" أو " الجنان" ويحاط بزرب من الجريد
ولابد أن تتوفر عدة متطلبات لخدمة هذه الزراعة كالبئر والخُطّارة والماجن، والسواقي، والميزاب، وتتم الزراعة
المعاشية في مختلف فصول السنة.
ففي الشتاء ينتج الخردل والسنارية (الجزر) واللفت والبليدة والبصل.
في فصل الربيع ينمو الخردل المؤخر والدنجال والفول والكابو..
في فصل الصيف تنمو الخضر مثل الطماطم والكابو والقرعة والكْرُمْ والمعدنوس والبرطلاق والفقوس والبطيخ
والدلاع والفلفل.
في فصل الخريف فينشغل الفلاح بقطع التمر، ولكن ذلك لا يمنعه من زرع بعض الخضروات من منتصف
شهر سبتمبر إلى منتصف نوفمبر.
وقد عرف الانتاج الفلاحي اليوم تطورا ملحوظا بفضل السياسة القائمة على برامج التنمية الفلاحية
والاستصلاح الزراعي وذلك ما ساعد على ظهور منتجات أخرى كالكوكاو والحبوب والزيتون والبطاطا التي
اشتهرت ولاية الوادي في السنوات الأخيرة بانتاجها، والذي يتميز بوفرته وجودته.
ملاحظة: هذه إحصائيات سنة 2000.
تقلص عدد المواشي من سنة إلى أخرى. حيث نلاحظ الفرق جليا في هذا الجدول بين سنة 1920 وسنة 1985.
وقد شهدت منطقة الوادي جفافا شديدا من سنة 1937 إلى سنة 1947، وقد ضربت المنطقة سنة 1947
عاصفة رملية رهيبة قلصت من عدد الحيوانات، حيث أودت بحياة 1.500 عنزة و2.000 كبش. كما كانت
حرارة صيف 1961 الشديدة مسؤولة عن موت 20 % من القطعان وأيضا جفاف سنة 1973 كان مهلكا
للكثير منها. ولم تستمر تربية المواشي كما كانت في السابق نظرا للظروف المناخية التي تمر بها المنطقة.
أما تربية الجمال فهي الوحيدة وإن لم تبق بنفس الوتيرة إلاّ أنها استطاعت أن تصمد أمام هذه العقبات.
وتعتبر تربية المواشي في سوف القاعدة التي يعتمد عليها النسيج حيث يستعمل الصوف كمادة أساسية فيه،
ولكن منذ 1951 لم تعد المواشي تلبي إلاّ نصف المطلوب.
وقد عرف قطاع الرعي وتربية المواشي تطورا ملحوظا في السنوات الأخيرة نظرا للبرامج التنموية التي أولتها
الجهات المعنية الاهتمام .ففي سنة 2000 كانت إحصائيات الثروة الحيوانية والانتاج الحيواني كالتالي:
ملاحظة: هذه إحصائيات سنة 2000.
ملاحظة: هذه إحصائيات مديرية الفلاحة بالوادي إلى غاية 31/12/1997.
اتسمت الصناعة التقليدية في المجتمع السوفي في القديم بطابع البساطة، ولكن مع مرور الزمن بلغت مستوى عال من
الرقي، فتعدّت بعض المنتوجات الصناعية حدود وادي سوف. وقد لعبت هذه المصنوعات دورا فعالا في الخدمات المحلية
المنزلية والتي كانت تستمد موادها الأولية من غيطان المنطقة ونباتاتها وحيواناتها وصخورها. فمن النخلة تُصنع الأواني
والآلات ومواد البناء، ومن أصواف الأغنام وأشعار الماعز وأوبار الجمال يتم نسج الملابس والأفرشة وإعداد الخيام، ويتم
دبغ الجلود لتصير جاهزة لمختلف الصناعات الجلدية، أما الحجارة الباطنية فهي أساس الجبس الذي يعتبر المادة
الأساسية لتشييد المباني والمنشآت العمرانية.
يصنع من السعف الزنبيل والقفة والملاية والشارية والزمور ولعلاقة والمظلة والمنشة.
يصنع من التيق مع السعف كثير من الأواني المنزلية كالطبق والمثرد والقنينة.
يصنع من عصي الجريد قوائم المنسج "القوايم" وعصاة النيرة والحُمّارة والسدة والدّوح(المهد).
يصنع من الليف الحبال التي تستعمل للخُطارة وحبال حزم الحلفاء والحطب فوق ظهور الجمال، كما يصنع منه
العراوي(المقابض التي تُحمل بها القفة ولعلاقة والملاية).
يصنع من الكرناف(قاعدة ساق الجريدة) أقواس للعب الأطفال وآلة لحكّ المنسوجات الصوفية ويستعمل أيضا
كوقود في الطهي والتدفئة.
يصنع من جذور النخلة عند هرمها وقطعها عرضيا، فيستخرج عصيرا يُسمى "اللاقمي"، كما يستفاد من الجذع
في شؤون المنزل المختلفة كصنع قوائم الخطارة وتسقيف المباني وأعمدة لحمل العراجين في فصل الخريف، كما
يستعمل لحرق حجارة الجبس ووقودا للطهي والتدفئة. كما يوجد كثير من المصنوعات الأخرى مثل الأرائك والمنسج
وبعض ألعاب الأطفال والألعاب الشعبية.
التمر: يصنع منه العسل و التميرة و حلويات أخرى كالرفيس.
الحليب: و يصنع منه الدهان و الزبدة و الجبن...
الطين: يصنع منه البرمة والكسكاس والزير والقلة والدقوجة والمثرد والطاجين.
ترجع الصناعات النسيجية في وادي سوف إلى قرون عديدة، وقد اشتغل بها الرجال والنساء على حد سواء،
وتعتبر هذه الصناعة من أهم الصناعات السوفية وخاصة خلال القرن التاسع عشر، فلا يكاد يخلو بيت سوفي
من مكان مخصص للمنسج،(ص) الذي هو آلة تتكوّن من القوايم والخشب والطّوّاي والعفّاس وملحقاته كالذبّال (المسلة)
والخْلالة (التي تُدق بها الخيوط ويكون ذلك إما للاكتفاء الذاتي أو للتجارة حيث تقام سوق أسبوعية للكسوة، والمادة
المستعملة في هذا النوع من الصناعة هو الصوف والشعر والوبر.
وأهم الصناعات النسيجية:
صناعة الزرابي:
وقد أثبتت الزربية السوفية(ص) جدارتها على المستوى المحلي والوطني، بل والعالمي،
وأصبحت تنافس الزرابي العريقة التي اشتهرت بها مدينة القيروان، وذلك بسبب متانتها وتنوع ألوانها وتميزت
بصوفها الرفيع الذي هو خليط من الصوف ووبر الجمال وذلك ما سمح بإعطاء التدرج في الألوان من الأبيض
إلى الأسود مرورا بالبني والرمادي، كما يتميز النوع الكلاسيكي منها باللون الأحمر الذي يحتوي على شكل مركزي
مربع بخيوط شريطية مزخرفة متقاطعة بمسافات حمراء، وتُصنع أيضا بيضاء اللون ومركزها أحمر وشرائط مزخرفة
متقاطعة بخطوط حمراء عريضة، ويُعتبر اللون الأحمر والأبيض من الألوان الأساسية وتُستعمل ثلاثة ألوان ثانوية
لتزيينها وهي اللون الأسود والأبيض والأصفر.
- صناعة البرنوس:
وهو لباس خاص بالرجال، وصناعة نسائية خالصة، وله أنواع مختلفة، فمنها الأبيض المصنوع
من الصوف، ومنها البني (الوبري) المصنوع من وبر الجمال، وله أنواع منها الرفيع والمتوسط والوضيع.
صناعة القندورة:
وهي صناعة ذات انتشار واسع بالمنطقة، ويتم انجازها من طرف النساء في البيوت، وهي لباس
خاص بالرجال وتُصنع من الصوف وحده، أو تكون مزخرفة بالوبر أو الحرير.
صناعة الحايك( الحولي):
وهي الحوالى الحسنية، وهي من الصوف وخاصة بالرجال أما الحوالي القطنية فتكون
مصنوعة من الصوف المُعلَّم بالقطن وتكون لكلا الجنسين وتُصبغ بالسواد أو الحمرة.
كما توجد صناعات نسيجية أخرى كصناعة القشابية (ص) والعرّاقية (ص) والعفان (ًص) وصناعة مستلزمات
الخيام كالأفلجة والطرايق والحنبل (الحبل الغليظ)، كما توجد مستلزمات أخرى للسوفي في البدو والحضر مصنوعة
من الشعر والوبر والصوف كالعزارة والقطيعة، والمحزمة، والمخلاة، والعبانة وغيرها.
وتكون المادة الأساسية في الصناعات الجلدية جلود الحيوانات خاصة الجمال والضأن والماعز، وتُعالج هذه الجلود
بدباغتها، وتُصنع منها السيور، والأكياس المختلفة الأنواع والأشكال مثل القربة، والركوة، والرقعة، والعمورة وغيرها.
كما كانت هناك بعض المصنوعات الأخرى من النحاس و الحديد وغيرها التي تغطي كل حاجياتهم تقريبا، بحيث أنهم
كانوا لا يشترون من المناطق الأخرى إلا أشياء قليلة، كالقمح مقايضة بالتمر أو ألبسة وأواني يقتنيها خاصة الناس.
(الجبس كمادة بناء)
تطورت الصناعة بوادي سوف وأصبح هناك مصانع عديدة لمختلف المواد الإستهلاكية واشتهرت بعض المنتوجات حتى
وصلت إلى العالمية، ومن أشهر الصناعات:
صناعة العطور ومواد التجميل.
صناعة مواد التنظيف.
صناعة الألمنيوم.
الصناعات البلاستيكية.
الصناعات النسيجية العصرية.
صناعة الملابس الجاهزة.
صناعة البلاط والآجر والخزف.
الصناعة الاسفنجية.
صناعة المواد الغذائية (سميد، عجائن ...).
صناعة الملح.
صناعة التجهيزات الخشبية.
الصناعة الحديدية.
صناعة المشروبات الغازية.
كان الفرد السوفي يمارس التجارة في أبسط صورها وأشكالها، والتي كانت ترتبط ارتباطا وثيقا بحياته الاقتصادية
والاجتماعية، فالفلاح يحمل إلى السوق انتاجه من الغيطان والبساتين من تمور ومزروعات معاشية، ومن بيته يحمل
المنسوجات المنجزة من طرف النساء، وكانت هذه الأشياء تلقى رواجا كبيرا في الأسواق المحلية والخارجية، وكان
سوق الوادي له شهرته، وعُرف في القرن التاسع عشر كأكبر سوق يؤمه التجار من مختلف الواحات والبلدان.
يمثل سوق الوادي المركز الاقتصادي الأساسي، ويقع في قلب مدينة الوادي، ومركزها مسجد سيدي المسعود الشابي
العتيق "جامع السوق" الذي شُيّدت على أطرافه الدكاكين، وخُصصت فيه مساحات لبيع السلع مثل:
رحبة القمح: وخصصت لبيع الحبوب.
بلاصت اللحم: لبيع اللحوم.
سوق الجمال: لبيع الحيوانات من الجمال والبغال والحمير .
سوق الغنم: لبيع الغنم والماعز.
سوق الجلّة: (فضلات الجمال) والحطب.
سوق الحشّان.
سوق التمر .
سوق الخضر.
سوق الكسوة.
سوق السعف والأواني الخزفية المستوردة والخردوات
أما الحوانيت فهي مخصصة لبيع القماش والتوابل والصناعات التقليدية، كما كان سوق الوادي ملتقى ثقافيا و إعلاميا
يتعرف فيه الناس عن أخبار بعضهم بعضا ويلتقي فيه العلماء للاستفتاء و غيره.
تعتبر وادي سوف منطقة عبور للقوافل التجارية حيث كانت القوافل التجارية تنطلق من هناك تجوب كل الإتجاهات،
إلى تقرت وبسكرة وخنشلة وتبسة كما كانت تتصل بالدول المجاورة تجاريا عبر طريق سوف نحو بلاد الجريد ونفطة
وغدامس وغات بليبيا والسودان، وقد استخدمت القوافل العلامات التي وضعتها السلطات الفرنسية للاسرشاد بالطريق
كالقماير والأبراج والآبار.
يُعتبر سوق وادي سوف من أكبر الأسواق الوطنية حيث يأتيها الناس من كل مكان، وذلك نتيجة للأسعار المناسبة
التي فرضها توفر السلع بكثرة وما يلاحظ عن سوق وادي سوف إضافة إلى كبرها وتنوعها وكثرة الازدحام بها
لاستقطابها عددا هائلا من المشترين والبائعين من داخل الولاية وخارجها:
تعدّد الأسواق واستعمال الوسائل الحديثة.
ازدهار النشاط التجاري مع الجارتين تونس وليبيا وكذلك دُبَيْ حتى سُمّيت أسواق باسمهم.
ترويج البضائع بأسلوب شعبي بسيط مبني على الدعاية باختيار أسماء ملفتة للإنتباه ذات طابع سياسي أو إعلامي
أو ثقافي ...
أسواق شعبية أسبوعية داخل القرى..
إلا أنه مؤخرا يلاحظ تراجع في التجارة بالوادي وضعف سوقها، وذلك يرجع إلى غياب التحفيزات، والتشدد
في تطبيق بعض القرارات الإدارية من المصالح المختصة، مع فتح أسواق أخرى خارجية كسوق العلمة وتاجنانت وعين
امليلة وغيرهم.
تحتوي الوادي على بعض المناطق الرطبة والتي من أبرزها:
شط مروانة ببلدية المغير ويتربع على مساحة 8534 كلم2.
شط وادي خروف ببلدية سطيل.
شط ملغيغ بين الوادي وبسكرة.
شط التاجر.
شط عياطة ببلدية سيدي عمران.
مع الإشارة إلى أن هناك الكثير من الأحواض والشطوط التي لم يتم إحصاؤها بعد.
أما الأحواض والشطوط المعروفة فتتميز بتدهور الوسط البيولوجي لها من نباتات وحيوانات نتيجة لتلوثها
بمياه التشحيم ومياه الصرف القذرة وعمليات الصيد المحضورة.
توجد ثلاثة طبقات للمياه:
الأولى توجد على عمق حوالي 20م، وتحمل كميات كبيرة من الفليور تصل إلى 3 ملغ في اللتر الواحد.
الثانية وهي الوسطى وتوجد على عمق حوالي 350م، وتصل نسبة الفليور بها إلى 2,3 ملغ في اللتر الواحد.
الثالثة وهي السفلى وتوجد على عمق ما بين 1500م إلى 1700م، وتنخفض في هذه الطبقة نسبة الفليور.
أضرار المياه
إن الذين يتجاوزون الأربعين من العمر يشتكون من وجع في العمود الفقري في جزئه الأسفل بسبب الفليور.
تسبب المياه نسبة 96% من مرض الأسنان وخاصة الاصفرار المعروف بـ " خط العرجون ".
الفليور يزاحم الكلسيوم في العظام مما يجعلها جافة وقابلة للانكسار.
ظاهرة صعود المياه في مدينة الوادي ظاهرة خطيرة مست حوالي 4000 غوط نخيل. وتظهر في
وادي سوف ووادي ريغ بشكلين مختلفين.
ففي وادي سوف حدث صعود المياه بسبب الاستغلال المفرط لمياه الطبقات المتوسطة والعميقة،
وهذه المياه كلها تصب في المنطقة السطحية، إذ لا يوجد شبكة قنوات تصريف المياه المستعملة،
مع عدم وجود مصبات طبيعية كالوديان والشطوط، مما يؤدي إلى تشبعها وانفجارها خاصة في
المنخفضات (كالغيطان) حيث أصبحت بركا مائية.
أما في وادي ريغ فالسبب هو مياه السقي السطحية التي ضغطت على سطح التربة بسبب
انسداد مساماتها، فشكّلت مستنقعات وبرك.
وكانت نتيجة هذه الظاهرة:
- إفساد ثروة معتبرة من النخيل الموجودة داخل الغيطان.
- تشكل محيط يسهل فيه نمو وانتشار الحشرات.
- تدهور البنايات في المناطق المنخفضة.
- انتشار الروائح الكريهة.
- تلوث الطبقة السطحية.
- تشكل خطر على صحة الأطفال وتهدد حياتهم.
ولاية الوادي بواديها وادي سوف ووادي ريغ لكل منهما تربة تختلف عن الأخرى تماما.
فوادي سوف تربتها رملية وحصياتها كبيرة ومساماتها واسعة مما يجعلها نفوذة جدا للماء،
ويوجد بعض المسطحات الكلسية والحجرية في بعض المناطق.
أما تربة وادي ريغ فهي تربة طينية حصياتها صغيرة، ومساماتها ضيقة، فهي غير نفوذة للماء.
وتربة ولاية الوادي عموما من أهم التّرب اقتصاديا
فمنها المساحات الزراعية الواسعة.
ومنها المساحات الغابورعوية.
مساحات طينية صالحة لصناعة الآجر.
مساحات كلسية صالحة لصناعة الجبس.
ويوجد على ضفاف الوديان التربة الصالحة للبناء.
ويوجد بالوادي الشطوط الملحية الكثيرة.
تعيش بسوف حيوانات برية كثيرة عدد صاحب الصروف منها أكثر من 50 نوعا منها:
الغزال(وقد أصبح نادرا حاليا)، الفنك، القنفذ، الذئب، الجربوع، الخنزير(الحلوف)،
وكثير من العصافير ، ويزيد عددها على 60 نوعا مشهورا وأهمها "الزاوش"، وبوبشير،
والخرطيفة، وطوير الليل... وبعض الحشرات السامة كالأفاعي والعقارب، والزواحف مثل
سمك الرمل" الشرشمان"، الزرزومية، والورن.
يعود تاريخ بداية الارصاد الجوية بالوادي إلى شهر جانفي 1913م، وبعد الاستقلال
استقرت محطة الرصد الجوي بمطار قمار ، وموقعها هو 33° و30° خطوط عرض شمالي و6° و7°
خطوط طول شرقا وارتفاعه 63.52 متر على مستوى سطح البحر.
معدل درجة الحرارة:
الصيف 31.6° ، الخريف 22° ، الشتاء 12° ، الربيع 20.30°.
معدل تساقط الأمطار:
الصيف 1 مم ، الخريف 7.5 مم ، الشتاء 9.5 مم ، الربيع 7.5 مم.
أقصى درجة حرارة:
47.9° في جويلية 1977.
أدنى درجة حرارة:
2.1° في ديسمبر 1980.
رغم الظروف القاسية التي عانى منها الفرد السوفي خلال الفترة الاستعمارية إلاّ أنه أقبل على العلم من مصدرين
مختلفين:
وتسمى المدارس الأهلية الفرنسية، وكانت تحت إِشراف إدارة الاحتلال، وقد اعتمد على نشر اللغة والثقافة الفرنسية ،
وعملت على فتح أول مدرسة بمدينة الواد وسميت " مدرسة الأهالي بالوادي " واستقبلت أول فوج من التلاميذ
في الموسم الدراسي 1886 / 1887. وتم تعيين أول معلم فرنسي بها وهو " Gry Thire Sylla "
وأول معلم جزائري هو " عبد القادر بن طالب السعيد " من تقرت، وقد كان حاصلا على الشهادة الابتدائية ولكنه
عُزل عن طريق الاقصاء الاجباري قبل اتمام السنة الدراسية في 1900 لأسباب لم تفصح عنها السجلات المدرسية.
وكانت المدرسة الثانية التي فتحها الاستعمار ببلدة كوينين بعد ثمانية أعوام من مدرسة الوادي في سنة 1893م.
لقد كان الغرض من مدرسة الأهالي هو التكفل بأبناء الموظفين في الإدارة الفرنسية للملحقة أولا،
وإيجاد طبقة من أهالي وادي سوف تدين بالولاء لفرنسا ثانيا، وتتقن اللغة الفرنسية، وإذا تم إعداد هذا الجيل
المتشبع بالقيم الفرنسية فإنه يكون السند القوي للاستعمار. ولكن الأهالي كانوا يتهربون من هذه المدارس
ويرسلون أبناءهم إلى الغواطين والرعي لأنها تمثل لديهم شبهات يجب اتقاؤها، ويرجع ذلك إلى أسباب أمنية
وعقائدية، وكان الاقبال عليها من طرفهم قليلا إلا أن السلطات الفرنسية كانت تفرض عليهم ذلك، وفي حالة
الرفض تقدم غرامة مالية مقابل إعفائها. وكان غالبية التلاميذ لا يتجاوزون العام الواحد، وخاصة أبناء الفلاحين
والتجار وملاك الأراضي وهم يمثلون جل التلاميذ. ويوجد كذلك العنصر اليهودي وقد بلغ عددهم 24 تلميذا
وهم يبقون مدة أطول من السوافة، والعنصر الثالث هم أبناء الموظفين في المكتب العربي كالقياد والمترجمين
والدوائر والخواجات، والشواش المنتمين للجيش الفرنسي كالضباط والجنود، كما انضم إليها أبناء الذين يمتهنون
مهنا حرة كالخياطين والاسكافيين والجزارين وحتى أبناء بعض معلمي القرآن، أما عدد أبناء المعمّرين الفرنسيين
فكان قليلا لأنهم يتجهون إلى المدارس المنظمة والمتواجدة خارج اقليم سوف حيث يتم التكفل بهم بصفة جيدة،
ويكون تكوينهم قائما على قواعد ثابتة ومراحل دراسية متوازنة.
فتحت السلطات الفرنسية سنة 1960 مركزا لتكوين الكبار وكان يسمى
FPA" Formation Professionnelle des Adultes "
وكانت تعلم فيه أساسيات الكهرباء واللحام، كما فتح الآباء البيض سنة 1963 مركز للكبار
" Préformation Professionnelle pour les Adultes "
كان هدفه الأساسي المحافظة على قيم المجتمع السوفي وعقيدته وبث الروح الوطنية، وكان الاقبال عليه كبيرا،
وقد أرسلت بعثات إلى جامع الزيتونة، واتجهت وفود طلابية للجامعات العربية، وقد ساهمت في تكوين الطلبة
وتخريج الأئمة الذين انتقلوا إلى كل مناطق الوطن شمالا وجنوبا. وقد تمثل هذا التعليم في عدة مدارس هي:
* المدارس القرآنية بالمساجد في كل القرى والمدن السوفية.
* مدارس الزوايا : العزوزية والقادرية والتيجانية.
* المدارس الخاصة في بيوت العلماء: فقد كان بعض العلماء يفتحون بيوتهم للطلبة لتدريسهم
مبادئ العلوم الدينية واللغوية التي كانت تفتقد إليها المدراس القرآنية في المساجد، كمدرسة الشيخ:
ابراهيم العوامر، الشيخ المداني موساوي، الشيخ الهاشمي حسني، الشيخ الأزهاري حرزولي وغيرهم...
* مدارس جمعية العلماء وخاصة في الوادي وقمار والزقم.
أول متوسطة فتحت بمدينة الوادي هي متوسطة بن باديس (سميت بهذا الاسم بعد الاستقلال)
والتي فتحت أبوابها سنة 1955 ثم متوسطة الأمير عبد القادر سنة 1971، وكانت المؤسسات
في ذلك الوقت تُسمّى College d'Enseignement General " CEG "
وبعد ذلك أصبحت تسمى " CEM " College d'Enseignement Moyen
وقد كان عدد المتوسطات سنة 1983بالوادي:
في سنة 1980 وُجدت 4 ثانويات بالوادي.
الثانوية المختلطة بالوادي " ثانوية عبد العزيز الشريف حاليا " فتحت سنة 1974 (أُنشئت سنة 1971)
ثانوية بوشوشة المختلطة وكانت قبل ذلك معهدا إسلاميا.
ثانوية سعيد عبد الحي سنة 1980.
ثانوية قمار.
ملاحظة: تعرّب التعليم الرياضي والعلمي في السنة السادسة في 1982م، وفي السنة الخامسة في 1983م،
وفي السنة الرابعة في 1984م، وفي السنة الثالثة في 1985.
ملاحظة: إحصائيات مديرية التربية للسنة الدراسية 98/99.
ٍ
ٍتم إنشاء الملحق الجامعي بموجب قرار وزاري مشترك مؤرخ في 03/06/95 وقرار تنظيمي رقم 164 في 14/01/97
حيث انطلق الموسم الجامعي خلال 95/96 كأول سنة جامعية على مستوى ولاية الوادي وذلك لتحضير شهادة الليسانس
في العلوم التجارية مدة 04 سنوات مقسمة إلى قسمين : سنتين جذع مشترك وسنتين تخصص في فرع إدارة الأعمال
كأول اختصاص، وتخرجت من الملحق أول دفعة (دفعة التحدي) سنة 99 للموسم 98/99 وتم زيادة تخصص تجارة دولية
خلال الموسم الجامعي 98/99 ليصبح بالملحق تخصصان : - تخصص إدارة أعمال - تخصص تجارة دولية.
انطلقت الدراسة به خلال الموسم الجامعي 98/99 وكان عدد الطلبة على مستوى الملحق 71 طالبا و هذا الجدول
يوضح زيادة عدد الطلبة:
انطلقت الدراسة به خلال الموسم الجامعي 1999/2000 ، وكان عدد الطلبة 56 طالبا، والجدول التالي يوضح
زيادة عدد الطلبة على مستوى الملحق:
انطلقت الدراسة به خلال الموسم الجامعي 2000/2001 بـ 12 طالبا
وعلى اثر المرسوم رقم : 01/277 المؤرخ في : 18/09/2001 تحول الملحق الجامعي إلى مركز
جامعي يضم ثلاثة معاهد:
العلوم القانونية والإدارية.
العلوم التجارية.
الآداب واللغات.
وفي المنشور رقم 01 المؤرخ في 24/04/2002 تم إضافة التخصصات التالية:
علوم التسيير.
العلوم الاقتصادية.
المحاسبة والضرائب.
جذع مشترك تكنولوجيا وإعلام آلي.
الإعلام الآلي للتسيير.
ويتوزع عدد الطلبة بالمركز كما في الجدول التالي:
من ضمن الهياكل البيداغوجية التي يحتوي عليها المركز:
02 مدرجان، بطاقة استيعاب 160 طالبا.
03 مدرجات، بطاقة استيعاب 120 طالبا.
17 حجرة تدريس، بطاقة استيعاب 40 طالبا.
02 مخابر، بطاقة استيعاب 30 طالبا.
01 قاعة إعلام آلي، بطاقة استيعاب 50 طالبا.
01 قاعة مطالعة، بطاقة استيعاب 150 طالبا.
01 قاعة مكتبة تحتوي على 4648 كتابا.
01 قاعة انترنت تحتوي على 15 جهاز كمبيوتر.
الهياكل المبرمجة في طريق الإنجاز: 2000 مقعد بيداغوجي.
طاقة استيعاب لإقامة الذكور 200 سرير.
طاقة استيعاب لإقامة الإناث 200 سرير.
الهياكل المبرمجة في طريق الإنجاز: إقامة جامعية تتسع اـ : 1000 سرير.
للاستفادة من خدمات النقل الجامعي يدفع الطالب مبلغا رمزيا يقدر بـ 150 دج سنويا، وتسلم له بطاقة نقل.
بإمكان الطالب الاستفادة من خدمات المطعم إذا كان مسجلا بصفة منتظمة وحاملا لبطاقة طالب.
يوجد بالمركز الجامعي عيادة طبية، مهمتها تقديم العلاج الضروري والفحوصات اللازمة والمساهمة في الوقاية من
الأمراض والأوبئة، وتقوم بـ:
مواجهة الحالات الإستعجالية.
تقديم العلاج الأولي.
ضمان متابعة العلاج.
يتواجد على مستوى ولاية الوادي تسعة مراكز وستة ملحقات ومعهد متخصص في التكوين المهني، وهي كالتالي:
وأثناء التكوين يتلقى الطالب تكوينا نظريا وتطبيقا يتوج بالحصول على دبلوم دولة:
شهادة التكوين المهني المتخصص (ش ت م م) مستوى 01.
شهادة الكفاءة المهنية (ش ك م) مستوى 02.
شهادة التحكم المهني (ش ت م) مستوى 03.
شهادة الأهلية المهنية (التقني) مستوى 04.
شهادة تقني سامي(تقني سامي) مستوى 05.