المقدمة:
تسبب الخمور والمسكرات والمخدرات والعقاقير المخدرة مخاطر ومشكلات عديدة في كافة أنحاء العالم ، وتكلف البشرية فاقداً يفوق ما تفقده أثناء الحروب المدمرة . حيث تسبب المشكلات الجسمية والنفسية والاجتماعية والاقتصادية والتي تحتاج إلى تضافر الجهود المحلية والدولية لمعالجتها.
فالإدمان لم يعد مشكلة محلية تعاني منها بعض الدول الكبرى أو الصغرى أو بلدان محلية أو إقليمية ، بل أصبح مشكلة دولية ، تتكاتف الهيئات الدولية والإقليمية ، لإيجاد الحلول الجذرية لاستئصالها ، وترصد لذلك الكفاءات العلمية والطبية والاجتماعية ، لمحاولة علاج ما يترتب عنها من أخطار إقليمية ودولية ، وتنفق الأموال الطائلة لتضيق الحد من تفشيها وانتشارها.
مفهــــوم المخدرات:
التعريف اللغوي: المخدرات في اللغة لفظ مشتق من خدر ومصدره التخدير ويعني ستر فيقال تخدر الرجل أي ستر وتخدرت المرأة أي استترت.
التعريف القانوني للمخدرات: أنها مجموعة من المواد التي تسبب الاعتياد النفسي والبدني(الإدمان)، وتؤدي إلى تسمم الجهاز العصبي المركزي ولذا يحظر تداولها أو زراعتها أو تصنيعها إلا لأغراض يحددها القانون ولا تستخدم إلا بواسطة من يرخص له بذلك.
التعريف الطبي للمخدرات: مجموعة متباينة من العقاقير مثل الأفيون ومشتقاته تسبب خللا في العقل وتؤدي إلى حالة من التعود أو الإدمان عليها، مما يضر بصحة الشخص جسميا ونفسيا واجتماعيا.
التعريف العام:هي كل ماده يترتب على تناولها إنهاك للجسم وتأثير على العقل حتي تذهبه.
أنواع المخدرات:
المخدرات الطبيعية: هي كل ما يؤخذ من النباتات الطبيعية التي تحتوي على مواد مخدرة سواء كانت نبته برية )أي تنبت دون زراعة( أو نباتات تمت زراعتها ومنها القات - الكوكا - الخشخاش - القنب الهندي.
المخدرات التصنيعية: هي مخدرات أصلها نباتات مخدرة طبيعية ولكن عولجت بمعامل كيمائية واستخرجت منها مواد مخدرة بطريقه كيميائية ومنها المورفين - الهروين ....الخ
المخدرات التخليقية: هي مخدرات تمت جميع مراحل صنعها في المعامل من مواد كيميائية لا يدخل أي نوع من أنواع المخدرات الطبيعية وإن كانت تحدث آثارا مشابهة للمخدرات الطبيعية خاصة حالة الإدمان ومنها مهيجات الجهاز العصبي، ومنشطات الجهاز العصبي، والمهلوسات.
الهروين من أخطر أنواع المخدرات حيث يتم استخراجه بطريقة كيمائية وذلك من مخدر الأفيون وتكمن خطورته في سرعة إدمان المتعاطي عليه إضافة إلي الوفاة نتيجة جرعة زائدة منه.
الأفيون من المخدرات الطبيعية يتم استخراجه من نبات الخشخاش، ويستخرج من الأفيون بعض أنواع المخدرات مثل المورفين والهروين ويعتبر الأفيون من اقدم أنواع المخدرات.
شجرة الخشخاش ويتم استخراج مخدر الأفيون منها عن طريق تشريط الثمرة ويتم جمع المادة منها في الفجر وبعدها يتم الحصول على مخدر الأفيون.
الحبوب المخدرة بمختلف أنواعها منها المهلوسة والمهبطة والمخدرة حيث يتم تصنيع هذه الحبوب بمختلف أنواعها ولها أضرار كثيرة.
عوامل و أسباب انتشار المخدرات:
أكد علماء الاجتماع – وعلماء النفس – وعلماء التربية ورجال الدين ورجال مكافحة المخدرات وزيارات المباحث الميدانية على:
مجالس السوء : تسرى العدوى في تعاطي المخدرات بين رفقاء السوء إذا كان فكرهم خاليا من الإيمان بالله والخلق السليم و ضغط الجماعة وتأثير الشبان بعضهم ببعض وعادة ما يكون في سيئ الأفعال ومنها تعاطي المخدرات.
التربية المنزلية الفاسدة : بسبب الخلافات الأسرية بين الزوجين وتعاطي الأب للمخدرات والمسكرات، إهمال الأطفال، تفكك الأسرة و ضعف الإشراف الأبوي هذا ما يدفع الأبناء لتعاطي المخدرات.
المستوى الاقتصادى المتدنى وعدم التعليم يؤديان إلى الادمان بجهل وبدافع الهروب من قسوة الحياة.
البطالة: من العوامل المباشرة للإنحراف عدم وجود فرص العمل المناسبة الأمر الذي يدفع العاطل للاتجاه إلى تعاطي المخدرات بغرض الهروب من الواقع والشعور بالإحباط.
التقليد والمحاكاة والتفاخر بين الشباب في سن المراهقة المتأخرة : حيث تبين أغلب الدراسات الاجتماعية وضبطيات رجال مكافحة المخدرات أن أغلب المتعاطين من الشباب كان بغرض حب الاستطلاع والتجريب.
الهجرة: وما يتبعها من ضغط في الحياة الجديدة أو التأثر بالحضارة الجديدة مما يدفع البعض لتعاطي المخدر إما بغرض الاسترخاء أو بغرض مجاراة المجتمع الجديد.
رواج بعض الأفكار الكاذبة عن المخدرات: بأنها تعمل على الإشباع الجنسي وإتاحة المتعة وإدخال السرور.
وقت الفراغ وعدم وجود هدف معين للسعى نحوه.
أضرار المخدرات على الفرد والأمن في المجتمع:
ويمكن تصنيف هذه الأضرار إلى الأبعاد التالية:
أولا: الأضرار الدينية:
تصرف عن ذكر الله وعن الصلاة التي هي عماد الدين الإسلامي.
تقضي على الجوانب الخيرة في الإنسان.
توقع البغضاء والتشاحن بين متعاطيها.
ثانيا: الأضرار الصحية:
ظهور اضطراب عقلي وبدني وإصابة الاجهزة المختلفة بالفيروسات والسرطانات.
الجرعات الزائدة تؤدى إلى الغيبوبة او الموت المفاجىء وهو الامر الشائع بين فئة المدمنين.
إدمان المخدرات يؤدي إلى السرقة و ارتكاب الجرائم.
ثالثا: الأضرار الاجتماعية:
لم تحدث جريمة اغتصاب واحدة إلا وكان المجرمون أو بعضهم في حالة سكر بَيُّنْ أو تخدير.
لن يكون لدى المدمنين من مجال لأي عمل إلا في الترويج والتهريب والاتجار بالمخدرات فهم الرفيق الجديد لهذه السموم.
رابعا: الأضرار النفسية:
الصعوبة في النطق.
التوتر النفسي والقلق المستمر.
الشعور بعدم الاستقرار.
إهمال النفس والمظهر.
العصبية الزائدة والحساسية الشديدة.
طرق مكافحة المخدرات:
ملاحقة المهربين والتجار والمروجين والقبض عليهم وتقديمهم للمحاكمة وتطهير المجتمع من شرورها.
القبض على المتعاطين لهذه السموم وتطبيق الأنظمة الصادرة في حقهم بحسب كل حالة ، ثم تحويلهم إلى المستشفيات المتخصصة لمساعدتهم على التخلص من هذه السموم القاتلة.
استلام البلاغات من الشعب عن أية حالة تعاطي أو تهريب أو تروج والقيام على الفور بما يتطلبه الأمر من إجراءات للقبض على المجرم وتحويله إلى الجهات المختصة بمحاكمته.
فرض رقابة شديدة على الأماكن المتوقع وصول المخدرات منها وإليها ومعرفة أماكن تخبئتها والتعرف على كيفية التعامل مع مهربي هذه المواد.
فرض رقابة شديدة على الأماكن التي يرتادها الأحداث ومداهمتها بين حين وآخر ووضع أنظمة لمعاقبة من يضبط منهم وهو يتعاطى المخدرات أو يستنشق الغازات ، وكذا مراقبة الأماكن المهجورة مراقبة شديدة ووضع روادها في مؤسسات خاصة لرعايتهم.
العمل على شغل أوقات الفراغ لدى الشباب.
استغلال وسائل الأعلام في توعية الجماهير بالأضرار الجسمية والنفسية الناتجة عن الإدمان.
قيام الدول بمنع دخول المخدرات مهما كلفها من ثمن وتجنيد أجهزتها العملية والعلمية في نشر الوعي الصحي.