الستقصاء
نف
: المقالة الولى
نص الموضوع : أثبت بالبرهان صحة
الطروحة القائلة:" إن المنطق الصوري
"يعصم الفكر من الخطأ
الطريقة : استقصاء بالوضع
: طرح المشكلة 1
إن المنطق هو علم القواعد التي تجنب النسان الخطأ في التفكير وترشده إلى الصواب
والمنطق معروف قبل اليونان، ولكن قاده الواضع الول أرسطو الذي بقواعده الممنهجة
والمنظمة تنظيما محكما.ولكن هناك انتقادات واعتراضات من قبل فلسفة غربيين وفلسفة
إسلميين وجهت للمنطق الرسطي إلى درجة الهدم والتقويض فكيف يمكن إثبات أن معرفة
قواعد المنطق تقوم العقل البشري؟ أو:إلى أي مدى يمكن للمنطق الصوري أن يصحح الفكر
ويصوبه؟
: محاولة حل المشكلة 2
أ – عرض منطق الطروحة : إن هناك فلسفة ومفكرين وعلماء أفذاذ حاولوا إعطاء نظرة حول
مشروعية ونوعية المنطق الصوري أمثال واضع المنطق أرسطو الذي يعرفه "بأنه آلة العلم
وصورته"أو هي" اللة التي تعصم الذهن من الوقوع في الخطأ"،وأيضا نجد في السلم أبو حامد
الغزالي الذي يقول"إن من ل يحيط بالمنطق فل ثقة بعلومه أصل". وهناك أيضا الفارابي" الذي
أقر بضرورة المنطق وأهميته في إبعاد النسان من الغلط والزلل شريطة التقيد بقواعده ولقد
."سماه الفارابي"علم الميزان
ب - نقد منطق الخصوم : لكن برغم ما قدمه الفلسفة تجاه المنطق إل أن هناك من عارضه
بشدة سواء من قبل فلسفة غربيين أو إسلميين.فهناك ديكارت و كانط و غوبلو وابن تيمية الذين
.أكدوا على أن المنطق الرسطي فارغ من محتواه،أي تحصيل حاصل جديد ل يعطي الجديد
لكن هؤلء لم يسلموا من النتقادات منها : اهتمامهم يمتلكه تطابق الفكر مع الواقع كما أن هجوم
ابن تيمية على المنطق الرسطي ليس له ما يبرره سوى انه منطق دخيل على الثقافة السلمية
و مؤسسه ليس مسلما.كما أن المنطق الرسطي و إن كان يهتم بتطابق الفكر مع نفسه فقد
مكن النسان من التفكير الصحيح و معرفة صحيح الفكر من باطله و على إثره تقدم الفكر
.البشري
ج – الدفاع عن الطروحة بحجج شخصية شكل و مضمونا : لقد اعتمد أرسطوعلى المسلمة
القائلة بأنه ما دام التفكير النساني معرّض بطبيعته للخطأ و الصواب، ولجل أن يكون التفكير
سليماً و تكون نتائجه صحيحة، أصبح النسان بحاجة إلى قواعد عامة تهيئ له مجال التفكير
. الصحيح وهذا سبب رئيس أن تكتشف كل تلك القواعد من قبل أرسطو أو غيره
إثباتها بحجج شخصية: وهذه المصادرة تأخذنا للبحث عن مجمل الحجج التي أسست هاته
الطروحة
نبدأها بالحجة القائلة بأن المنطق الصوري يمتلك تلك الوظيفة لن النسان كان في حاجة أن - 1
يلتفت للذاته العارفة ويتعرف عليها جيدا لسيما أن يمحص النظر في بنية تفكيره ذاتها كتصورات
ومفاهيم وأساليب ومناهج حيث كان النسان - قبل أرسطو وغيره - يعيش بها في حياته ل يعرف
مسمياتها ول يحسن استخدامها فهاهي مبادئ العقل( مبدأ الهوية، مبدأ عدم التناقض ، مبدأ
الثالث المرفوع ، مبدأ السبب الكافي ، مبدأ الحتمية ، مبدأ الغائية) مثل قد ساهم كشفها إلى
تعزيز دورها التأليفي للبنية المنطقية للعقل ناهيك على أنها شرط للحوار والضامن للتوافق
الممكن بين كل العقول باختلف أعمار أصحابها وأجناسهم وسللتهم وثقافاتهم وهي تحدد
الممكن والمستحيل في حياة النسان السبب الذي جعل ليبنتز يتمسك بهاته الهمية حين يقول:
إن مبادئ العقل هي روح الستدلل وعصبه وأساس روابطه وهي ضرورية له كضرورة العضلت »
والوتار العصبية للمشي ».
أما الحجة الثانية فتكمن في دور تلك القواعد على إدارة المعرفة النسانية التي ينتجها الفكر - 2
النساني وإقامة العلوم ( الحسية ، والعقلية )عليها . فهاهي مثل قواعد التعريف التي تنتمي إلى
مبحث التصورات والحدود ساعدت كثيرا الباحثين على ضبط مصطلحات ومفاهيم علمهم بفاعلية
ووضوح وموضوعية أكبر وتزداد هذه العملية ضبطا وأهمية خاصة إذا تعلق المر بالتصورات
الخاصة بمجال الخلق والسياسة و الحقوق والواجبات... كذلك أن استخدام مبحث الستدللت :
الستدلل المباشر(بالتقابل وبالعكس) و الستدلل الغير مباشر خاصة إذا تعلق المر بالقياس
الحملي و القياس الشرطي لديه فائدة كبيرة في تحقيق النتاج السليم للعقل من خلل تحديد
الضروب المنتجة من الضروب الغير منتجة وهذا يؤدي بنا إلى الكشف السريع عن الغاليط في
. شتى المعارف باختلف مشاربها
كما أن قواعد المنطق اعتبرت من طرف العلماء الصوليين كفرض كفاية على المسلمين - 3
للثمار العظيمة المقتطفة من روحها لنها تسببت في نجاحات على مستوى الجتهادات الفقهية
والجتهادات اللغوية. ومن نتائج تطبيق المنطق الصوري: تصدي اليونانيين للمغلطات التي أفرزها
الفكر السفسطائي بانتشار التفكير الصحيح الدقيق في أرجاء المجتمع الثقافي اليوناني طيلة
العصر القديم بعد أرسطو وهذا ما أدى أيضا إلى تربعه على عرش المعارف خاصة في العصور
. الوسطى ، بل تم تدريسه إجباريا من طرف المدارس المسيحية في هذه الفترة
حل المشكلة : حقيقة إن المنطق الصوري الرسطي لم يعط الجديد وحتى وإن جعل الفكر - 3
صائبا دوما إل أن هناك بدائل أخرى للمنطق تتجلى في المنطق الرمزي والمنطق الجدلي..الخ
مقالت استقصاء بالوضع : انطباق - 2
الفكر مع الواقع
: المقالة الولى
: نص الموضوع
إن التجريب » : يقول هنري بوانكاريه
« ... دون فكرة سابقة غير ممكن
أطروحة فاسدة وتقرر لديك الدفاع عنها
فما عساك أن تفعل ؟
: طرح المشكلة
إن الفرضية هي تلك الفكرة المسبقة التي توحي بها الملحظة للعالم ، فتكون بمثابة خطوة
تمهيدية لوضع القانون العلمي ، أي الفكرة المؤقتة التي يسترشد بها المجرب في إقامته للتجربة
. ولقد كان شائعا بين الفلسفة والعلماء من أصحاب النزعة التجريبية أنه لم يبق للفرضية دور
في البحث التجريبي إل أنه ثمة موقف آخر يناقض ذلك متمثل في موقف النزعة العقلية التي
تؤكد على فعالية الفرضية و أنه ل يمكن الستغناء عنها لهذا كان لزاما علينا أن نتساءل كيف
يمكن الدفاع عن هذه الطروحة؟ هل يمكن تأكيدها بأدلة قوية ؟ و بالتالي تبني موقف أنصارها ؟
: محاولة حل المشكلة
: عرض منطق الطروحة
يذهب أنصار التجاه العقلي إلى أن الفرضية كفكرة تسبق التجربة أمر ضروري في البحث
التجريبي ومن أهم المناصرين للفرضية كخطوة تمهيدية في المنهج التجريبي الفيلسوف
ينبغي بالضرورة أن نقوم بالتجريب » 1878 ) و هو يصرح بقوله عنها – الفرنسي كلود برنار ( 1813
الفكرة هي مبدأ كل برهنة وكل اختراع و » ويقول في موضع أخر « مع الفكرة المتكونة من قبل
وبالتالي نجد كلود برنار يعتبر الفرض العلمي خطوة من الخطوات الهامة « إليها ترجع كل مبادرة
إن الحادث يوحي بالفكرة والفكرة تقود إلى التجربة وتحكمها » في المنهج التجريبي إذ يصرح
أما المسلمة المعتمدة في هذه الطروحة هو أن " النسان « والتجربة تحكم بدورها على الفكرة
يميل بطبعه إلى التفسير و التساؤل كلما شاهد ظاهرة غير عادية " وهو في هذا الصدد يقدم
أحسن مثال يؤكد فيه عن قيمة الفرضية و ذلك في حديثه عن العالم التجريبي " فرانسوا هوبير" ،
وهو يقول أن هذا العالم العظيم على الرغم من أنه كان أعمى فإنه ترك لنا تجارب رائعة كان
يتصورها ثم يطلب من خادمه أن يجربها ،، ولم تكن عند خادمه هذا أي فكرة علمية ، فكان هوبير
العقل الموجه الذي يقيم التجربة لكنه كان مضطرا إلى استعارة حواس غيره وكان الخادم يمثل
الحواس السلبية التي تطبع العقل لتحقيق التجربة المقامة من أجل فكرة مسبقة . و بهذا المثال
نكون قد أعطينا أكبر دليل على وجوب الفرضية وهي حجة منطقية تبين لنا أنه ل يمكن أن نتصور
في تفسير الظواهر عدم وجود أفكار مسبقة و التي سنتأكد على صحتها أو خطئها بعد القيام
. بالتجربة
: نقد خصوم الطروحة
هذه الطروحة لها خصوم وهم أنصار الفلسفة التجريبية و الذين يقرون بأن الحقيقة موجودة في
الطبيعة و الوصول إليها ل يأتي إل عن طريق الحواس أي أن الذهن غير قادر على أن يقودنا إلى
حقيقة علمية . والفروض جزء من التخمينات العقلية لهذا نجد هذا التجاه يحاربها بكل شدة ؛
1873 ) الذي يقول - حيث نجد على رأس هؤلء الفيلسوف النجليزي جون ستيوارت مل ( 1806
إن الفرضية قفزة في المجهول وطريق نحو التخمين ، ولهذا يجب علينا أن نتجاوز هذا » فيها
وقد وضع من أجل ذلك قواعد سماها بقواعد « العائق وننتقل مباشرة من الملحظة إلى التجربة
الستقراء متمثلة في : ( قاعدة التفاق أو التلزم في الحضور _ قاعدة الختلف أو التلزم في
الغياب – قاعدة البواقي – قاعدة التلزم في التغير أو التغير النسبي ) وهذه القواعد حسب " مل
" تغني البحث العلمي عن الفروض العلمية . ومنه فالفرضية حسب النزعة التجريبية تبعد المسار
العلمي عن منهجه الدقيق لعتمادها على الخيال والتخمين المعرض للشك في النتائج – لنها
تشكل الخطوة الولى لتأسيس القانون العلمي بعد أن تحقق بالتجربة – هذا الذي دفع من قبل
كما نجد "ما جندي" يرد على تلميذه كلود برنار : « أنا ل أصطنع الفروض » : العالم نيوتن يصرح ب
لكن هذا الموقف ( موقف الخصوم ) تعرض لعدة . « اترك عباءتك ، و خيالك عند باب المخبر »
: انتقادات أهمها
أما عن التعرض للطار العقلي للفرض العلمي ؛ فالنزعة التجريبية قبلت المنهج الستقرائي -
وقواعده لكنها تناست أن هذه المصادر هي نفسها من صنع العقل مثلها مثل الفرض أليس من
. التناقض أن نرفض هذا ونقبل بذاك
كما أننا لو استغنينا عن مشروع الفتراض للحقيقة العلمية علينا أن نتخلى أيضا عن خطوة -
القانون العلمي – هو مرحلة تأتي بعد التجربة للتحقق من الفرضية العلمية - المرحلة الضرورية
لتحرير القواعد العلمية فكلهما – الفرض ، القانون العلمي – مصدران عقليان ضروريان في
. البحث العلمي عدمهما في المنهج التجريبي بتر لكل الحقيقة العلمية
كما أن عقل العالم أثناء البحث ينبغي أن يكون فعال ، وهو ما تغفله قواعد "جون ستيوارت مل -
"التي تهمل العقل و نشاطه في البحث رغم أنه الداة الحقيقية لكشف العلقات بين الظواهر عن
. طريق وضع الفروض ، فدور الفرض يكمن في تخيل ما ل يظهر بشكل محسوس
كما أننا يجب أن نرد على "جون ستيوارت مل" بقولنا أنه إذا أردنا أن ننطلق من الملحظة إلى -
التجربة بالقفز وتجاهل الفرضية فنحن مضطرين لتحليل الملحظة المجهزة تحليل عقليا و خاصة
إذا كان هذا التحليل متعلق بعالم يتصف بالروح العلمية . يستطيع بها أن يتجاوز تخميناته الخاطئة
. ويصل إلى تأسيس أصيل لنظريته العلمية مستعمل الفرض العلمي ل متجاوزا له
1727 )لم يقم برفض كل أنواع الفرضيات بل قام برفض نوع واحد وهو - – أما" نيوتن " ( 1642
المتعلق بالفتراضات ذات الطرح الميتافيزيقي ، أما الواقعية منها سواء كانت علية ، وصفية ، أو
صورية فهي في رأيه ضرورية للوصول إلى الحقيقة . فهو نفسه استخدم الفرض العلمي في
. أبحاثة التي أوصلته إلى صياغة نظريته حول الجاذبية
: الدفاع عن الطروحة بحجج شخصية شكل ومضمونا
إن التجريب » : إن هذه النتقادات هي التي تدفعنا إلى الدفاع مرة أخرى عن الطروحة القائلة
ولكن بحجج وأدلة جديدة تنسجم مع ما ذهب إليه كلود برنار ، « ... دون فكرة سابقة غير ممكن
: أهمها
1912 ) وهو يعتبر خير مدافع عن دور الفرضية - – يؤكد الفيلسوف الرياضي " بوانكاريه " ( 1854
ذلك لن الملحظة الخالصة و التجربة الساذجة ل » ، لن غيابها حسبه يجعل كل تجربة عقيمة
مما يدل على أن الفكرة التي يسترشد بها العالم في بحثه تكون من بناء « تكفيان لبناء العلم
إن كومة الحجارة » العقل وليس بتأثير من الشياء الملحظة وهذا ما جعل بوانكاريه يقول أيضا
ليست بيتا فكذلك تجميع الحوادث ليس علما »
إن - » : " إن الكشف العلمي يرجع إلى تأثير العقل أكثر مما يرجع إلى تأثير الشياء يقول " ويوال
والفرض علمي تأويل من «. الحوادث تتقدم إلى الفكر بدون رابطة إلى أن يحي الفكر المبدع
. التأويلت العقلية
إن العقل ل يستقبل كل ما يقع في الطبيعة استقبال سلبيا على نحو ما تصنع اللة ، فهو يعمل -
على إنطاقها مكتشفا العلقات الخفية ؛ بل نجد التفكير العلمي في عصرنا المعاصر لم يعد يهمه
اكتشاف العلل أو السباب بقدر ما هو اكتشاف العلقات الثابتة بين الظواهر ؛ والفرض العلمي
تمهيد ملئم لهذه الكتشافات ، ومنه فليس الحادث الخرس هو الذي يهب الفرض كما تهب النار
الفرض كما تهب النار ؛ لن الفرض من قبيل الخيال ومن قبيل واقع غير الواقع المحسوس ، ألم
يلحظ أحد الفلكيين مرة ، الكوكب "نبتون" قبل " لوفيري " ؟ ولكنه ، لم يصل إلى ما وصل إليه "
. لوفيري " ، لن ملحظته العابرة لم تسبق فكرة أو فرض
لقد أحدثت فلسفة العلوم ( البستملوجيا ) تحسينات على الفرض – خاصة بعد جملة -
العتراضات التي تلقاها من النزعة التجريبية - ومنها : أنها وضعت لها ثلثة شروط ( الشرط الول
يتمثل : أن يكون الفرض منبثقا من الملحظة ، الشرط الثاني يتمثل : أل يناقض الفرض ظواهر
مؤكدة تثبت صحتها ، أما الشرط الخير يتمثل : أن يكون الفرض كافل بتفسير جميع الحوادث
2002 ) ل نستطيع العتماد على - المشاهدة ) ، كما أنه حسب "عبد الرحمان بدوي " ( 1917
بل « ... مجرد فرص ومناسبات لوضع الفرض ... » العوامل الخارجية لتنشئة الفرضية لنها برأيه
حسبه أيضا يعتبر العوامل الخارجية مشتركة بين جميع الناس ولو كان الفرض مرهونا بها لصار
جميع الناس علماء وهذا أمر ل يثبته الواقع فالتفاحة التي شاهدها نيوتن شاهدها قبله الكثير لكن
ل أحد منهم توصل إلى قانون الجاذبية . ولهذا نجد عبد الرحمان بدوي يركز على العوامل الباطنية
أي على الفكار التي تثيرها الظواهر الخارجية في نفس المشاهد ...» ؛ ...»
ومع ذلك ، يبقى الفرض أكثر المساعي فتنة وفعالية ، بل المسعى الساسي الذي يعطي -
المعرفة العلمية خصبها سواء كانت صحته مثبتة أو غير مثبتة ، لن الفرض الذي ل تثبت صحته
يساعد بعد فشله على توجيه الذهن وجهة أخرى وبذلك يساهم في إنشاء الفرض من جديد ؛
فالفكرة إذن منبع رائع للبداع مولد للتفكير في مسائل جديدة ل يمكن للملحظة الحسية أن تنتبه
. لها بدون الفرض العلمي
: حل المشكلة
نستنتج في الخير أنه ل يمكن بأي حال من الحوال إنكار دور الفرضية أو استبعاد آثارها من مجال
التفكير عامة ، لنها من جهة أمر عفوي يندفع إليه العقل النساني بطبيعته ، ومن جهة أخرى
وهذه هي الصعوبة ، تعتبر أمرا تابعا لعبقرية العالم وشعوره الخالص وقديما تنبه العالم المسلم
1039 ) - قبل كلود برنار _ في مطلع القرن الحادي عشر بقوله عن - الحسن بن الهيثم ( 965
إني ل أصل إلى الحق من آراء يكون عنصرها المور الحسية و صورتها المور » ضرورة الفرضية
ومعنى هذا أنه لكي ينتقل من المحسوس إلى المعقول ، لبد أن ينطلق من ظواهر « العقلية
تقوم عليها الفروض ، ثم من هذه القوانين التي هي صورة الظواهر الحسية .وهذا ما يأخذنا في
. نهاية المطاف التأكيد على مشروعية الدفاع وبالتالي صحة أطروحتنا
مقالت استقصاء بالرفع : انطباق الفكر مع نفسه - 3
: المقالة الولى
: نص الموضوع
أبطل الطروحة القائلة :" إن تطابق
الفكر مع نفسه شرط كاف لعدم وقوعه
" في الخطأ
الطريقة : استقصاء بالرفع
: طرح الشكالية
إن التفكير المنطقي أو السليم قديم لدى النسان قدم " النسان المفكر " l’homo-sapiens فقد
أثبتت الدراسات الحديثة أن هناك شعوبا عرفت المنطق في كثير من تفاصيله كالصينيين
والهنود ... إل أن صياغة شروط صحته تم وضعها وتحديدها بكيفية تقترب من التمام على يد
صانعها الول أرسطو Aristote الذي أرسى القواعد الساسية للمنطق الصوري ؛ ونظرا للدور
الهام الذي أصبحت تلعبه هذه النظرية طيلة العصور القديمة والعصور الوسطى بتأثيراتها على
المعرفة النسانية بشكل عام وهي تؤسس لها المقياس الصحيح وتمنعها من التناقض مع نفسها
فغدت بذلك أسمى أسلوب لضمان اتفاق العقول وانسجامها وتوحيد حكمها غير أن هذه النظرة
التي تجعل من المنطق الصوري أكمل ما أنتجه العقل البشري ، فيها الكثير من المبالغة والخطأ ،
وهذا النقص حاول أن يظهره خصوم المنطق الرسطي من قبل فلسفة غربيين وإسلميين في
الفترة ذاتها وفي بدايات العصر الحديث الذين وجهوا له الكثير من النتقادات والعتراضات وهذا
ما يدفعنا إلى الشك في صدق الطروحة القائلة " تطابق الفكر مع نفسه شرط كاف لعدم
وقوعه في الخطأ " فكيف يمكن أن نرفض هذه الطروحة ؟ أو بعبارة أخرى إلى أي حد يمكن
تفنيد الرأي القائل بتأسيس التفكير السليم على المنطق الصوري ؟
: محاولة حل الشكالية
: عرض منطق الطروحة - 1
يعتبر علم المنطق في طليعة العلوم العقلية التي أفرزتها الحضارة الغريقية، منذ زمن بعيد (
3000 سنة تقريبا) ، ومن ذلك الوقت و هذا العلم بقواعده ومبادئه ومباحثه يعمل على حماية
الفكر البشري من الوقوع في التناقض مع نفسه وهذا ما أكد عليه مجموعة من المناطقة من
العصر القديم إلى العصر الوسيط واستمرارا مع بدايات العصر الحديث ؛على رأسهم المؤسس
علم » الول أرسطو- الذي أولى اهتماما خاصا بهذا العلم واعتبره أشرف علم وهو يقول عنه
وقال عنه « السير الصحيح أو علم قوانين الفكر الذي يميز بين الصحيح والفاسد من أفعال العقل
بأنه آلة العلم وموضوعه الحقيقي هو العلم نفسه أو صورة العلم . وقد اعتمد على المسلمة
القائلة بأنه ما دام التفكير النساني معرّض بطبيعته للخطأ و الصواب، ولجل أن يكون التفكير
سليماً و تكون نتائجه صحيحة، أصبح النسان بحاجة إلى قواعد عامة تهيئ له مجال التفكير
الصحيح وهذا سبب رئيس أن تكتشف كل تلك القواعد من قبل أرسطو أو غيره . وهذه المصادرة
تأخذنا للبحث عن مجمل الحجج التي أسست هته الطروحة نبدأها بالحجة القائلة بأن المنطق
الصوري يمتلك تلك الوظيفة لن النسان كان في حاجة أن يلتفت للذاته العارفة ويتعرف عليها
جيدا ل سيما أن يمحص النظر في بنية تفكيره ذاتها كتصورات ومفاهيم وأساليب ومناهج حيث
كان النسان - قبل أرسطو وغيره - يعيش بها في حياته ل يعرف مسمياتها ول يحسن استخدامها
فهاهي مبادئ العقل( مبدأ الهوية، مبدأ عدم التناقض ، مبدأ الثالث المرفوع ، مبدأ السبب
الكافي ، مبدأ الحتمية ، مبدأ الغائية) مثل ساهم كشفها إلى تعزيز دورها التأليفي للبنية المنطقية
للعقل ناهيك على أنها شرط للحوار والضامن للتوافق الممكن بين كل العقول باختلف أعمار
أصحابها وأجناسهم وسللتهم وثقافاتهم وهي تحدد الممكن والمستحيل في حياة النسان السبب
إن مبادئ العقل هي روح الستدلل وعصبه » : الذي جعل ليبنتز يتمسك بهته الهمية حين يقول
أما الحجة الثانية .« وأساس روابطه وهي ضرورية له كضرورة العضلت والوتار العصبية للمشي
فتكمن في دور تلك القواعد على إدارة المعرفة النسانية التي ينتجها الفكر النساني وإقامة
العلوم ( الحسية ، والعقلية )عليها . فهاهي مثل قواعد التعريف التي تنتمي إلى مبحث التصورات
والحدود ساعدت كثيرا الباحثين على ضبط مصطلحات ومفاهيم علمهم بفاعلية ووضوح
وموضوعية أكبر وتزداد هذه العملية ضبطا وأهمية خاصة إذا تعلق المر بالتصورات الخاصة
بمجال الخلق والسياسة و الحقوق والواجبات ... كذلك أن استخدام مبحث الستدللت :
الستدلل المباشر (بالتقابل وبالعكس) و الستدلل الغير مباشر خاصة إذا تعلق المر بالقياس
الحملي و القياس الشرطي لديه فائدة كبيرة في تحقيق النتاج السليم للعقل من خلل تحديد
الضروب المنتجة من الضروب الغير منتجة وهذا يؤدي بنا إلى الكشف السريع عن الغاليط في
شتى المعارف باختلف مشاربها . كما أن قواعد المنطق اعتبرت من طرف العلماء الصوليين
كفرض كفاية على المسلمين للثمار العظيمة المقتطفة من روحها لنها تسببت في نجاحات على
مستوى الجتهادات الفقهية والجتهادات اللغوية. ومن نتائج تطبيق المنطق الصوري: تصدي
اليونانيين للمغلطات التي أفرزها الفكر السفسطائي بانتشار التفكير الصحيح الدقيق في أرجاء
المجتمع الثقافي اليوناني طيلة العصر القديم بعد أرسطو وهذا ما أدى أيضا إلى تربعه على
عرش المعارف خاصة في العصور الوسطى ، بل تم تدريسه إجباريا من طرف المدارس
. المسيحية في هذه الفترة
: نقد أنصار الطروحة - 2
أ - موقف المناصرين : إن الطروحة السابقة لها مناصرين ، ؛ فلو بحثنا عنهم في العصور القديمة
نجدهم كثر أمثال الرواقيون الذين أبدعوا و أضافوا في المنطق الرسطي مباحث (مثل نظرية
القياس الشرطي ) وغيرهم مثل فرفوريوس الذي شرح الكليات الخمس بشجرته المعروفة. أما
لو فتشنا عنهم في العصور الوسطى : نلقى الكثير منهم سواء من أتباع أرسطو في الشرق
السلمي على يد فلسفة و مناطقة كبار الذين تأثروا بهذا العلم جراء اتصالهم واحتكاكهم
بالحضارة اليونانية ، أبرزهم وبجدارة المعلم الثاني أبو نصر الفارابي الذي اعتبره رئيس العلوم
فصناعة المنطق تعطي بالجملة القوانين التي شأنها أن تقوم » : لنفاذ حكمه فيها أو بقوله عنه
أما الشيخ الرئيس ابن سينا فكان ، «... العقل وتسدد النسان نحو طريق الصواب ونحو الحق
المنطق هو الصناعة النظرية التي تعرفنا من أي الصور » يصفه بخادم العلوم وهو يقول عنه
« والمواد يكون الحد الصحيح الذي يسمى بالحقيقة حدا، والقياس الصحيح الذي يسمى برهانا
وبلغت قيمة المنطق ذروتها حتى مع العلماء الصوليين بل و اعتبروه فرض كفاية على المسلمين
« إن من ل يحيط بالمنطق فل ثقة بعلومه أصل » وهذا على درب أبو حامد الغزالي الذي قال
وظل يحظى بهذه القيمة حتى مع الغرب المسيحي فهاهو القديس توماس الكويني الذي كان
الفن الذي يقودنا بنظام وسهولة وبدون خطأ في عمليات العقل الستدللية » يعتبره « .
: ب – نقد أنصار الطروحة
حقيقة إن المنطق بإمكانه أن يقوم الفكر ويوجهه توجيها صحيحا ولكنه ليس أساس كل معرفة
إنسانية بل حسب البعض قام بتعطيل الفكر العلمي لقرون ( خاصة في العصور الوسطى الغربية
) طويلة ، حيث لم يظهر العلم إل بعدما تخلص من هيمنة المنطق الصوري . و هذا من دو شك
يأخذنا للبحث عن جملة النتقادات التي وجهت لمناصري الطروحة لنها تنطوي على عدة نقائص
: أهمها
هو منطق شكلي يدرس التفكير دون البحث عن طبيعة الموضوعات التي ينصب عليها بحسب -
الواقع
إن قواعده ثابتة ل تقبل التطور مهما كانت المضامين -
أما عن المنطق - » إنه منطق عقيم ل يصل إلى نتائج جديدة وفي هذا يقول الفيلسوف ديكارت
فإن أقيسته ومعظم صوره الخرى إنما تستخدم بالحرى لكي تشرح للخرين الشياء التي
يعلمونها إنها كفن Lulle اهنولهجي نيذلا كئلول مكح نود نم ملكتن « ل هدنع سايقلاف هنم و
رظنلا نم ةهجولا هذه يف اضيأ كراشي هنإف كراشي هنإف هيراكناوب امأ ، فاشتكلاب انل حمسي
لوقي » اديدج ايرهوج ائيش سايقلا انملعي نأ نكمي ل ...« ، ، سايقلا ةميقب هفارتعا عمف ولبوج امأ
ضرعلل __________اقيرط حلصي هبسح وهف هقيبطت لاجم ام دح ىلإ ددحي نأ لواح هنإف
ومراقبة عمليات الستدلل الرياضي .وقد أطلق الفقهاء المسلمين من قبلهم هذه العتراضات فهاهو
"ابن صلح الشهروردي" يقول:"فأبي بكر وفلن و فلن وصلوا للى غاية من اليقين ولم يكن أحد
منهم يعرف المنطق" وفي قوله أيضا:" إن المنطق مدخل الفلسفة ومدخل الشر" وهناك أيضا
شيخ السلم ابن تميمة الذي عارض المنطق الرسطي بأنه عقيم دون جدوى فهو منطق خاص
بالتربية اليونانية،فالقواعد الخاصة بالفكر النساني كامنة في هوى النساني دون أن يؤسس لهذه
القواعد لنها موجودة، ولقد أعطى ابن تميمة منطقا جديدا وهو المنطق السلمي البديل
.للمنطق الرسطي
إنه منطق ضيق جزئي ، ل يعبر إل عن بعض العلقات المنطقية ، ول يتجاوز في أبلغ صورة -
.علقة التعدي
إنه منطق لغوي يقوم على اللفاظ وما فيها من التباس ، وغموض ، وتعدد المعاني فيؤدي إلى -
ما دام المنطق يتعامل »: عدم اتفاق ، بل والخطأ في النتائج أحيانا . وهذا ما يؤكده ثابت الفندي
باللفاظ ل الرموز فإنه يبقى مثار جدل حول المفاهيم و التصورات المستعملة »
: إبطال الطروحة - 3
إن هذه النتقادات هي التي تدفعنا إلى البحث عن حجج و أدلة جديدة لتفنيد و إبطال هذه
: الطروحة و هي
إن المنطق الرسطي يهتم بصورة الفكر دون مادته ( الواقع ) . أي أن الفكر قد ينطبق مع نفسه -
من الناحية الصورية المجردة و لكنه ل ينطبق مع الواقع ، فالمنطق يتصف بالثبات و السكون
قائم على مبدأ الهوية ( الذاتية ) أ هو أ و عدم التناقض أ ل يمكن أن يكون أ و ل أ في نفس الوقت
. بينما الواقع يتصف بالتجدد و التغيير
لهذا فالمنطق الصوري يصلح للبحث عن الحقيقة و اكتشافها ظهر للرد على السفسطائيين و جل
مغالطتهم العقلية لهذا كان الغرض منه إقحام الخصم ل اكتشاف الحقيقة الموضوعية ، فهو
فلسفة للنحو من حيث أنه يعني بلغة البرهنة والتفنيد لكسب قضية ل يهتم بمضمونها بقدر ما
. يهتم بصورتها حتى وإن كانت كاذبة
و هذا أيضا ما يجعل المنطق ل يصلح لكتشاف الحقيقة الموضوعية لنه ل يتناسب وطبيعة -
الدراسات العلمية الجديدة ؛ فمعيار المعرفة عند جون ستيوارت مل هو التجربة وليس مطابقة
الفكر لنفسه ، فهو غير كاف في توجيه العلوم الطبيعية ، وعلى هذا الساس تأسس المنطق
الستقرائي الذي غير من البحث المنطقي إلى ميدان التجريب الحسي . بالضافة إلى ظهور
المنطق الرمزي ( الرياضي ) الذي عوض اللغة العادية بالرموز الرياضية بالثبات في اعتمادها
كلغة دقيقة مختصرة ، يبني بها أنساقه المنطقية المختلفة ، وهذا يجعل المنطق في هذه الحالة
دون غيرها أداة يتم بناؤها تبعا لتقدم الثقافة وحركة العلوم و هذا هو المعنى الذي ينطلق منه
جون ديوي في تأسيسه للمنطق الداتي أ الذي يؤمن بأنه كلما تغيرت الظروف ، يتحتم كذلك أن
تتغير الصور المنطقية . كما أن المنطق أصبحح متعددا للقيم متجاوزا ثانئية ( الصدق والكذب ) و
هذا يفسر لنا وجود أكثر من احتمال قد تجمع بين الثنين ( الصدق و الكذب ) ، كتعبير عن حركة
الشياء وليس سكونهاوهذا ما عبر عنه المنطق الجدلي الذي يقوم على النظر إلى العالم
الطبيعي على أنه محكوم بمبدأ التناقض و التغاير ، الذي يعبر عن الحركة والنشاط و إظهار
صيرورة الحياة التي ينتقل فيها الفكر من الشيء غلى غيره طلبا للمعرفة مما يعني أن الفكر
يعتمد على هوية الشياء ، وعلى تناقضها ن غير أن التناقض أهم لنه مجال للصراع و الحيوية
والستمرار وهذا ما عبر عنه الفيلسوف هيجل في جدليته المشهورة ( الطروحة ، نقيض
. الطروحة ، التركيب .... إلى أطروحة أخرى فهكذا
وإلى جانب كل هذا يعترض التفكير النساني وهو محتم من الخطاء بالتحصن بقواعد المنطق -
مجموعة من الحتميات أهمها تأثير الحتمية النفسية والجتماعية التي تعطي للنسان المفكر
منحى أخر قد يغير مجرى حياته لنه نفس الفرد الذي يجب أن يرتبط بمعايير مجتمعه ، وحقائق
عصره ، وأحكامه العلمية ، ومن الصعب أن يتجرد منها أو يرفضها و إل عد شاذا ومتمردا عن
الجماعة وهذا ما وقع ل " سقراط " و " غاليلي " وما تعرضا له . كما ل يمكننا أن ننسى دور الفكر
الفلسفي في التأثير على الحكام المنطقية لن المنطق برغم تطور دراساته ، إل أنه ل يزال
شديد الرتباط بالفلسفة ، واتجاهاتها ، ومذاهبها . ومن هنا يصير المنطق وآلياته المختلفة وسيلة
للتعبير عن فلسفة دون أخرى ، أو لنصرة مذهب ضد أخر وكل يدافع عن منطق يناسبه ، ويعده
هو الصواب . وكل هذا يؤدي إلى الخطاء و شيوع المغالطات ، على حساب الطار المنطقي
. الصحيح
: حل الشكالية
إذن نستنتج أن الطروحة القائلة :"إن تطابق الفكر مع نفسه شرط كاف لعدم وقوعه في الخطأ
"غير صحيحة ، يمكننا إبطالها ورفضها وعدم قابلية الخذ بها ، و هذا بالنظر إلى تاريخ العلم وتطور
المنطق الذي بقي حبيس منهجه التقليدي القديم على غرار باقي العلوم الخرى التي تطورت
وأحرزت مرتبة مرموقة كما هو حال الرياضيات والفيزياء والكيمياء و غيرها من العلوم الدقيقة .و
.لذلك ل يمكن الخد برأي مناصري الطروحة وهي مدحوضة بحجج قوية
مقالت استقصاء بالرفع : انطباق - 4
الفكر مع الواقع
: المقالة الولى
: نص الموضوع
إذا افترضنا أن الطروحة القائلة: "لكي
يصل الفكر إلى النطباق مع الواقع لبد
أن يأخذ بأحكام مسبقة غير مؤكدة
علميا." أطروحة صحيحة وتقرر لديك
إبطالها وتفنيدها فما عساك تصنع؟
طريقة المعالجة: استقصاء بالرفع
: طرح المشكلة
عندما تم العتماد على المنهج التجريبي حدث تقدم كبير في طرق البحث العلمي انعكست على
حياة النسان بالتكنولوجيا التي يسرت حياته لذا اعتقد العديد من الفلسفة والعلماء آنذاك أن
سبب تخلف البشرية في القرون السابقة هو اعتمادهم على أحكام مسبقة وأفكار جاهزة أسرت
فكرهم وقيدته والمشكلة هي أن العلماء المعاصرين يعتمدون على اليمان ببعض المبادئ كمبدأ
السببية ومبدأ الحتمية ومبدأ اطراد الظواهر ، لهذا نتساءل: كيف يمكن دحض الطروحة التي
ترى أنه لبد للفكر كي ينطبق مع الواقع أن يأخذ بأحكام مسبقة غير مؤكدة علميا ؟
: محاولة حل المشكلة
عرض منطق الطروحة : يرى العديد من الفلسفة والعلماء المعاصرين أن البحث العلمي ل - 1
:يقوم من فراغ لذا يجب اليمان بمبادئ وأحكام ضرورية تسبق التجربة وهي
مبدأ السببية (العلية): مفاده أن لكل ظاهرة سبب لحدوثها وبعبارة أوضح أنه في سلسلة من - 1
.الحوادث والظواهر يفترض وجود ظاهرة تسبقها في الزمن وترتبط بها ضروريا نسميها سببا
مبدأ الطراد في الظواهر: يعني التكرار والتتابع حتى يستطيع العقل الربط بين الظاهرة - 2
.والظاهرة المسبب في حدوثها لذا فإن مبدئي السببية والطراد مترابطان
.مبدأ الحتمية: وتعني أن حدوث الظاهرة يكون دائما إذا توفرت نفس الشروط لحداثها
نقد أنصار الطروحة : يرى أنصار هذا الطرح أن هذه الحكام تعود إلى الراء والتصورات التي - 2
يضعها العقل أو إلى المتوارث من الثقافات والمعتقدات أو إلى انتقال الفكار من جيل إلى آخر
.مثل التفسير الميتافيزيقي والغيب والعرف السائد أو القناعات الشخصية
لكن العلماء والدارسين يتفقون على أن أساس البحث العلمي هو عدم الخذ بالحكام المسبقة
أو على القل تعريضها إلى النقد والتمحيص، لنها تقوض وتجهض أي مجهود علمي. وبعبارة أخرى
.فإنها تكرس الذاتية فيصبح ذلك البحث غير موضوعي
تفنيدها بحجج شخصية شكل و مضمونا : إن هذه المبادئ غير مؤكدة علميا ول يمكن إخضاعها – 3
.للتجربة لن مصدرها هو العقل والمطلوب هو التسليم بها وهذا ما يتنافى وحقيقة التجريب
.لكن هذا التتابع يظل فكرة في العقل ل في الشياء فالسببية فكرة ميتافيزيقية
لقد بينت الكتشافات والبحوث العلمية أن فكرة السببية وفكرة الحتمية أصبحت ل تتلءم مع نكون بهذا قد أكملنا الجزء الول من
.الفيزياء المعاصرة التي دخلت عالم الذرة والذي يحكمة مبدأ اللحتمية
: حل المشكلة
إذن نستنتج بأن الطروحة القائلة بأن الشعور هو جوهر الحياة النفسية خاطئة ول يمكن الخذ