-20-
التدخين
يضر النساء أكثر من الرجال
أشار بحث أجرته الحكومة الهولندية الى ان التدخين يضر النساء بدرجة أكبر من الرجال وانه يقلص أعمار المدخنات بأكثر من عقد بينما يقلص سنوات أقل بكثير من أعمار المدخنين. وقالت وكالة «سي.بي.اس» للاحصاء ان مقارنة اعداد الهولنديين الذين توفوا بسرطان الرئة عام 2003 وانماط التدخين، أظهرت ان هذه العادة قلصت عمر المرأة الهولندية بنحو 11 عاما مقابل ثلاثة أعوام للرجل.
وأضافت الوكالة ان «النساء اللاتي توفين بسرطان الرئة كانوا اصغر سنا من الرجال الذين توفوا بنفس السبب. هذا يعني ان الآثار الضارة للتدخين أشد خطورة بالنسبة للنساء منها للرجال». لكنها لم تشر الى سبب لتفسير هذا الفارق. ويعتقد ان التدخين أحد الاسباب الرئيسية للاصابة بسرطان الرئة ولانواع أخرى من السرطان وأمراض الرئة. وقالت الوكالة ان ارتفاعا في الاصابة بسرطان الرئة بين الهولنديات منذ السبعينات ارتبط بزيادة أعداد المدخنات. وفي المتوسط تتوفى مريضة سرطان الرئة في سن السبعين بينما يبلغ متوسط عمر المرأة الهولندية 81 عاما. وبقي مرضى سرطان الرئة من الذكور على قيد الحياة حتى عمر 73 عاما في المتوسط مقارنة مع متوسط عمر 76 عاما بالنسبة للرجال الهولنديين. وقالت الوكالة ان متوسط عمر الرجال في هولندا زاد بنحو خمسة أعوام منذ السبعينات مع اقلالهم من التدخين.
وتابعت «يمكن ان يعزى انخفاض حالات الاصابة بسرطان الرئة بين الرجال الى (الاقلال من) عادة التدخين بينهم».
-21-
الموت المفاجئ
خطر جديد يهدد المدخنين
الموت الفجائي الذي قد يصيب أحدهم دون إنذار، هو ما يمكن أن يتعرض له المدخن حتى ولو لم تظهر لديه أي أعراض سابقة.
السبب الرئيسي لمثل هذه الحالات هو ما يسمى طبيا "أم الدم الشريانية البطنية" Abdominal aneurysm ، وهي ضعف في جدار الشريان الدموي الرئيسي ( الأبهر) مما يؤدي في مرحلة متقدمة إلى تمزقه وحدوث الوفاة بشكل مفاجئ.
الفحص بالأمواج ما فوق الصوت ، يمكن أن يظهر وجود تلك المنطقة الضعيفة في الشريان ومدى تطورها ، في الشريان الأبهر البطني ، علما أن التداخل الجراحي على هذه الناحية لا يخلو من المخاطر ، إذ أن حوالي ثلث المصابين يتعرضون لمشاكل جانبية.
إحدى الدراسات المهتمة بهذا الموضوع والتي أجريت في مركز الخدمات الوقائية الأمريكية أظهرت أن الرجال هم الأكثر عرضة لحدوث هذه المشكلة من النساء.
ويزداد عامل الخطورة لدى المدخنين منهم ، و يكون معظمهم في سن السادسة والخمسين .
التوصيات التي نشرت في عدد فبراير/ شباط من مجلة Annals of Internal Medicine ، توجه التحذير الأساسي في البدء للرجال الذين سبق لهم التدخين في فترة من عمرهم ، هؤلاء عليهم الخضوع للتصوير بالأمواج فوق الصوت للكشف عن احتمال وجود ترقق في شريان الأبهر البطني، على عكس النساء اللواتي لن يحتجن لمثل هذا النوع من الفحوصات .
وتصر الدراسة على أن أي شخص يظهر الفحص الطبي لديه موجودات غير طبيعية مع أو بدون أعراض مرافقة تدل على وجود "أم الدم" في الشريان البطني الرئيسي، يفترض أن يخضع للفحص بالأمواج ما فوق الصوت لتأكيد أو نفي وجود هذه الإصابة .
-22-
اتفاقية عالمية
للحد من التدخين تدخل حيز التنفيذ
تدخل أول معاهدة صحية عالمية - الاتفاقية الإطارية لمنظمة الصحة العالمية لمكافحة التبغ - حيز التنفيذ اليوم الأحد.
وقد وقع على الاتفاقية 168 دولة وصدق عليها 57، ويتعين على هذه الدول الآن تشديد قوانينها الخاصة بمكافحة التبغ والحد من التدخين.
ووافقت الدول التي صدقت على المعاهدة على الالتزام بأن تحمل كل علب السجائر التي تبيعها تحذيرات صحية.
وفي غضون خمسة أعوام سيتعين على هذه الدول حظر الإعلان والترويج ورعاية منتجات التبغ إضافة إلى تقليل التعرض للتدخين السلبي ويكون ذلك أساسا بحظر التدخين في الأماكن العامة.
ويموت كل عام نحو خمسة ملايين شخص متأثرين بأمراض تتعلق بالتدخين. ويتوقع أن يتضاعف هذا الرقم إذا لم تتخذ إجراءات بهذا الصدد.
لذا طرأت لمنظمة الصحة العالمية فكرة إنشاء هذه المعاهدة لإجبار الدول على تطبيق تشريعات أكثر صرامة فيما يتعلق بالتبغ والتدخين.
وأوضح الدكتور دوجلاس بيتشر، منسق وحدة الاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ بمنظمة الصحة العالمية، لماذا يحتاج العالم إلى قوانين دولية ملزمة بشأن التبغ.
وقال: "واجه المجتمع الدول وهاله العدد المتنامي من الوفيات غير الضرورية الناجمة عن أمراض تتعلق بالتبغ."
وقد عارضت صناعة التبغ هذه المعاهدة في البداية لكن الدكتور كريس بروكتر من شركة التبغ البريطانية الأمريكية يقول إن هذه المعاهدة في مجملها أمر جيد.
وقال: "المجتمع الدولي عازم على إنجاح الاتفاقية الإطارية لمنظمة الصحة العالمية لمكافحة التبغ. وكعضو في شركة التبغ البريطانية الأمريكية، فنحن نتطلع قدما نحو العمل مع منظمة الصحة العالمية ومع الاتفاقية الإطارية لنرى كيف سنجعلها تعمل بأفضل صورة."
وبالرغم من أن دولا مثل بريطانيا والهند وكندا واستراليا قد وقعت وصدقت على المعاهدة فإن بعض اللاعبين الكبار مثل الولايات المتحدة لم يلتزم بها بشكل كامل بعد.
وستكشف الفترة القادمة عن مدى النجاح التي ستحققه هذه المعاهدة .
-23-
التدخين
يحرم أنسجة الجسم من فيتامين (E)
مشاركة : ربحي الدجني - فلسطين
توصل باحثون أميركيون إلى أن التدخين يؤثر سلبا على معدلات فيتامين (E) في الدم ما يؤدي إلى تعريض أنسجة الجسم للإصابة بالسرطان حسب ما أوردته "مجلة التغذية الإكلينيكية الأميركية".
فقد أجرى فريق بحث من معهد لينس بولينغ التابع لجامعة أوريغون دراسة على مجموعة من المدخنين وأخرى من غير المدخنين لمعرفة ما إذا كان ثمة أثر للتدخين على مستويات فيتامين (E) في الدم، مع تثبيت كل العوامل الأخرى تقريبا كنوع الطعام والمرحلة العمرية.
ولدى استخدام فيتامين (E) الموسوم بعنصر مشع لتيسير تتبعه في الدم وجد الباحثون أن انخفاض مستويات فيتامين (E) في بلازما الدم بعد تناول الطعام لدى المدخنين قد زاد بنسبة 13% على مستواه لدى غير المدخنين ما يؤدي إلى الاختفاء السريع للفيتامين من الدم.
ومعروف أن فيتامين (E) هو أحد المركبات المضادة للتأكسد، والتأكسد هو العملية التي تحدث للخلايا مع التقدم في العمر ومع تعرضها للكثير من المجموعات الحرة التي تنتج من عوامل كثيرة، منها التدخين. ويؤدي التأكسد إلى ظهور الطفرات في الحامض النووي للخلية ما يتسبب في ظهور الأمراض السرطانية.
ويعد فيتامين (E) من خطوط الدفاع الأولى في الرئة التي تقلل من الآثار السلبية للمجموعات الحرة التي تنشأ عن التدخين.
وتكمن أهمية الدراسة في تقديمها تفسيرا جديدا لدور التدخين في الإصابة بالسرطان حيث يؤدي إلى انخفاض مستوى فيتامين (E) في البلازما.
ولكن أحد بروتينات الكبد يعمل باستمرار على الحفاظ على مستوى ثابت تقريبا للفيتامين في الدم. ويؤدي ذلك إلى سحب فيتامين (E) من أنسجة الجسم لرفع مستواه في الدم، ما يترك هذه الأنسجة -خاصة الرئة- معرضة للمجموعات الحرة المسرطنة دون دفاعات قوية.
وتفسر الدراسة الجديدة كذلك انخفاض مستويات فيتامين (E) في أنسجة أجسام المدخنين مقارنة بغير المدخنين، رغم تناولهم وجبات غذائية متكاملة. وتوصي الدراسة بإعطاء المدخنين جرعات أكبر من فيتامين (E) ليحققوا المعدلات الطبيعية من ذلك الفيتامين في الدم.
كذلك توضح هذه الدراسة العلاقة المتبادلة في أدوار فيتاميني (E) و(C)، رغم اختلاف طبيعة تركيبهما، الأول ينتمي لفئة الفيتامينات القابلة للامتزاج بالدهون والثاني من فئة الفيتامينات القابلة للامتزاج بالماء.
وكانت دراسات سابقة أشارت للأثر السلبي للتدخين على مستويات فيتامين (C) في الدم، الذي يعد أيضا أحد الفيتامينات المضادة للأكسدة. ولكن لم تسبق من قبل الإشارة للعلاقة بين التدخين ومستويات فيتامين (E) في الدم وأنسجة الجسم.
-24
الإقلاع عن التدخين ليس مستحيلاً
ترجمة : محمد هاني عطوي
في هذا الصدد يحاول اخصائيو دراسة الأعصاب الكشف عن الآليات التي تتحكم في مسألة الخضوع لشره حرق السجائر والطريقة التي يتفاعل من خلالها دماغ الشخص الواقع تحت هيمنة التدخين، كما ويحاولون التوصل الى أهم الطرق الناجعة التي يجب اتباعها للتخلص من هذه العادة؟! الواقع ان الأمر يعتمد على الشخص نفسه، لكن ثمة طرق أظهرت فعاليتها، وقد تم تقييمها بعد سلسلة من التجارب والاختبارات، غير ان الاقلاع عن التدخين ليس الا نتيجة لتجربة نفسية طويلة يحاول الاخصائيون من خلالها التوصل الى فك بعض رموزها، والوصول في النهاية الى السر الذي ربما يوصلهم الى معرفة السبب الذي يمنع البعض من الاقلاع النهائي عن التدخين.
ولو دققنا النظر في بعض من حاولوا التوقف عن تعاطي السجائر ومنتجات التبغ لوجدنا انهم يقعون في فخ الشره في تناول الاطعمة، وفي الأرق وسرع الغضب.. الخ، ولذا يقول الاطباء ان التبغ يعمل على احداث اضطراب في وظائف الدماغ ويؤدي بالتالي الى جعل الشخص المدخن من المدمنين، لأن جسده وحالته النفسية كمدخن اصبحا في حالة ادمان ويعتمدان على المواد الداخلة في تركيب التبغ والمتمثلة في النيكوتين وبعض المواد الاخرى.
ويرى الأطباء أن التبغ لا يختلف عن المخدرات أبداً، لأن آثاره مثلها مثل المواد المخدرة الأخرى، كالكوكايين والهيرويين والحشيش أو الكحول.
ويؤكد الخبراء، ان المرء عندما يشعل سيجارته ويستنشق نفحة من التبغ المحترق (الدخان)، فإنه يكون قد استنشق في حقيقة الأمر أكثر من 3000 مركب كيميائي (كحمض السيانيدر والزرنيخ، والرصاص) على شكل غازات. ومن بين المركبات المعروفة كذلك، النيكوتين الذي يعتبر منذ فترة طويلة المادة القلوية الاساسية المسؤولة عن الادمان أو تعلق الشخص بالتدخين.
ونظراً لارتباط هذه المادة بعدد كبير من المواد الموجودة في الدخان الخارج من احتراق السيجارة، فإنها تندس مع الدورة الدموية بشكل سريع لتصل الى الدماغ في أقل من 7 ثوان! ومن هنا يعتقد الأطباء ان كل رشفة دخان تعتبر بمثابة الجرعة المخدرة الحقيقية لأنها تصل الى الدماغ بأسرع من أي مادة يتناولها المرء عبر الوريد عن طريق الحقن.
ويشير ايفان برلين من وحدة علم العقاقير في مستشفى بيته سالبتريير بباريس الى ان هذه الرشفة من الدخان تصل الى الدماغ بشكل يمكن تشبيهه بمن يحقن أحداً في دماغه مباشرة بحقنة مخدرة!
ولدى وصول النيكوتين الى الدماغ، فإنه يتحد بمستقبلات توجد عند سطح الخلايا العصبية، وكان البريطاني جون نيوبورت لانجلي هو الذي اكتشف في العام ،1905 هذه الآلية بعد ان اجرى تجارب على عضلات منزوعة الاعصاب حيث قام باستثارتها باستخدام بعض القلويات المشابهة للنيكوتين بالاضافة الى النيكوتين نفسه، وبدءاً من هذا التاريخ، ولدت فكرة أو مبدأ المستقبلات الحسية الموجودة على سطح الخلايا العصبية التي تتعرف الى أي مادة كيميائية خاصة.
وفي العام ،1914 اكتشف هنري دال أن مادة الأسيتيل كولين (وهي من المواد المؤثرة بشكل كبير في عملية النقل العصبي) تحتوي على نوعين من المستقبلات الحسية: نوع يسمى بالمسكريني والآخر يسمى بالنيكوتيني. ويعتبر الاول من المواد السامة شبه القلوية المستخرجة من الأمانيت (فطر من فصيلة الفاريقونيات) والمستخدم في قتل البعوض في حين يعتبر النوع الثاني من المواد السامة الموجودة في التبغ.
ويرى الأطباء ان المستقبلات النيكوتينية لمادة الأسيتيل كولين الموجودة في العديد من الانسجة بما في ذلك تلك الموجودة عند سطح الخلايا العصبية، هي التي تجعل من النيكوتين مادة ذات تأثير نفسي أي أنها تؤثر في نفسية المدخن.
وعندما يتم استنشاق النيكوتين فإنه سرعان ما يستقر فوق الخلايا العصبية، الأمر الذي يؤدي الى اطلاق سلسلة من التفاعلات الكيميائية في بعض مناطق الدماغ المعروفة باسم الوسائط العصبية، مثل السيروتنين (مادة أمينية تولدها بعض الخلايا وتنتقل في الدم الى الانسجة) والنورادينالين (وسيط كيميائي تطلقه الألياف العصبية السبمثاوية)، والدوبامين.
وفي دراسة حديثة حول تأثير هذه المواد في الحالة النفسية للمدخن، يقول الخبراء، ان المواد التي تحدث اثراً يؤدي الى الإدمان عند الانسان مثل الأنفيتامين والكوكايين، والمورفين والهيرويين والحشيش والنيكوتين والكحول.. تساهم برمتها في ازدياد معدلات تحرير مادة الدوبامين في النواة المتكئة الموجودة بالدماغ. وتمثل هذه المنطقة من الدماغ مع عدة مناطق اخرى ما يعرف “بدارة المكافأة” وهي عبارة عن شبكة عصبية تحدد حالة الرضا والتشبع الجسدي والنفسي التي يوجد عليها الشخص، ويمكن القول ان هذه الشبكة هي التي تولد الشعور بالمتعة سواء كانت متعة مرتبطة بالغذاء او بالجنس او بالمخدرات.
ولكن هل هذا يعني ان النيكوتين هو مخدر مثل باقي المخدرات؟!
يقول الباحثون ان الأمر ليس على هذه الصفة تماماً فعندما يخضع أي مستقبل كيميائي بشكل مزمن (دائم) لجزيء قادر على استثارته وتنشيطه، فإن وجوده يصبح نادراً عند سطح الخلايا، اما اذا كان الجزيء عبارة عن مادة مضادة (مثبطة)، فإن عدد المستقبلات الكيميائية يزداد فوق سطح الخلايا، ولذا فالمسألة تتعلق بالتوازن، بمعنى ان الخلية تتكيف دوماً مع بيئتها وتحاول ضبط عدد مستقبلاتها كي تحافظ على عمل طبيعي متوازن. ولو أننا تفحصنا وضع مستقبل النيكوتين ومنشطه الطبيعي المتمثل في الأسيتيل كولين، لوجدنا انه يقوم بعكس العملية السابقة المذكورة آنفاً، حيث يزداد افراز المستقبلات النيكوتينية التابعة للأسيتيل كولين بدلاً من ان ينقص في وجود النيكوتين! وحتى الآن لم تزل حقيقة هذه الظاهرة مستعصية على العلماء، لكن يمكن ان يكمن سببها في عدم تأثر المستقبلات الكيميائية بشكل تدريجي بالنيكوتين.
وتؤدي مسألة عدم التأثر تلك بجعل تناول السيجارة الأولى بمثابة الترياق بالنسبة للشخص المدخن في بداية اليوم، لأن المستقبلات تكون قد استعادت كامل نشاطها خلال الليل.
ولكن ما نتيجة تضاعف عدد المستقبلات على سطح الخلايا العصبية؟
يشير جيلبير لاجري من مركز علم الامراض المرتبطة بالتدخين في مستشفى شوفنييه بمدينة كريتيل الفرنسية، الى انه لا يوجد حتى الآن تفسير واضح لهذه الظاهرة، لكن يمكن ان يعود مصدرها الى ما يعرف بمتزامنة العوز الجسدي” حيث يشعر المرء بحاجته الى النيكوتين نظراً لأن الخلايا العصبية تكون بحاجة الى هذه المادة بسبب احتوائها على كمية كبيرة من المستقبلات النيكوتينية. ويضيف لاجري ان المدخن المعتدل في تدخينه او المتوقف فجأة عن التدخين، تتحد لديه متزامنة العوز الجسدي مع عوز آخر يتمثل في العوز النفسي او الرغبة الجامحة نحو العودة الى التدخين، وفي هذه الحالة لن تكون المستقبلات النيكوتينية هي وحدها المعنية مباشرة بالأمر، بل تدخل في هذه العملية كذلك شبكة الخلايا العصبية برمتها، ومقدرة الدماغ في التعرف الى المعلومة التي تصل اليه.
وكلما كان الدماغ أكثر قدرة على استيعاب وتحليل المتعة المرتبطة ببعض النشاطات كتناول الغذاء او الاشباع الجنسي، فإنه يصبح بمقدرته استباق هذه المتعة المعنية قبل بداية النشاط المرتبط بها.
ويقول الخبراء، ان كل شخص يكوّن خلال نموه، مجموعة من الاشارات الخاصة به التي تساهم في تمكين الشخص من استباق الشعور بالتشبع والتكيف مع عملية بلوغ مرامه. ويشير هؤلاء الى ان الاشارة غير المتبوعة بمكافأة (تشبع) ما، تطلق العنان للشعور بالحرمان او العوز، ولذا فإن الادمان على التبغ الذي يؤدي الى تحرير كمية كبيرة من الدوبامين في “دارة المكافأة”، يقود دماغ المدخن الى الارتباط بأحداث وبسلوكات تتعلق باللذة رغماً عنه، فعلى سبيل المثال، ترتبط بعض التصرفات اليومية للفرد، كتناول فنجان من القهوة بعد تناول وجبة الغداء، والتحادث بين الأصدقاء، أو تناول كوب من العصير، بالرغبة في تدخين السجائر بل تعتبر هذه العادات إن لم يصاحبها حرق سيجارة، بمثابة العذاب الشديد للمدخن المتوقف عن التدخين.
ويقول عدد من المدخنين انهم يكونون أكثر مقاومة من الناحية النفسية عندما “يحرقون” سيجارة. ويبدو ان هذا الانطباع له اساس فعلي، فطبقاً لعدد من الدراسات المستندة الى سلسلة من الاختبارات الادراكية، يلاحظ ان للنيكوتين تأثيرات ايجابية على الانتباه والذاكرة، وعلى مزاج المدخنين الذين فطموا أنفسهم عن التدخين، ويقول إيفان برلان ان للتدخين فائدتين على المدخن فهو يمنحه دعماً نفسياً ايجابياً وسلبياً في آن واحد ولذا نجد لسان حاله يقول: “عندما أدخن، فإن حالي يكون جيداً وإن لم أدخن، فإن حالي لا يكون جيداً، ولذا يجب ان أدخن”. وهكذا نجد ان مجرد ثلاث رشفات من السيجارة كفيلة بتغير حالة المدخن السيئة الذي يشعر بالضيق النفسي، الى حالة افضل، ما يعني ان الخلايا العصبية لدى هذا المدخن تكون متعطشة بل وجائعة للنيكوتين ومن هنا يجب القول ان التوقف عن التدخين ليس امراً مستحيلاً، بل يمكن تشبيهه بالوظيفة المعطلة فقط.
وثمة طرق عدة ناجعة استخدمت من قبل المدخنين بهدف التوقف عن هذه العادة، وقد اظهر بعضها فعالية كبيرة، ولذا ذهب الباحثون الى القول بأن مسألة التوقف عن التدخين ليست مسألة ارادة فحسب، بل الأمر أعقد من ذلك بكثير.
طرق الانفطام
في العام ،1998 أجرى عدد من الاطباء والباحثين تجارب عدة على بعض الطرق التي تبين من خلال التجربة أنها ناجعة في مساعدة المدخنين على فطام انفسهم عن التدخين، وتوصل هؤلاء الى نتيجة مفادها بأنه لا يوجد حل سحري (معجزة) وإنما يعتمد الأمر على بعض الموالفات العلاجية الفعالة، لأن التوقف عن التدخين لن يؤدي بالضرورة الى الامتناع الدائم عن هذه العادة في المستقبل، نظراً لأن مواجهة مسألة الادمان على النيكوتين وحدها تكاد لا تكفي او لا تأتي بالنتيجة المطلوبة، وقد لوحظ من خلال التجربة ان 5% فقط من المدخنين، قادرون على الالتزام ومقاومة السيجارة بعد سنة من توقفهم عن التدخين.
ويذكر البروفيسور جيلبير لاجري أن الادمان على التبغ يمثل حالة من الاضطراب المزمن عند الشخص، اذ يمكن للمدخن ان يكون سعيداً في سيجارته لسنوات عدة، ومع ذلك يمكن لهذا الشخص ان يصل الى وقت تصبح فيه السيجارة بالنسبة له شيئاً غير ذي بال على الاطلاق، ولذا نجد بأنه يرغب بشدة في التوقف عن هذه العادة، لكنه متذبذب في قراره. وتظهر بعض الدراسات ان استماع هذا الشخص لنصيحة الطبيب او الصيدلي او حتى طبيب العلاج الطبيعي، كفيل بأن يساعده على اتخاذ القرار الصائب والتوقف سريعاً عن التدخين.
وما أن يصل الأمر الى اتخاذ القرار النهائي وسحق السيجارة تحت قدم المدخن، حتى تطل المشاكل الأولى برأسها لأن متزامنة الفطام ستبدأ عملها خلال ساعات للوصول الى ذروتها بعد فترة تتروح بين 24 - 48 ساعة. وفي هذه الاثناء يكون المدخن قد وقع في حالة من الغضب والنزق والشعور بالحرمان والضغط النفسي والقلق والتوتر وعدم التركيز وعدم القدرة على النوم وربما السعال. والى جانب ذلك، يشعر المدخن بالجوع ويميل الى تناول الحلويات بشراهة. وأمام هذه الحالة النفسية السيئة، يجد المدخن نفسه وقد عاد الى سيجارته من جديد.
ولاشك ان الأمر يعود الى نقص النيكوتين الذي يحدث اضطراباً في الوظائف الدماغية، الا ان الأطباء يقولون ان هذه الأعراض تنتهي خلال عدة اسابيع فقط، ان تمكن المدخن من السيطرة على حالته النفسية، لكن ذلك لا يمنع ان تستمر حالة النزق والشعور المفاجىء برغبة في التدخين الى بضعة أشهر اخرى، خاصة عندما يكون المرء في العمل او خرج في نزهة مع بعض الاصدقاء.
وثمة حالات تصبح فيها السيجارة دعامة يستند المدخن إليها في حياته اليومية حيث نجده يشعل سيجارته عند الاستيقاظ، وعند الخلود الى النوم، او عندما يريد مواجهة الضغوطات النفسية اليومية، هذا دون ان ننسى الحالات الاخرى التي غدت كعادات طبيعية، كاشعال سيجارة وتناول فنجان من القهوة او الانتهاء من محادثة هاتفية متوترة. ويلاحظ ان هذه الحالات تنطبع في سلوك المدخن، ولذا عليه ان يتعلم كيف يتخلص منها او ينساها. ولكن هل يمكن القول ان الفشل متوقع مسبقاً؟
يقول الأطباء، بالطبع لا، لأنه لا توجد حلول سحرية حتى الآن، ولكن نظراً لوجود استراتيجيات مرحلية لتقييم حالة المدخن، فإنه من الممكن ان نتوقع التوصل الى علاج ناجع بفضل القاعدة الذهبية التي تقول: إن آلية التوقف عن التدخين لابد ان تكون ذاتية او تعتمد على القرار الشخصي للمرء بالاضافة الى نصائح الآخرين.
والمعروف وفقاً للاخصائيين ان مرحلة التقييم المرحلية تعتمد على اختبار يسمى اختبار “Fagerstrom” وهو اختبار يحدد نسبة اعتماد الشخص على النيكوتين وعلى العلاقة بين كمية التسمم بالمادة التبغية وطريقة استهلاك السجائر (التدخين عند الاستيقاظ من النوم، او حرق علبة سجائر في اليوم). علاوة على ذلك يمكن من خلال قياس نسبة احتواء الدم واللعاب على النيكوتين او احد مشتقاته (الكوتينين)، معرفة نسبة التسمم بالمواد التبغية ووجود أول أكسيد الكربون في الهواء المستنشق.
ويرى الخبراء ان استراتيجية التوقف عن التدخين لابد ان تأخذ بالاعتبار عوائق اخرى ترتبط بعلاقة مع المدخن نفسه، كتاريخ حياته العائلية والشخصية ومدى ارتباطه بالاضطرابات النفسية او بتعاطي المشروبات الكحولية. ويوصي الأطباء بعدم بدء مرحلة الانفطام عن السيجارة في حالات التعرض للضغوط النفسية الشديدة، بل يجب ان يؤمّن المدخن لنفسه مساندة من ميحطه، كما عليه ان يجد طرقاً بديلة يلجأ اليها ساعة يشعر بأنه راغب في اشعال سيجارة، كأن يشرب كوباً من الماء مثلاً، وثمة حبوب مصنوعة من الجلوكوز يطلق عليها “Habitrol Stop-Emvie” تساعد المدخن على عدم ازدياد وزنه كما تساعده على التقليل من شعور الحاجة الى السيجارة خلال اليوم.
ويحذر الأطباء من أن زيادة الوزن يمكن ان تكون بمثابة الضربة القاضية لقضية التوقف عن التدخين، خاصة اذا بلغت هذه الزيادة 10 كيلوجرامات وأكثر. وينصح هؤلاء بضرورة اللجوء الى اخصائيي التغذية ليباشروا بعمل نظام غذائي رادع، هذا إن لم ينجح اسلوب ممارسة النشاطات الرياضية الدورية. ويمكن للمدخنين المصابين بالقلق والحصر النفسي، التوجه نحو طرق الاسترخاء وتقنية مقاومة الألم(Sophrologie) في حين يمكن للبعض الآخر التوجه نحو الطب النفسي او العلاج السلوكي.
التدخين والتنويم المغناطيسي والإبر الصينية
أما على المدى الطويل، فلابد من متابعة طرق اخرى في العلاج للتخلص من التدخين كاستخدام بدائل النيكوتين، ويمكن لهذه البدائل تخفيف “متزامنة العوز” عند المدخنين المدمنين، كما يمكن اللجوء الى العلاجات السلوكية والادراكية (الفكرية) التي تعالج مسألة العادات السلوكية المتكررة من قبل المدخن وتعزز لديه مقاومة الضغوطات الناتجة عن البيئة المحيطة، وفيما يتعلق بالتنويم المغناطيسي والعلاج بالابر الصينية، فإنها تقنيات تساهم في تخفيف الشعور بالحاجة الى التدخين، لكنها تقنيات لم يتم التثبت من فعاليتها بعد.
آليات التوقف عن التدخين
يقول الخبراء ان الآليات السيكولوجية التي تقود المدخن الى الامتناع عن التدخين تدخل ضمن سياق معقد. ومنذ ثلاثين سنة يعمل هؤلاء على مراقبة هذا السياق الذي يخضع للتغير الدائم وذلك وفقاً لسلوك الفرد. ويقول ايفونيك نويل الاستاذ المحاضر في جامعة رين الثانية في مادة علم النفس التجريبي، ان النتائج التي توصل اليها الباحثون، تثبت، بأنه على المدخنين التوقف عن الاعتقاد بالفكرة القائلة إن الإرادة وحدها تكفي للتوقف عن التدخين، لأن الانفطام الناجح ما هو الا نتيجة لتطور شخصي متتابع المراحل حيث يواجه الشخص عقبات كثيرة يتمثل أهمها، في العودة الى الوراء في غالب الأحيان، إن تخطى مرحلة من المراحل.
وفي هذا السياق يمكن للشخص التعرف الى الطرق البديلة المناسبة له للتوقف عن التدخين. وفي سبعينات القرن العشرين أجرى اخصائي علم النفس، الأمريكي جوزيف بروشاسكا دراسات تتعلق بمدخنين توقفوا عن هذه العادة دون مساعدة أو تدخل خارجي، وأظهرت الدراسة انسياق التطور لدى هؤلاء يمر بخمس مراحل: تبدأ المرحلة الأولى بشعور المدخن بعدم رغبته في التوقف عن التدخين، وتنتهي بالمرحلة الخامسة المتمثلة بتوقفه التام عن هذه العادة بعد 6 أشهر.
ويمكن للمدخن أن يتخطى المراحل الخمسة برمتها تحت ضغط العديد من التغيرات والتطورات التي يمر بها وذلك إما عن طريق حدوث تغير طريقة تفكيره جراء فهمه الجيد لمخاطر التدخين على محيطه العائلي أو حدوث تغير في سلوكه، حيث يشرع في تنظيف منزله ومحيطه الذي يعيش فيه من كل شيء يذكّره بالتبغ أو بالسيجارة. وربما يصل المدخن خلال المسار الطويل الذي قاده الى الإقلاع عن التدخين، الى الحقيقة الكبرى لمخاطر التدخين ومدى تأثيره في صحته شخصياً، كما يمكنه ان يدرك انه بإشعال السيجارة سوف يتعدى على حرية الآخرين.
ولا شك ان جميع هذه الضغوطات والحقائق، ستدفعه الى الاقلاع عن التدخين، مع تعرضه في البداية الى صراع فكري او تناقض بين وعيه الحقيقي بالآثار السلبية للتبغ، وبين استمراره في اشعال السجائر. ولكي يتمكن المدخن من تخفيف الضغوطات المتزايدة عليه جراء هذا الشعور بالتناقض، فإن الحل الوحيد الذي يتبقى لديه يتمثل في البدء في تخفيف استهلاكه للسجائر مع تأخير اشعال السيجارة الأولى.
وهكذا نرى ان طبيعة مسار التغيرات الحادثة عند المدخن التي تعمل على دفعه نحو اتخاذ القرار الصائب، تستند الى رد الفعل الحقيقي من جهته، فهو يبحث عن مساندة من محيطه ويتطلع الى ايجاد بدائل اخرى عن التدخين كممارسة الرياضة مثلاً.
ومن الأهمية بمكان ان نعلم، أن وصول المدخن الى المرحلة الرابعة يعتبر من الأمور الاساسية لأن نسبة بلوغ المرحلة الخامسة المتمثلة في مرحلة الانفطام الدائم عن السيجارة تصبح أعلى بكثير مما لو فكّر المدخن بالرجوع الى المرحلة الثالثة. ولو استطاع المدخن بالفعل تخطي مرحلة عدم الاعتماد على النيكوتين، فإن فرص نجاحه في بلوغ مرحلة الانفطام تغدو ثابتة ولارجعة عنها، وبالنظر الى هذه النتائج ربما يتساءل البعض عن ماهية المقاربة العلاجية المثالية للتوقف عن التدخين.
يقول ايفونيك نويل “كي نتمكن من علاج المدخنين الذين لم يقرروا بحق التوقف عن التدخين، فإن الميل الى الاستراتيجيات التخويفية الكلاسيكية تعتبر من اكثرها فعالية لأنها تساهم في تكوين ذلك الصراع الادراكي لدى المدخن والذي يعتبر بحد ذاته مصدر التشجيع الفعلي له كي يتوقف عن التدخين.
تأثير العوامل الوراثية
ويعتقد الباحثون بأن الناس ليسوا سواسية امام التبغ، فالبعض لا ولن يدخنوا على الاطلاق، في حين يبدأ البعض الآخر بالتدخين مبكراً، اما فيما يتعلق بأصحاب الطائفة الثالثة، فإنهم لن يتمكنوا من التوقف عن التدخين.
ولكي يفسر الباحثون هذا الاختلاف ازاء مركب وحيد (التبغ)، فإنهم يلجؤون الى علم الوراثة حيث يرى هؤلاء أن ثمة ثلاث طوائف كبيرة من العوامل الجينية المعروفة حتى الآن، حيث تتعلق الطائفة الاولى بالجينات المختصة بعمليات بناء وهدم مركبات التبغ. ويعتقد الباحثون ان الاشخاص المنتمين لهذه الطائفة لديهم الميل الى التدخين بنسبة قليلة ولهم القدرة على التوقف عن التدخين بشكل سهل لأن عمليات تمثيل مركبات التبغ لديهم تكون بطيئة، ويحملون نسخاً متبدلة عن الجين ذي الشيفرة (P450) وهو بروتين بسيط يساهم في افساد النيكوتين وإتلافه.
وفيما يتعلق بالطائفة الثانية فتضم حتى اليوم 21 جيناً مشفراً، وهي جينات موجهة لأهداف مختلفة حيث تعمل وكأنها مستقبلات نيكوتينية. ويبدو ان تلف هذه الجينات يثير لدى البعض ميلاً متأخرا نحو التدخين.
وأخيراً تلعب مجموعة من الجينات دوراً مهماً في عملية الاستجابة للبيئة المحيطة (كالضغط النفسي، والتذوق، والروائح) باعتبارها عوامل وراثية مؤثرة في الإدمان على تعاطي السجائر ومنتجات التبغ.
ويرى البروفيسور جون بول تاسان ان الدراسات الحديثة تثبت بشكل قاطع ان الادمان على النيكوتين المحض غير موجود بالفعل، لأنه ليس المادة التبغية الوحيدة التي تؤدي الى الإدمان بل ثمة مواد موجودة في الدخان الخارج عن عملية احتراق السيجارة تعرف (ببيتا كاربولين القلوية) او الاسيتالدهايد، حيث تعمل هذه المركبات على كبح الانزيمات المعروفة باسم “خمائر التأكسد ذات الأحماض الأمينية الأحادية”. وأظهر العديد من الدراسات ان انخفاضاً مزمناً يحدث لنشاط الانزيمات عند المدخنين علماً بأن لهذه الانزيمات تأثيراً رئيسياً في عملية نقل وتنظيم الوسائط العصبية حيث تقوم بتدمير هذا النوع من الرسائل الكيميائية (الدوبامين والسيروتوفين والنورأدرنالين) وذلك في حالة وجودها بكميات زائدة في مناطق التشابك العصبي. وتعمل الكابحات الموجودة في التبغ على منع تعرض الرسائل الكيميائية من التلف او التدمير، كما أنها تساهم في تنشيط الدوبامين الموجود في النيكوتين.
لقاح ضد التدخين
يقوم مبدأ عمل اللقاح المضاد للتدخين على استثارة الدفاعات الطبيعية ضد النيكوتين. الجدير بالذكر ان النيكوتين لا يثير بمفرده أية حصانة لكن لوحظ انه عندما يتحد بجزيء ناقل او حامل، فإن ذلك يؤدي الى انتاج اجسام مضادة عند فئران المختبر، حيث تقوم هذه الأجسام بالتقاط النيكوتين الموجود في الدم، مما يؤدي الى انقاص كمية النيكوتين في الدماغ. ويعني ذلك ان تأثيراته في سلوك الفأرة قد اصبحت خفيفة، ولكن هل ستؤدي هذه الطريقة الى القضاء على مشكلة الإدمان واللذة عند الرجل المدخن؟
في هذا الصدد شرع باحثون من مؤسسة Nicvax وCxemova في شهر اغسطس/آب من العام ،2003 بإجراء تجارب اكلينيكية على المدخنين لمعرفة ما اذا كانت التجارب التي اجريت على فئران المختبرات، ذات فائدة ولها آثار ايجابية في الانسان.
ومن المتوقع ان تتمخض هذه التجارب عن انتاج لقاح يساعد المدخنين على بلوغ مرحلة الانفطام ولكن ذلك لن يكتمل قبل عدة سنوات ولن يقضي بالكامل على الشعور بالحاجة الى التدخين لأن اللقاح لن يستطيع القضاء على الضغوطات النفسية للبيئة المحيطة التي تدفع المرء في الغالب نحو التدخين.
-25-
البدانة والتدخين
آفتان تعجلان بالشيخوخة
فقد توصل الباحثون إلى أن الأشخاص الذين يدخنون السجائر أو الذين يعانون من السمنة تكون لديهم الأغطية الطرفية لكروموسومات الخلايا أقصر، ما يجعلهم يبدون أكبر سنا بيولوجيا من نظرائهم الأنحف وغير المدخنين.
ويتقلص غطاء الكروموسومات مع كل انقسام للخلية. ويرتبط قصر أغلفة الكروموسومات بالشيخوخة ما يعضد الاعتقاد بأن هذه الأغطية تكمن فيها أسرار عملية الشباب والشيخوخة. ومع كل تراجع لغطاء الكروموسوم يصبح هذا الصبغي غير مستقر وتتزايد خطورة تعرضه للتطفر.
قال تيم سبكتور من مستشفى سانت توماس في لندن إن البدانة والسجائر تتسبب في زيادة أنشطة الأكسدة التي تؤدي بدورها مع مرور الوقت إلى اهتراء هذه الأغلفة التي ربما تكون السبب في التعجيل بالشيخوخة، وتفسر سبب إصابة الناس بأمراض القلب وداء السكري والتهاب المفاصل والأمراض الأخرى المتعلقة بالشيخوخة.
وزيادة أنشطة الأكسدة عبارة عن تلف يلحق بالخلايا والحمض النووي وتتسبب فيه الشوارد الغريبة وهي جزيئات كيميائية ذات شحنة كهربية موجودة في البيئة كما تتخلف عن عمليات التمثيل الغذائي بالجسم.
ولدى مقارنة طول أغلفة الكروموسومات في عينات دم لبريطانيات عددهن 1122 وتتراوح أعمارهن بين 18 و76 عاما، تبين أن نحو 120 منهن يعانين من البدانة و531 لم يدخنّ قط و203 منهن مدخنات و369 منهن أقلعن عن التدخين.
وتوصل العلماء إلى أن النقص في طول غطاء الكروموسوم يعد مؤشرا لمقدار البدانة التي تعاني منها السيدة ومقدار السجائر التي تدخنها.
وهناك فرق بين البدانة والنحافة يعادل 8.8 سنوات في التعجيل بمظاهر الشيخوخة، كما أن السمنة التي يعاني منها نحو 300 مليون شخص في أنحاء العالم تزيد من خطورة التعرض لأمراض السكري والقلب والسكتة الدماغية وأمراض أخرى.
أما فيما يتعلق بالتدخين فتتسارع لدى السيدات المدخنات حاليا أو سابقا مظاهر الشيخوخة بواقع 4.6 سنوات. ويعجل تدخين علبة سجائر يوميا لمدة 40 عاما بمظاهر الشيخوخة نحو 7.4 سنوات.
والتدخين سبب رئيسي لسرطان الرئة ويزيد أيضا من خطر التعرض لأمراض القلب، كما أن مدخني السجائر يوافيهم الأجل قبل نظرائهم غير المدخنين بعشر سنوات، لكن التوقف عن التدخين يمكن أن يقلل هذا إلى النصف.
-26-
التدخين يسبب خسارة تقدر 92 مليار دولاء للأمريكيين
كشفت دراسة لمركز مراقبة ومنع الأمراض الأمريكي عن أن حالات الموت التي حدثت جراء التدخين خلال الفترة بين عامي 1997، و2001 كلفت الولايات المتحدة 92 مليار دولار بسبب الإنتاجية المفقودة.
وقالت الدراسة إن التدخين يخفض العمر المتوقع بمتوسط 14 عاما نتيجة لإصابة المدخنين بأمراض سرطان الرئة، والقلب، وأمراض أخرى، وفقا لتقرير وكالة الأسوشيتد برس.
ولم تقدم الدراسة تقديرات بشأن تكاليف الرعاية الطبية للأمراض المتعلقة بالتدخين خلال الفترة ذاتها، وإن أشارت إلى أنها تبلغ 75.5 مليار دولار خلال عام 1998 فقط.
وكشفت الدراسة عن أن 438 ألف شخص توفوا كل عام، خلال الفترة محل الدراسة، بسبب التدخين المباشر، أو التدخين السلبي عبر مرافقة المدخنين.
ومن جهة أخرى، أظهرت دراسة قام بها مجموعة من الباحثين من جامعة هارفرد، أن شركات تصنيع السجائر طورت وسائل خاصة لاجتذاب النساء وتشجيعهن على التدخين.
وتقول الدراسة إن هذه الشركات استعملت طرقا مختلفة ومعقدة، منها استعمال فكرة السجائر التي تحمل طعم الشوكولا، وتخفف من الشهية للأكل.
وراجع الباحثون، قرابة سبعة ملايين من الوثائق المتعلقة بتفاصيل عن محاولات منتجي التبغ استدراج النساء بكل الطرق.
ويرى المشرف على هذه الدراسة، أن شركات التبغ ذهبت بعيدا في تحاليلها، إلى ما وراء فكرة حملات التسويق والترويج.
ويضيف "لقد قاموا بأبحاث كثيرة ومعقدة، وعلى النساء أن يعرفن إلى أي مدى تحاول شركات تصنيع التبغ الوصول اليهن."
وكشف التقرير عن دراسة تعود لعام 1987 قامت بها شركة "فيليب موريس"، تبين أهمية إنتاج سيجارة طويلة ورفيعة، تعطي الانطباع بأنها "صحية" إلى حد ما.
وتستند هذه الدراسة إلى أن معظم المدخنين لا يدركون تماما مدى النيكوتين في ما يدخنون، والسيجارة الطويلة والرفيعة تعطيهم انطباعا بأنهم يستهلكون تبغا أقل.
وتضيف الدراسة أن الوثائق الموجودة لديها لا تدل على أن شركات التبغ قد توقفت عن استدراج النساء أو ايجاد طرق جديدة لتشجيعهن على التدخين.
-27-
تدخين الحوامل
يؤثر سلبا على سلوكيات أطفالهن
يقول باحثون إن تدخين الأمهات الحوامل قد يزيد احتمالات تبني أطفالهن لسلوك مناهض للمجتمع.
وقال الباحثون إنه توجد علاقة "صغيرة لكن ملحوظة" بين تدخين الأمهات الحوامل وبين ظهور أعراض السلوك المتمرد والاضطراب المصحوب بتشتت الانتباه وفرط النشاط على مواليدهن.
وخلصت الدراسة التي شملت 1896 من التوائم إلى أن نسبة ظهور هذه الأعراض ترتفع بزيادة عدد السجائر التي دخنتها الأم أثناء الحمل.
ونشرت نتائج الدراسة التي أجراها معهد الطب النفسي في الدورية البريطانية للطب النفسي.
وقال الباحثون إن هذه النتائج لا تعني وجود علاقة بين السلوك المتمرد وبين الاضطراب المصحوب بتشتت الانتباه وفرط النشاط، لكن يعرف أن الأخير يزيد احتمالات ظهور أعراض السلوك غير الاجتماعي.
وكانت دراسات أخرى قد اشارت إلى وجود صلة بين كل من السلوك غير الاجتماعي والاضطراب المصحوب بتشتت الانتباه وفرط النشاط وبين تدخين الأمهات الحوامل.
لكن لم يتضح ما إذا كان ازدياد احتمالات ظهور السلوك غير الاجتماعي مرتبطا بالاضطراب المصحوب بتشتت الانتباه وفرط النشاط أكثر من ارتباطه بتدخين الأمهات الحوامل.
عوامل اجتماعية
وبالرغم من أن الاعتقاد بأن الاضطراب المصحوب بتشتت الانتباه وفرط النشاط عامل طبي مهم، فإنه غالبا ما ينحى باللائمة في السلوك المتمرد على عوامل اجتماعية.
وأرسل فريق من معهد الطب النفسي في لندن استبيانا إلى آباء 723 توأما متماثلا و1173 توأما غير متماثل.
وطلب من الآباء تقديم معلومات عن عاداتهم المرتبطة بالتدخين وعن سلوك أبنائهم.
ويصنف السلوك على أنه مناهض للمجتمع إذا حاول الطفل مضايقة وتخويف الأطفال الآخرين، أو قام بتدمير ممتلكاته أو ممتلكاتهم، أو اكتسب عادة سرقة الأشياء، أو دأب على الكذب أو عصيان الأوامر.
وقالت ثلث الامهات اللائي شملهن الاستبيان إنهم قمن بالتدخين أثناء الحمل.
وجاءت نتيجة الاستبيان أن أقلية صغيرة من الأطفال - من 4 إلى 11% - ظهرت عليهم أعراض السلوك المناهض للمجتمع أو المصحوب بتشتت الانتباه وفرط النشاط.
وعندما درس الباحثون تأثير تدخين الأمهات الحوامل، خلصوا إلى أنه أسهم بقدر صغير لكن ملحوظ في ظهور هذه الاضطرابات السلوكية.
وزادت نسبة ظهور هذه الأعراض بزيادة عدد السجائر التي دخنتها الأمهات الحوامل.
وقال الباحثون إنه توجد عدة تفسيرات لهذه العلاقة، والتي تشمل الآثار المباشرة لتدخين التبغ على تطور نمو الجنين.
وقالت الدكتورة تانيا باتون، التي قادت فريق البحث: "أكثرها شيوعا هو تأثير النيكوتين على نمو مخ الجنين، والذي غالبا ما يسفر عن إعاقة للجهاز العصبي.
"كما أن تدخين الحامل قد يقلص كمية الأوكسجين التي تصل إلى الجنين، وهو ما قد يؤثر بدوره على سلوكه في مراحل لاحقة من العمر."
وبرغم أن عوامل أخرى غير التدخين تلعب دورا أكبر في ظهور أعراض هذين الاضطرابين السلوكيين، السلوك غير الاجتماعي والاضطراب المصحوب بتشتت الانتباه وفرط النشاط، فإن الباحثين ينصحون أي حامل بتجنب التدخين.
وقال البروفيسور إيريك تيلور من معهد لندن لطب النفسي، معلقا على الدراسة: "إنها تظهر أن هناك تأثيرا حيويا على اضطرابات السلوك، وهذا شيئ من المفيد معرفته.
وأضاف تيلور: "بالطبع، نحن نعلم ان الحامل يجب ألا تدخن لأسباب صحية عديدة. إنه يتعلق بالجرعة، فكلما زاد التدخين كلما زادت الاحتمالات، وقد يكون لذلك تأثير مباشر على نمو الأجنة."
كما أشار تيلور إلى احتمال أن الامهات يورثن الجينات الخاصة بالسلوك غير الاجتماعي لأطفالهن.
28-
المدخن أكثر عرضة لفقدان البصر
حذر خبراء بريطانيون من أن المدخن أكثر عرضة لفقدان البصر في مرحلة متقدمة من العمر بمقدار الضعف عن غير المدخن، ولكن العديد من المدخنين مازالوا غير مدركين لمخاطر التدخين على أبصارهم.
وطالب خبراء، من المعهد الملكي لمكافحة فقدان البصر وتحالف مكافحة ارتباط فقدان البصر بتقدم العمر AMD ، بوضع تحذير خاص على علب السجائر.
ومن المرجح أن يطالب الخبراء الحكومة البريطانية بتمويل حملة توعية من مخاطر التدخين، فضلا عن فرض حظر شامل على التدخين في الأماكن المغلقة.
ويذكر أن AMD، إرتباط ضعف البصر بالسن، يتطور بعد الأربعين ويؤثر على مركز شبكية العين، وهو السبب الرئيسي لضعف البصر في بريطانيا حيث يعاني منه 500 ألف شخص من بينهم 54 ألفا تطورت لديهم الحالة بسبب التدخين.
عدم معرفة
وقال تقرير أصدره التحالف إن سبعة من بين كل 10 مدخنين سيتوقفون عن التدخين نهائيا (41 بالمئة منهم) أو يقلصون استهلاكهم (28 بالمئة) إذا اعتقدوا أن هذه العادة ستؤثر على أبصارهم.
وقالت متحدثة باسم وزارة الصحة البريطانية "إننا نعلم أن تغيير عادات الناس يتطلب التعامل مع الحقائق بشأن التدخين، بالاضافة إلى مساعدة المدخنين على الاقلاع".
وأضافت قائلة "ومع ذلك فإن الرأي العام أقل تأييدا لحظر التدخين في كل الحانات". وأشارت إلى أن وضع عبارات التحذير على علب السجائر أمر تحدده المفوضية الأوروبية.
وقال الاتحاد الطبي البريطاني إنه يؤيد وضع تحذير على علب السجائر.
-29-
قليل من التدخين
لا ينجي من خطر سرطان الرئة و أمراض القلب
رغم أنك لا تدخن إلا من واحدة إلى أربع سجائر في اليوم، فإن ذلك كاف لمضاعفة خطر الموت بسبب أمراض القلب والشرايين وسرطان الرئة.
هكذا لخصت صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية في عددها اليوم دراسة مطولة من حيث الزمان حول أخطار التدخين على المستهلكين ولو كان استهلاكهم قليلا جدا.
واستهلت الكاتبة مارتين بيريز مقالها المركز بسؤال وجواب "هل تدخن؟"، "في الواقع لا أتجاوز سيجارتين أو ثلاثا كل يوم"، ثم استرسلت في استعراض نتائج الدراسة التي توصلت إلى أن مجرد تدخين سيجارة واحدة إلى أربع يكفي أن يضاعف من احتمال خطر الموت ثلاث مرات بسبب أزمة قلبية حادة أو سرطان الرئة".
وأضافت أنه لأول مرة انكب باحثون نرويجيون على مراقبة ودراسة حالات صغار المدخنين (هم صغار من حيث عدد السجائر وليس من حيث العمر)، وهم من الذين يظنون أنهم بمنأى عن تداعيات التدخين وآفاته، وذلك في الوقت الذي دأبت فيه الدراسات العلمية السابقة على متابعة حالات المكثرين من التدخين بمعدل علبة في اليوم أو أكثر، وظلت المقادير الضئيلة من الدخان معتبرة -حتى من لدن الأطباء- غير ذات خطر.
وأشارت الكاتبة إلى أن الخبر الذي نشرته أمس مجلة "طوباكو كونترول" البريطانية نقض هذا الاعتقاد. وشمل البحث المشار إليه نحو 23 ألف رجل وامرأة يعيشون في السويد ويبلغون من العمر ما بين 35 و49 عاما، وكلهم متطوعون منذ نحو 20 إلى 30 عاما، خضعوا لمتابعة دقيقة تمكن عقبها الباحثون من إحصاء كل العوامل المؤدية إلى خطر الإصابة في القلب والشرايين. وكان يجري الكشف عليهم بانتظام إلى غاية عام 2002 لقياس مستوى التبغ في أجسامهم وتردد السرطانات وأمراض القلب والشرايين والوفاة عليهم.
وأثبتت النتائج كما هو معروف أن نسبة الوفاة بمرض في القلب أو الشرايين أو بمرض سرطان الرئة تزداد كلما ارتفعت نسبة استهلاك التدخين. وخلصت الدراسة إلى أن الذين يكثرون من السجائر حتى يتجاوزا علبة واحدة في اليوم معرضون لأخطار الأمراض والموت بمعدل 33 ضعفا بالنسبة للرجال وبمعدل 27 ضعفا بالنسبة للنساء، وذلك مقارنة مع الذين لا يدخنون.
وتؤكد هذه النتائج أن المقلين في التدخين معرضون للأخطار المذكورة بنسبة ثلاثة أضعاف سواء في ذلك الذكور أو الإناث.
-30-
التدخين
يخفض انزيمات ضغط الدم
توصل بحث طبي نشر مؤخرا في دورية طبية إلى أن التدخين يؤدى إلى خفض انزيم مهم في الرئتين يساعد في تنظيم ضغط الدم .
و أعد الدراسة مختبر بروكهيفن الوطني التابع للحكومة الأمريكية ونشرت في دورية الطب النووي أن الباحثين استخدموا أنواعا متطورة من الأشعة ومادة اقتفاء كيميائية لإظهار أن نسب انزيم مونوامين اوكسيداس تقل بنسبة 50 بالمائة في رئات المدخنين.
ويعتقد أن المعدل المنخفض من الانزيم يضعف وظائف الرئة وكذلك التحكم في ضغط الدم.
وقالت كبيرة الباحثين الدكتور جوانا فاولر إن تأثير التدخين على صحة البشر هائل غير أن أحدا لا يعرف الكثير عن التأثيرات الدوائية للتدخين على الجسم البشرى بعيدا عن تأثيرات النيكوتين.
وحلل باحثون مستويات الانزيم في أجسام تسعة من المدخنين وتسعة من غير المدخنين.
وأظهرت الأشعة الدقيقة أن مستويات الانزيم كانت متشابهة في جميع الأعضاء السطحية للجسم في المجموعتين فيما عدا الرئتين.
كما أظهر التحليل أن رئات المدخنين تحتفظ بمادة الاقتفاء الكيميائية لمدة أطول من غير المدخنين وأن إيصال مادة الاقتفاء إلى مجرى الدم الشرياني أبطأ كثيرا لدى المدخنين وخاصة خلال الدقائق الأولى القليلة بعد حقنهم.
وتدلل هذه النتائج على أن المدخنين وغير المدخنين يتجاوبون بشكل مختلف مع المواد الأخرى التي تدخل أجسادهم من خلال مجرى الدم بما في ذلك العقاقير العلاجية وعقاقير التخدير وغيرها.