-31-
عادة التدخين أو شرب الكحول
يكتسبها الأبناء من الآباء
وجدت دراسة علمية إن الأطفال في مرحلة ما قبل الدراسة أكثر عرضة لاكتساب عادات أولياء الأمور من تدخين وشرب للكحول.
وتمحورت الدراسة، التي شارك بها حوالي 120 طفلاً تتراوح أعمارهم بين الثانية والسادسة بالإضافة لباحث قام بإسناد دور "باربي" أو الدمية "كين" لكل المشاركين، على مراقبة عملية تسوق الأطفال في محل تجاري مزعوم.
وأتيح للأطفال المشاركون حرية اختيار 133 من البضائع المصغرة من سجائر وفواكه وخضروات ومقبلات ومشروبات كحولية وذلك بملء كبونات شراء.
وجاءت نتائج التسوق بمثابة مفاجأة لأولياء الأمور وفق الباحثة المساعدة في الدراسة مادلين دالتون من كلية طب "دارتموث"
ولجأت الشريحة العظمى من الأطفال المشاركين - 60 في المائة - إلى شراء الكحول فضلاً عن لجوء 28 في المائة لشراء السجائر.
ووجدت الدراسة إن احتمالات شراء أطفال المدخنين للسجائر ترتفع إلى أربع أضعاف كما ترتفع احتمالات شراء الأطفال الذين يحتسى أحد والديهم الخمر، إلى ثلاث أضعاف.
وطلبت طفلة في الرابعة من العمر سجائر بحجم دمية الباربي من مركز التسوق المزعوم وهي تردد "أريد سجائر إلى رجلي.. أليس هذا ما يحتاجه الرجال."
فيما عرض طفل في السادسة على دمية تدخين سيجارة قائلاً "عزيزتي.. هل لك بالتدخين..هذا ما أحبه للغاية."
وتزايدت نزعة شراء الكحول بمعدل خمسة أضعاف، بين الأطفال الذين سبق لهم مشاهدة أفلام للبالغين.
وتؤكد الدراسة على أهمية حرص الوالدين في اختيار نوعية الأفلام التي يشاهدها أطفالهم، بحسب ما أشار كريغ أندرسون الذي يدرس عنف الإعلام في جامعة إيوا.
وقال أندرسون "الأطفال ليسوا سوى الآلات تعليم مصغرة.. يلتقطون كل المشاهد التي تعرض أمامهم."
وتقترح الدراسة أن تتركز جهود وقاية الأبناء من العادات السيئة وهم في سن الطفولة.
32
مضغ التبغ يؤذي نطف الرجل
يبدو أن هناك صلة محتملة بين مضغ التبغ ومشاكل النطاف، وذلك حسب دراسة اجريت مؤخرا في مركز كليفلاند لأبحاث العقم والوظائف الجنسية، بالولايات المتحدة.
واعتمدت الدراسة إجراء البحث على 638 رجلا في عيادة للعقم في بومباي - الهند، حيث كانوا جميعا ممن يمضغون التبغ لمدد تراوحت مابين 4 - 10 سنوات.
ويقول الباحثون:" هناك نسبة عالية من سكان الهند مدمنين على هذه العادة."
وقد تم تقسيم الرجال في الدراسة إلى ثلاث مجموعات: الأولى (خفيفة) حيث يمضغ اصحابها التبغ أقل من ثلاث مرات يوميا، والثانية (متوسطة) إذ مضغ التبغ يتم ثلاث إلى ست مرات يوميا، وأخيرا، (شديدة) كون مضغ التبغ يتم في أكثر من ست مرات يوميا.
رجال المجموعة الاخيرة كان النطاف لديهم هو الاسوأ نوعا والأقل عددا، إذ تبين أنه كلما زادت نسبة مضغ التبغ، كلما ساء حال النطاف لديهم، حسب نتائج الدراسة العلمية.
وبما أن هذه الدراسة لم تتضمن ايا من الرجال الذين لا يمضغون التبغ، فلا يزال الباحثون بحاجة إلى تأكيد هذه النتيجة.
ولم تشر الدراسة إلى الاسباب الأخرى التي يحتمل أنها تسببت بعقم أولئك الرجال ، إلا أنها ذكرت وجود احتمالات إضافية تتعلق بالفقر وعدم الشعور بالقدرة على تغيير الواقع الذي يعيشونه.
كما أكدت الدراسة على أنه لا بد من بذل جهود حثيثة لجذب انتباه الناس بصورة عامة لمواجهة العلاقة المحتملة بين مضغ التبغ والعقم.
وأشار الباحثون إلى وجود دراسة أخرى أجريت مسبقا جاءت نتائجها متضاربة مع هذه الدراسة، حيث لم تجد صلة بين مضغ التبغ والنطاف، ولكنها كانت ضمن نطاق ضيق وبشكل مختلف.
ويذكر ان اليمن تعتبر من أكثر الدول العربية عرضة للتأثر بنتائج الدراسة، إذا ثبتت وعممت، نتيجة انتشار عادة مضغ القات بشكل كبير بين الجنسين.
-33-
مخاطر تبغ اللف
أكبر من مخاطر السغاير
حذّرت حملة الإعلام والتوعية حول مضار التدخين في أوروبا من أنّ التبغ المعدّ للفّ، أخطر بكثير من السجائر العادية.
وقال برنامج HELP على موقعه في الانترنت، إنّ الخطر الأكبر يكمن في كون التبغ بات يجذب أعدادا مهولة من الشباب في العقود الأخيرة، وبأسعار أكثر جاذبية.
وHELP ، هو اختصار لاسم الحملة التي ينظمها البرنامج الأوروبي لمكافحة التدخين.
وقال المسؤولون عن الحملة، إنّ مبيعات هذا النوع من التبغ تضاعف ثماني مرات منذ 1991.
وأضافوا أنّ " قدرة الإضرار لدى تبغ اللفّ أعلى منها لدى السجائر. كما أنّ نفث النيكوتين والقطران ومونوكسايد الكربون عند الاستنشاق تتراوح من 3 إلى 6 مرات مثلها في السجائر الاصطناعية."
وقال تقرير للمنظمة إنّه، لو تمّ السماح ببيع تبغ اللف على شكل سجائر، لتمّ منع تداوله في عدة دول أوروبية، بسبب احتوائه على نسبة عالية من السموم.
حذّرت حملة الإعلام والتوعية حول مضار التدخين في أوروبا من أنّ التبغ المعدّ للفّ، أخطر بكثير من السجائر العادية.
-34-
الأرغيلة أو الشيشة
خطر حقيقي يؤدي إلى الهلاك
موت بطيء برائحة فوّاحة
وفي حصيلة أبحاث أجرتها البحرية الأمريكية (النمرو) أثبتت ان ما يتراوح بين 30 - 40% من أنابيب الشيشة تحتوي على العصيات المسببة للسل الرئوي.
وذكرت النتائج أن 30% من مدخني الشيشة على الأقل في الدول النامية سوف يصابون بهذا المرض على مدى العشرين سنة المقبلة.
وفي النطاق ذاته أجرت سوزان تاتو وزملاؤها من معهد “كارولينكا” في استوكهولم دراسة على 262 شخصاً بالغاً من السعودية حيث اكتشفت أن التبغ الموجود في الشيشة مضر تماماً مثل السجائر.
وأشارت الدراسة التي نشرت في مجلة “بيربودونتولوجي” الى أن 20% من المشاركين في الدراسة كانت لديهم علامات مرض اللثة وهي عبارة عن التهاب واحمرار اللثة ويمكن أن تؤدي الى اتلاف العظم والأنسجة الطرية التي تدعم الأسنان وربما تؤدي الى فقدان الأسنان في نهاية المطاف.
“الصحة والطب” حاورت عدداً من الأطباء المتخصصين الذين تحدثوا عن مخاطر وسلبيات تدخين الشيشة حيث تفوق تدخين السجائر، اضافة الى عدد من الشبان والفتيات الذين تحدثوا عن بداياتهم مع الشيشة ورأيهم في خطورتها على الصحة.
أمراض مرتبطة بالشيشة
يوضح الدكتور عبدالله الهاجري اخصائي امراض قلبية في وزارة الصحة ان خطر الأرجيلة قد يفوق خطر السيجارة، حيث ان التبغ والذي ينقع بالعسل الأسود أو السكر اللاصق وبكل ما لذ وطاب من نكهات التفاح، والرمان والفراولة لفتح شهية المدخن حتى يزيد من التدخين، ولا يعلم كثير من الناس أن هناك علاقة مباشرة بين كمية التدخين وخطر الوفاة من الأمراض، حيث ان كل سيجارة يدخنها الشخص تنقص من عمره فترة. وأن المدخنين يموتون قبل غيرهم بعشر سنوات، وهناك اعتقاد سائد وخاطئ وهو أن الشيشه أقل ضررا من السيجارة لأن الماء في الزجاجة يقوم بتنقية الدخان، ولكن ما لا يعلمه الناس هو أن التجمع الهائل والكثيف للدخان في الزجاجة هو بمثابة تدخين علبة كاملة من السيجارة في جلسة واحدة.
واشار الى ان التبغ يتكون من ماده النيكوتين السام، والقطران والذي يترسب في الرئة مسبباً السرطان الرئوي، كما يقوم الفحم المحترق ببعث غاز أول أكسيد الكربون والذي يتحد مع الهيموجلوبين في الدم مسبباً نقصاً في نسبة الأكسجين في الدم والدماغ مما يجعل المدخن يشعر بالنعاس والكسل وقله التركيز، في حين ان الخطر يزداد في حالة ان المدخن مصاب بمرض في القلب حيث تقل نسبة الأكسجين في القلب بشكل كبير. كما أنه يتضرر كل ممن يستنشقون الدخان من غير المدخنين وهم المدخنون الثانويون او السلبيون من الذين يكونون على مقربة من المدخن بمن فيهم الأطفال وكبار السن والحوامل، اضافة الى ان التبغ يحتوي على مواد أخرى سامة مثل النيكل، الهيدرازين، الأرسنك، الميثايل كربازول،النيتروبلرين ، النفثالين والبنزوبيرين من مشتقات النفط وأخرى.
ويوضح الدكتور الهاجري ان مادة النيكوتين (مادة قلوية تسبب الإدمان) تحفز هرمون الأدرنالين والذي يسبب تسارعا في نبضات القلب وزيادة في ضغط الدم ما يؤدى إلى إجهاد القلب في حدوث عدم توازن بين المطلوب والموجود. كما أن النيكوتين يساعد على تكون الجلطة في الدم ومن ثم العلاقة بين أمراض القلب. وعند وصول مادة النيكوتين إلى الدماغ فإنه يتحد بمستقبلات عصبية توجد في الدماغ وهي من النوع النيكوتينى محدثة تفاعلات كيميائية عصبية في منطقة الوسائط العصبية في الدماغ مسببة تأثيرا نفسيا وإدماناً للمادة حيث انه عند وقف التدخين يحدث القلق وسرعة الغضب. أيضا هناك علاقة بين التدخين ونقص نسبة الفيتامين إى حيث ان هذا الفيتامين مهم لعملية الأكسدة في الجسم. الى جانب ان إحباط هذه العملية قد يؤدي إلى حدوث تصلب الشرايين التاجية وتطور الأورام الخبيثة بسبب حدوث طفرة في الحامض النووي.
وذكر الدكتور الهاجري ان التدخين يسبب عدة امراض حيث يزيد من فرصة الاصابة بأمراض تصلب الشرايين التاجية والمؤدية إلى النوبة القلبية بنسبة 50-70% تترسب مادة النيكوتين السام والموجودة في التبغ على الجدار المبطن للشرايين التاجية محدثة خللاً في وظيفة الخلايا كما أنه يساعد على تراكم الدهون والكوليسترول ومن ثم تكون الجلطة في القلب وحدوث النوبة القلبية حيث يكون مرضى السكر، ضغط الدم والكوليسترول أكثر عرضة لها، وتعتبر النوبة القلبية والتي تسبب ألماً شديدا في الصدر وفي بعض الوقت الوفاة المفاجئة من أهم وأخطر عواقب التدخين حيث ان ذلك يؤدى إلى موت خلايا القلب وقصور مزمن فيه، والتدخين أيضا مسبب رئيسى للسكتة الدماغية والمؤدية للشلل النصفي للجسم. اضافة الى انه مسؤول عن أمراض ضيق الشرايين المحيطية والمسببة لآلام في الأرجل والأطراف ومع مرور الوقت حدوث جلطات في الأرجل والتي قد تصل إلى حدوث الغرغرينا وبتر القدم. هناك أيضا خطر الموت المفاجئ بسبب تفجر الشريان الأورطي البطني بسبب تصلب الشريان في حالة (أم الدم الشريانية البطنية) وذلك بسبب ضعف جدار الشريان الأورطي أو الأبهر وتمزقه.
قال ان مادة القطران السام والموجودة في التبغ تسبب خللاً في الجينات لكثير من خلايا الجسم مسببة حدوث تكاثر وتحول ونمو خلايا سرطاني حيث هناك علاقة مباشرة بين التدخين وسرطان الفم، اللثة، المريء، المعدة، الأمعاء، المثانة، الرئة، القصبة الهوائية، الرحم وعنق الرحم والثدي في حين تزيد نسبة الأمراض الخبيثة في زماننا بسبب التدخين.
كما يزيد التدخين من فرص الإصابة بأمراض الربو وامراض التهاب القصبات الهوائية المزمنة مسببة الالتهابات الشديدة وقصوراً في وظيفة الرئتين الامر الذي قد يودى بحياة المريض او يكون سببا في إدخاله المستشفى بكثرة وزيادة حاجته للأكسجين الاصطناعي، كما أنه مسبب لالتهاب الحلق المزمن وكثرة البصاق والسعال عند المدخنين نتيجة التهاب الغشاء المخاطي للمجرى التنفسي بماده الأمونيا الموجودة في التبغ.
وأشار الى أمراض أخرى لها علاقة بالتدخين، مثل بعض الأمراض الجلدية اللثة والأسنان، هشاشة العظام بسبب نقص هرمون الاستروجين. والأمراض النفسية والجهاز الهضمي مثل قرحة المعدة. الى جانب آثار جانبية على الأطفال والرضع حيث انه يقلل من نسبة التركيز والذكاء. كما انه يسبب تباطؤاً في نمو الجنين في بطن الأم وقد يؤدي الى حدوث عيوب خلقية عند الولادة مثل تشوهات الشفاه وسقف الفم وأيضا الإجهاض. وينصح الدكتور الهاجري الافراد المدخنين لترك هذه العادة السلبية بما يلي:
* الإقتناع التام بضرورة الإقلاع عن التدخين وفهم مخاطره
* عقد العزم والنية لترك التدخين
* وضع تاريخ زمنى للإقلاع عن التدخين والالتزام به.
* شغل وقت الفراغ. والتخلص من عادة التدخين والشيشة.
* الإكثار من شرب السوائل.
* الحركة والنشاط والرياضة
* مساعدة الأصدقاء والأهل. وعدم الجلوس مع المدخنين
* التفاؤل دائما. حدوث أعراض جانبية عند ترك التدخين إشارة جبدة إلى ان الجسم يبدأ بالتخلص من السموم. الأعراض تستمر لعدة اسابيع فقط.
* تغير الروتين اليومى. حتى ولو كلفك ذلك ترك المقاهى.
* دلع نفسك ولاتهملها واستخدم النقود التى كنت تشترى بها الأرجيلة في شراء أشياء أفضل واستخدامها أحسن استخدام.
* امتنع عن أكل الوجبات الدسمة والسريعة فانها قد تجرك إلى التدخين.
* اللجوء إلى الطبيب عند حدوث أي حرج حيث هناك أدوية تساعد على الإقلاع عن التدخين وتحتوي على النيكوتين أو قد لا تحتوى مثل الزيبان. عند أخذ هذه الأدوية يجب الإقلاع نهائيا عن التدخين.
واشار الى أن الأدوية التي تحتوي على النيكوتين تكون على هيئة أقراص، علكة للمضغ، لزق على الجلد، استنشاق ، كما هناك بعض الأعراض الجانبية مثل الصداع، الغثيان. أما عقار الزيبان والذي هو بالأصل دواء للاكتئاب يمنع شهية التدخين.
معتقدات خاطئة
ويقول الدكتور محمد ابراهيم عبارة، استشاري أمراض القلب في مستشفى القاسمي والكويتي بالشارقة: ان هناك اعتقاداً سائداً بين الناس بأن تدخين الشيشة أقل خطورة من السجائر بناء على مفهوم أنه يتم تنقية دخان الشيشة بواسطة المياه، ولكن الدراسات أثبتت عكس ذلك حيث ان تدخين حجر الشيشة الواحد يعادل تدخين ثماني سجائر على الأقل، كما أثبتت دراسة أخرى أجريت في جامعة الأزهر المصرية عام 1999 أن تدخين الشيشة والذي يتم عن طريق انبوب من المطاط له علاقة وثيقة ببعض حالات سرطان الفم. وأضاف: ثبت من الدراسات الحديثة أيضا ان تدخين الشيشة يمتص غاز ثاني أكسيد الكربون أكثر من تدخين السجائر وبذلك يكون الشخص أكثر عرضة للاصابة بأمراض القلب والرئة، ويساعد تدخين الشيشة على الاصابة بمرض السل بالرغم من محدودية انتشاره خلال الثمانينات إلا أنه بدأ يعود مرة أخرى بعد انتشار ظاهرة الشيشة في المقاهي خاصة أنه كان ينتشر بين الطبقات الشعبية فقد أصبح ينتشر بين الطبقات المتوسطة والراقية.
وقال: يجب التأكد من أن التأثير الضار للشيشة لا يقتصر على تدخين التبغ أو المعسل فقط، انما يمتد لشيشة الفواكه حيث انها شيشة خالية من التبغ وتحتوي على بعض قشور الفاكهة والتي جرى تخميرها ومعالجتها بالعسل الأسود أو الجلسرين كمادة لاصقة، مشيراً الى أن خطورة تدخين هذا النوع تكمن في انه يحتوي على المواد اللاصقة خاصة الجلسرين والذي يؤدي حرقه عن طريق الفحم الى تكوين مادة الاكرولين وهي من المواد السامة والتي تسبب حدوث سرطان المثانة.
تأثير سلبي على الفم والأسنان
وفي السياق ذاته يقول الدكتور معين جنبلاط، طبيب وجراح أسنان ان تدخين الشيشة أكثر خطراً على الأسنان من تدخين السجائر حيث ان تبغ الشيشة يحتوي على ذات التبغ الموجود في السجائر اضافة الى مواد أخرى مضافة لاعطاء الطعم والنكهة أثناء تدخينها، كما ان هذه المواد هي سكرية ينتج عند احتراقها كمية كبيرة من ثاني أكسيد الكربون ومواد كيماوية أخرى لها ضرر شديد على الجسم.
وأضاف: تعتبر أمراض اللثة وخاصة “مرض الأنسجة ما حول السن” من أخطر الأمراض التي لها علاقة بالتدخين والذي ينتج عنه تراجع في اللثة وعظم الفك الأمر الذي يؤدي الى حركة أو قلقلة في الأسنان وذلك يؤدي الى سقوطها فيما بعد، كذلك التهاب اللثة الدائم المرافق للتدخين حيث تكون اللثة ملتهبة ومحمرة ونازفة في ذات الوقت، كما ان تدخين الشيشة بالتحديد يمكن أن يؤدي الى تهيج دائم لأنسجة الفم الأمر الذي يؤدي بعد فترة من الزمن الى الاصابة بسرطان في الفم.
وذكر الدكتور جنبلاط انه بالاضافة الى الأمراض التي يسببها التدخين في الفم فإنه يؤثر على الأسنان من الناحية الجمالية، مشيراً الى ان مدخني الشيشة بالتحديد تكون أسنانهم مغطاة بطبقة من النيكوتين ذات اللون البني والتي لا تزيلها فرشاة الأسنان ويجب في هذه الحالة زيارة الاخصائي لإزالتها.
تعدل المزاج
وتقول كوثر جويد (مضيفة طيران) انها تدخن السجائر والشيشة منذ بضع سنوات، وقد بدأت الأمر برفقة صديقاتها من باب تجربة الطعم وعندما أعجبها وجدت ان لها نكهة خاصة غير السجائر، كما انها تعدل مزاجها كلما شعرت بالسوء من متطلبات الحياة العديدة. وتتعجب كوثر من الذين يدخنون الشيشة وفي الوقت نفسه يرفضون تدخين السجائر مشيرة الى ان السبب ربما في أن تدخين الشيشة يكون مرة كل يوم أو بالاسبوع، لكن السيجارة يكون تدخينها كل نصف ساعة، كذلك فإن الشيشة وحسبما أرى تناسب الفتاة أكثر من الشاب الذي يدخنها بشراهة، ولكن بعدما علمت بأن رأس الشيشة يعادل علبة سجائر، وبعد اطلاعي على سلبياتها أصبحت أفكر بتركها.
ضرورة للسهرة
أما سالم القيسي (موظف بنك) فأوضح ان رفاقه في الجامعة علموه تدخين الشيشة إلا أنه لا يدخن السجائر أبداً بسبب خطورتها على القلب والرئة كما انها تسبب الادمان عكس الشيشة التي هي عبارة عن تذوق أنواع المعسل بنكهة الفواكه.
وأضاف: أصبحت الشيشة من ضروريات السهرة حيث ان أصحاب المقاهي بارعون في تقديمها، كما انها عادة مقبولة للفتيات اللواتي يبرعن في تدخينها أفضل من السيجارة.
ولا يفكر سالم بترك الشيشة كونها تحقق له المتعة والتسلية خاصة برفقة أصدقائه عندما يجتمعون للتحدث أو لعب الورق كل مساء. وأشار الى ان دخانها يسبب ضيقاً لبعض أصدقائه الذين لا يدخنون الشيشة إلا أنهم تعودوا على “التلوث الفواح” كما أسماه نسبة الى رائحة المعسل، متسائلا: هل دخان الشيشة يلوث البيئية أكثر من دخان السيارات.
عادة وليس إدماناً
ومن جانبه يقول مدحت عودة (موظف) انه يجد في تدخين الشيشة متعة أكثر من السجائر التي يدخنها أيضا والتي بدأ يشعر معها بضيق في التنفس.
وقال: ان تأثير الشيشة على الصحة يعتمد على نوع المعسل المستخدم والمكان الذي ندخنها فيه لا سيما اذا كان صالة مغلقة، مشيراً الى انه ضد تدخين الفتاة للشيشة بسبب تأثيرها السلبي على صحتها عندما تتزوج وتنجب أطفالاً. وتابع مدحت قائلا: متعة الشيشة انها تجمع حولها الأصدقاء خاصة بعد عناء يوم عمل شاق دون النظر الى مصروفها الذي ينهك المحفظة حيث اعتبرها عادة وليست ادماناً كما يعتقد البعض، وفي الوقت نفسه أنصح أصدقائي والشبان الذين لم يدخنوها بعد بعدم تجربتها لأن من يجربها مرة سيعود اليها في كل مرة.
عادة سيئة
أما أيمن حسن (موظف) فيجد الشيشة مسلية فقط خاصة عند اجتماع الأهل والأصدقاء في أوقات الطعام أو السهرة، إلا انه وبعد متابعته للأخبار المتعلقة بتأثير الشيشة على صحة الانسان فإنه يفكر بجدية في الاقلاع عن هذه العادة السيئة كما أسماها حيث انه منتظم في ممارسة التمارين الرياضية، وفي الوقت نفسه يقدم نصيحة لرفاقه للاقلاع عن تدخينها بهدف تنقية الرئتين من سمومها، حيث سألهم ذات مرة عن اللذة التي يجدونها عندما يدخنون الشيشة بشراهة خاصة بعد كل وجبة عشاء.
ويعارض أيمن فكرة تدخين الفتاة للشيشة بسبب انها ستعلم أطفالها ذلك الأمر السيىء بعد مشاهدتهم لها وهي تدخنها، اضافة الى أن دخان الشيشة يؤثر سلباً “كالتدخين السلبي” على من يوجد في نفس المكان حتى لو لم يكن يدخنها.
تضييع الوقت
وفي السياق ذاته يرى أحمد علي ان الشيشة لا تؤثر على الصحة بقدر عناء العمل ومتطلبات الحياة المتزايدة حيث ان تدخينها مجرد تضييع للوقت وهروب من مشاكل البيت مضيفا: جربتها قبل أربع سنوات عندما جلست مع صديقي في أحد المقاهي وكنت وقتها عاطلاً عن العمل وأشعر بالضيق، ولاحظت ان صديقي يدخنها بمتعة كبيرة عدا ان رائحتها زكية كالفواكه وليست كريهة كرائحة السجائر، وقد استمتعت بتدخينها وشعرت بأني أنسى همومي معها. ويتابع: لا أعلم لماذا كل هذا الحديث عنها وهي التي تجمعنا حولها وتدخلنا في عالم جميل، كما انني سأذهب الى أي مكان حتى أدخنها في حالة منع تدخينها في مقاهي دبي.
وذكر أحمد انه يستمتع عند النظر الى شكل “الأرجيلة” اضافة الى صوت الماء عند تدخينها، ووهج الجمر على رأسها.
كما أنني أجد الاعلانات التي تؤكد لنا باستمرار انها ضارة وتؤدي لأمراض خطيرة غير مقنعة، فها هم كبار السن “يشربون” الشيشة والسجائر منذ سنين ومازال بعضهم بكامل صحته.
التدخين السلبي
الآلاف يموتون سنويا في ألمانيا بسببه
التدخين تهديد كبير للصحة العامة
خالد شمت- برلين
عن الجزيرة نت
ذكرت دراسة أصدرها المركز الألماني الدولي لبحوث السرطان في هايدلبيرج أن استنشاق غير المدخنين لدخان سجائر المدخنين بغير إرادة منهم -المعروف بالتدخين السلبي- يتسبب في أمراض تؤدي إلى وفاة 3300 شخص في ألمانيا سنويا.
وأوضحت الدراسة -التي تلقت الجزيرة نت نسخة منها- أن الإحصاء الذي تم في ألمانيا للمرة الأولى لعدد ضحايا التدخين السلبي يظهر أن عدد غير المدخنين الذين يموتون سنويا بفعل مخالطة المدخنين واستنشاق دخان سجائرهم يفوق أعداد المتوفين سنويا بسبب تعاطي المخدرات واستنشاق مادة الأسبتسوس المسببة للسرطان وأمراض الحمى القلاعية والسار مجتمعة.
ولفتت الدراسة إلى أن التدخين السلبي في ألمانيا يؤدي سنويا إلى وفاة 2140 شخصا غير مدخن من البالغين متأثرين بأمراض القلب والسكتة القلبية و770 شخص بالجلطات بأنواعها المختلفة و260 بسرطان الرئة.
وقدرت الدراسة وفاة ستين طفلا ألمانيا لا تتعدى أعمارهم عاما واحدا سنويا (توفي معظمهم بالموت المفاجئ) بسبب معيشتهم مع والدين مدخنين أو بسبب تدخين أمهاتهم خلال فترة الحمل، وأشارت إلى أن تدخين الأمهات الألمانيات أثناء الحمل يتسبب في إلحاق أضرار بالغة بصحة 170 ألف طفل داخل الأرحام سنويا.
وقالت الدراسة إن أكثر من ثمانية ملايين طفل وقاصر ألماني يعيشون في أسر يدخن فيها كلا الوالدين أو أحدهما، بينما يستنشق 35 مليون شخص غير مدخن بغير إرادتهم دخان سجائر المدخنين في المنازل أو أماكن العمل أو أماكن الترفيه وقضاء أوقات الفراغ.
ونبهت إلى أن ارتفاع معدلات التدخين السلبي في ألمانيا يقابلها تراجع في الحماية المكفولة لغير المدخنين مما يجعل ألمانيا دولة متأخرة في هذا المجال مقارنة بدول أوروبية أخرى حظرت التدخين كليا في المطاعم والمسارح ودور السينما والمرافق العامة وأماكن الترفيه وقضاء أوقات الفراغ.
وشددت الدراسة على أن الدخان المنبعث من سجائر المدخنين ليس شيئاً مزعجا فقط بل هو تهديد كبير للصحة العامة لغير المدخنين البالغين والأطفال لأنه يحتوي على مواد تساعد على تهييج الخلايا السرطانية لديهم وزيادة معدل إصابتهم بالسرطان.
وخلص معدو الدراسة إلى مطالبة الحكومة الألمانية الجديدة بإصدار قانون جديد لحماية غير المدخنين في المرافق والأماكن العامة وحظر التدخين في المطاعم والمسارح ودور السينما والفنادق وقاعات الاحتفالات.
وفي رد على هذا الطلب قالت مفوضة الحكومة الألمانية لشؤون مكافحة المخدرات زابينا باتسيج إن حكومتها تعتزم إطلاق حملة تطوعية في مارس/ آذار القادم بجميع الولايات الألمانية لإقناع المطاعم والمقاهي التي تصل مساحتها إلى 75 مترا مربعا أو التي تتسع لأربعين زبونا بتخصيص نصف مقاعدها على الأقل لغير المدخنين.
وأكدت أن تقييم نتائج هذه الحملة بعد انتهائها في مارس/آذار 2008 هو الذي سيحدد مدى الحاجة لإصدار قانون إتحادي لحماية المدخنين.
يشار إلي أن ولاية العاصمة الألمانية برلين التي يعيش فيها أكثر من مليون مدخن قد أصدرت قانونا يحظر التدخين تماما في رياض الأطفال والمدارس ومحطات القطارات والترام والمترو والباصات ويسمح بتخصيص غرف صغيرة منزوية في الدوائر الرسمية للراغبين في التدخين من الموظفين.
كما دشنت حكومة هذه الولاية مؤخرا حملة عنوانها: "برلين خالية من التدخين" لتعميم حظر التدخين في كافة أماكن الترفيه وقضاء أوقات الفراغ وخصصت الحملة جائزة للمطاعم التي لا يسمح فيها بالتدخين.
تضاعف الوفيات من جراء التدخين
من المتوقع أن يتضاعف عدد حالات الوفاة بسبب التدخين في العالم إلى 10 ملايين شخص سنويا بحلول عام 2020، لكن باحثين قالوا الجمعة إن الرقم قد يكون أعلى بكثير.
وهذه التوقعات قد تكون منخفضة للغاية لأن دراسة مسحية دولية على الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 13 إلى 15 عاما كشفت ارتفاعا غير متوقع في عدد المدخنات بين الفتيات، وانتشار التعرض للتدخين السلبي واستخدام أنواع أخرى من منتجات التبغ على نطاق واسع.
وقال تشارلز وارن من المراكز الأمريكية للوقاية والسيطرة على الأمراض في اتلانتا بولاية جورجيا "أثر استخدام التبغ على الوفيات في أنحاء العالم قد يكون أكبر كثيرا من المتوقع."
وأضاف "ما لم يتخذ إجراء ضد التدخين، فانه سيؤدي إلى معدلات أعلى للوفاة."
وأظهر المسح الدولي لمستخدمي التبغ من الشباب، الذي أجراه وارن وفريقه على 750 ألف مراهق في 131 دولة وقطاع غزة والضفة الغربية، أن تسعة في المائة من الطلاب جربوا تدخين السجائر، في حين استخدم 11 في المائة منهم منتجات التبغ الأخرى مثل علكة التبغ والسيجار والنارجيلة، وفقا لرويترز.
وكشف المسح أيضا عن ضيق الفجوة بين عدد المدخنين من الذكور والإناث. ووفقا لدراسة سابقة كان من المعتقد أن عدد المدخنين الرجال يزيد أربع مرات عن عدد المدخنات.
لكن في المسح الأخير كان الرقم أعلى 2.3 مرة فقط لصالح الذكور، وفي بعض الدول لم يكن هناك اختلاف بين عدد المدخنين من الشبان والفتيات.
ووفقا للدراسة التي نشرت في موقع دورية لانسيت الطبية على الانترنت، قال أكثر من 40 في المائة من الطلاب الذين شملهم المسح إنهم يتعرضون للتدخين السلبي في المنزل، في حين يتعرض 50 في المائة له في الأماكن العامة.
والتدخين هو أحد الأسباب الرئيسية للوفاة التي يمكن تجنبها. وهو يزيد احتمالات الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية ومشكلات التنفس إضافة إلى سرطان الرئة وأنواع أخرى من السرطانات.
الأرغيلة ( الشيشة )
لا تقل ضررا عن لفائف التبغ ( السغاير )
قالت منظمة الصحة العالمية إنها قررت تخصيص اليوم العالمي لمكافحة التبغ الاربعاء للتركيز على منتجات أخرى غير السجائر.
وقالت المنظمة إنه بالاضافة إلى مواد مثل التنباك والتبغ الممضوغ، يكتسب تدخين الارجيلة شعبية متزايدة خاصة بين الشباب.
وأشارت منظمة الصحة إلى غياب الوعي بأن أي شكل من أشكال التبغ يضر بصحة الانسان بنفس قدر تدخين السجائر.
وأضافت أنه مع اتخاذ الحكومات في أنحاء العالم لاجراءات أشد صرامة للحد من استخدام السجائر، فإن هذه الصناعة اتجهت بقوة إلى تسويق منتجات أخرى للتبغ، خاصة بين الشباب من الجنسين.
وقالت المنظمة في تحذيرها إن الاشخاص الذين يدخنون التبغ المزود بالنكهات باستخدام الارجيلة، والتي كانت سائدة في الشرق الاوسط وبدأت تنتشر الان في مقاهي في أنحاء أوروبا وأمريكا الشمالية، يستنشقون كميات خطيرة من أول أكسيد الكربون والنيكوتين والقطران.
وقال دوجلاس بتشر من منظمة الصحة العالمية في مؤتمر صحفي "إن الاعتقاد بأن فلترة الدخان عبر مروره في مياه الارجيلة يقلل نسبة المواد السامة، هو اعتقاد خاطئ".
وأوضح تقرير للمنظمة العالمية صدر تحت عنوان "التبغ: قاتل في أي شكل وتحت أي قناع" أن عدم وجود التحذيرات الصحية الموجودة على علب السجائر على الارجيلة ربما "يعزز الافتراض بأنها آمنة نسبيا".
وأضاف التقرير أن هناك أدلة متزايدة بأن تدخين الارجيلة يسبب أمراض الرئة والامراض القلبية والسرطان.
التدخين السلبي
يسبب أمراض القلب والسرطان
أكد الجراح الأمريكي العام، ريتشارد كارمونا، أن استنشاق أي كمية من التبغ من قبل مدخنين سلبيين، يحدث لهم أضرارا صحية.
وقال كارمونا إن "الجدل حسم حول هذه القضية، والعلم أصبح قاطعا؛ التدخين السلبي لم يعد أمرا مزعجا، بل خطرا صحيا حقيقيا."
ويتعرض 126 مليون أمريكي باستمرار إلى أبخرة التبغ، وهو ما وصفه كارمونا "بتدخين غير طوعي."
ويلقى عشرات الآلاف حتفهم كل عام من جراء التدخين السلبي، وهو ما أثبته تقرير حديث للجراح الأمريكي بلغ حجمه 670 صفحة.
وذكر التقرير أن هناك دليلا علميا قاطعا على أن التدخين السلبي يسبب أمراض القلب وسرطان الرئة وقائمة بأمراض أخرى.
وطالب التقرير بتخصيص مبان وأماكن عامة خالية تماما من التدخين، مشيرا إلى أن تخصيص أماكن للمدخنين لا يؤمن الحماية الكاملة لغير المدخنين.
ومررت أكثر من 17 ولاية و400 مقاطعة وبلدة ومدينة أمريكية قوانين تحظر التدخين.
غير أن حظر التدخين في المباني العامة لا يصل تأثيره إلى المنازل، حيث يستنشق طفل من كل خمسة أطفال دخان أسرهم، أخذا في الاعتبار أن الصغار لا تزال أجسادهم في مرحلة نمو وأكثر عرضة للتأثر بعوامل التلوث.
ويضع التدخين السلبي، الأطفال في مخاطر عدة منها متلازمة الموت المفاجئ للأطفال الرضع، وغيرها من الأمراض مثل حالات الربو وقصور نمو الرئة وتدمير شرايين القلب وتلوث الأذن، نقلا عن التقرير.
وحذر الجراح الأمريكي، الأشخاص غير المدخنين قائلا: "ابتعدوا عن المدخنين."
وقال الجراح الأمريكي إن التعرض للتبغ بصورة سلبية لعدة دقائق فقط يمكن أن يثير أزمة تنفس ويجعل الدم أكثر عرضة للتجلط ويحدث تدميرا في الخلايا يمكن أن يتفاقم في المستقبل إلى سرطان.
وأوضح الجراح الأمريكي أنه يأمل أن يؤدي تقريره إلى دعم متزايد لسياسات حظر التدخين.
والتقرير ليس دراسة جديدة، ولكنه محصلة لأفضل الدراسات والبحوث عن التدخين السلبي، وذلك منذ التقرير الأخير الذي أصدره كارمونا عام 1986.
التوصل للدليل العلمي حول "سرطانية" النكوتين
توصّل فريق علمي أمريكي إلى إثبات الدليل العلمي على "سرطانية" مادة النكوتين التي كانت تعدّ إلى حدّ الأمس القريب مادة غير مسرطنة، رغم أنّ الاعتقاد السائد كان يرجّح ذلك من دون القطع به.
وقال متحدث باسم فريق العمل الذي توصل إلى الحقيقة الجديدة إنّ العلم يثبت أنّ للنكوتين دورا في تسارع نموّ سرطان الرئة "الموجود أصلا."
وكشف الفريق الذي رأسه البروفيسور سريكومار شيلابان من جامعة جنوب فلوريدا أنّ الجسم البشري يحتوي على "مستقبلات" للنكوتين تمّ إطلاق الاسم العلمي nAChRs عليها في إشارة إلى nicotinic acetylcholine receptors.
وقال شيلابان إنّ هذه "المستقبلات" توجد في الخلايا الرئوية المسرطنة، وهي تعدّ "المفتاح الذي يستخدمه النكوتين للتسريع في عملية نموّ السرطان."
وبذلك بات النكوتين يصنّف على أنّه "مادة مسرطنة" وهو الأول من نوعه الذي يتمّ تصنيفه على هذه الشاكلة.
ومن شأن هذه الأنباء أن تضيف اسما جديدا إلى اللائحة الطويلة لمضار التدخين، الذي يعدّ المسؤول عن خمسة ملايين وفاة سنويا.
القاتل المأجور
أديب قبلان
ما هو التدخين ؟
كيف يعيش المدخن ؟ وكيف يرى حياته ؟
أين تكمن الخطورة في التدخين ؟
-----------------------------------------------------------------------------------
لم تتفق الأمم على خطر داهم يتهدد وجودها كاتفاقها على كون السجائر كابوساً يقض مضاجع الأفراد والمجتمعات فيها ، ومصيدة تحمل للأفراد في طياتها الموت ، كما تحمل للمجتمعات الفوضى والهدم ، وتنثر في جنباتها بذوراً خبيثة لتفكيك الدين الإسلامي والأصالة العربية .
هي أرض مفعاة .. تقطنها أفاعي ( الكوبرا ) السامة زارعةً فيها سموماً تقضي على المجتمع بأقل من كلمة ( سهولة ) وتحوله إلى ملجئ للأمراض النفسية والاجتماعية ، فترى ذلك المجتمع حافلاً بكثير من أنواع التفكك الأسري و المجتمعي ، وضعيفاً في بنيته الأولى ، وجاهزاً للهدم من نفخة ريح .
عرف العلم السيجارة بأنها مادة مضرة بالصحة إذا دخلت لجسم الإنسان ، بعد أن أثبت العلم الحديث مدى خطورتها على صحة الفرد .
والمدخن رجل عصبي يقتات بهذا السم القاتل ليصل إلى سراب ذهني مدعياً بأنه يفرغ غضبه في هذا القضيب اللين الذي يحتوي على مادة ملفوفة بورقة رقيقة تقتل الخلايا قتلاً بطيئاً ، وتأكل الكيس الإسفنجي المعروف بالرئة كأكل الدود للجثث وتحوله إلى رماد أسود وكأنه فحم محترق .
والحقيقة : إن وهم الحصول على السعادة من تناول ذلك الدخان الفاسد وهم كبير يعيشه المدخنون هادمين به قوة أبدانهم قاذفين بأنفسهم في أتون التهلكة متناسيين قوله تعالى : " ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة " ، فأين هي التهلكة ؟؟
تتجلى التهلكة في كون السيجارة تحتوي مادةً خبيثة سميت علمياً بـ ( النيكوتين ) ، وهي مادة نستطيع وصفها بالكاذبة لأنها تحتال على متداوليها لتوقعهم في شرك الموت راسمة لهم أوهاماً خبيثة توحي بالارتياح ، ولكن هذه الأوهام لا ترى إلا من قبل مدخن بالي الرئة متعب الشهيق والزفير ، يعاني من هياج عصبي مريع في بعض الأحيان ، وتؤدي هذه التأثرات بالمدخن إلى أمراض لا عد أو حصر لها .
هو انتحار أصبح تجارة رائجة تباع في أي سوق من أسواقنا العربية والإسلامية لأنها – في الحقيقة – مجرد سلاح ، نعم مجرد سلاح !!
وما أدراك ما هذا السلاح ! أرسله لنا الغرب في مغلفات طغت على قلوبنا بحيث نرى في بدايته سعادة و في نهايته فاجعة مريعة ، ألا يحق لنا الآن أن نطلق عليه اسم القاتل المأجور ؟؟!!
أما مخاطر هذه العادة على المستويات الاجتماعية – فردية كانت أم جماعية – فلا يحصرها عد ، فعلى المستوى الفردي : يرى المدخن نفسه مالكاً الدنيا ومحولاً حياته إلى سعادة مما يشعره بفرح مؤقت يتحول فيما بعد إلى بكاء دموي مفزع و عض على الأنامل من الحسرة ، و أما على المستوى الجماعي : فيبني المدخن حياته الأسرية على أساس من الأنانية ، متناسياً وجود أفراد معه سواءً في البيت أو في العمل فتصبح عائلته مفككة ومبنية على قاعدة ( اللهم إني أسألك نفسي ) وتجعل من أصحابه أعداءً يتجنبون النظر إليه مما يبكي المجتمع على هذا التفكك الذي سببه رائحة ثم نفخة ثم سيجارة ثم موت بطيء أكيد .
و في الواقع : التدخين وحش كاسر إذا ما كشر عن أنيابه في أي من المجتمعات حوله إلى رماد ، وانتشاره بين الأفراد يجعل من المجتمع فريسة سهلة لحيوانات الغاب التي يأخذ دورها الغرب ، كما أنه يحول البناء إلى رفات بسيط ويفرق بين أفراد المجتمع تفرقة واضحة جاعلاً بينهم حواجز معتمة فلا يصلون إلى بعضهم ولا يستطيع أحدهم نصح الآخر .
وأخيراً : وجب علينا - كمسلمين - تجنب مثل هذه الشبهات وتوجيه أي مدخن إلى الطريق السوي وقتل الحواجز البينية ، والإلقاء بجميع أعذار من هوي إمساك السيجارة وراء الظهور لكي نكون في النهاية كما كنا في البداية متبعين لكتاب الله الكريم و سنة نبينا – صلى الله عليه وسلم – وأقوال جميع صحابة رسول الله العظيم وعلماء المسلمين وفقهائهم